أزمة معارض الساعات تتفاقم
وتساؤلات حول دور الوكلاء

05.11.2018
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email
برت دكاش

 جاء إعلان كل من داري Audemars Piguet وRichard Mille مؤخراً عن خروجهما من الصالون العالمي للساعات الرفيعة SIHH في دورة العام 2020 مدوياً، إذ سبقه في يوليو الماضي إلغاء Swatch Group، وهي أكبر مجموعة عارضة، مشاركتها في معرض عالم بازل لعام 2019. إلغاء عزاه الرئيس التنفيذي لـ Swatch Group نِك حايك لعدم "جدوى المشاركة في هذه المعارض وفق مفهومها الحالي"، وعلّله الرئيس التنفيذي لدار Audemars Piguet فرانسوا-هنري بناهمياس بتوجه الدار للتركيز على الزبون النهائي في حين أن مثل هذه المعارض موجّهة إلى المتخصصين". ويبدو ان الانسحابات ستتوالى حيث أعلنت Raymond Weil أواخر سبتمبر الماضي الانسحاب من معرض عالم بازل.

أمام هذه الواقع المستجد، يبرز السؤال عن مدى جدوى مشاركة وكلاء التجزئة والموزعين في هذه المعارض بعد انسحاب الدور الكبيرة منها وتوجهها نحو تنظيم معارض وأحداث خاصة بها، كما فعلت مجموعة MGI التي تضم علامات Movado، وEbel وConcord التي خرجت من معرض عالم بازل هذا العام ونظمت لقاء خاصاً بها في سويسرا قدّمت خلاله أحدث ابتكاراتها. أو من خلال جولات عالمية Roadshows كما فعلت Breitling منذ مطلع العام الحالي لطرح مجموعة Navitimer الجديدة، كمقدمة لطرح مجموعاتها الأخرى في معرض عالم بازل الفائت وذلك بعد تملكها من مجموعة Kering وإعادة هيكلة العلامة على مستويي الإدارة والمنتج.

يستبعد مدير عام مؤسسة هاغوب أتاميان مهير أتاميان عدم مشاركة وكلاء التجزئة والموزّعين في هذه المعارض حيث لا تزال دور كثيرة "نمثّلها تشارك في هذين الحدثين البارزين في صناعة الساعات، وبالتالي لا بد من حضورنا للاطلاع على مجموعاتها الجديدة والتي بناء على مشاركتنا ورأينا تقدم على إنتاجها". غير أنه، في المقابل، لا يخفي الحاجة فعلياً إلى تطوير هذه المعارض، لتلبي طموحات العلامات العارضة، ولتواكب التطورات التكنولوجية المتسارعة، وهو ما يطالب به العارضون منذ زمن من دون أن يلقى صدى لدى المنظمين. لكن مدير عام مؤسسة أتاميان لا يخفي قلقه من "احتمال أن تنظّم Swatch Group حدثها الخاص بالتزامن مع معرض عالم بازل أو مع الصالون العالمي للساعات الرفيعة"، الأمر الذي سيضع وكلاء التجزئة والموزّعين أمام تحدي المشاركة في الحدثين.  

ومن أبرز مطالب الدور العارضة، يقول أتاميان: "تغيير توقيت المعرض الذي ينظم في أواخر مارس، ما يؤخر بالتالي طرح المنتجات الجديدة في السوق إلى الربع الأخير من العام. إضافة إلى مشكلة الإقامة في بازل في ظل النقص في عدد الغرف، وهي أزمة مزمنة، وارتفاع كلفتها من دون التوصل إلى حلّ لها. والأهم "ارتفاع كلفة مشاركة الدور في المعرض". ويقدّر أتاميان كلفة مشاركة Swatch Group، وهي أكبر الدور العارضة، "بما يقارب الـ60 مليون دولار، وهي كلفة عالية جداً إذا ما قورنت بكلفة تنظيم المجموعة معرضها أو حدثها الخاص بها والتي قد لا تصل إلى ربع هذا المبلغ. مع الإشارة إلى المشكلات اللوجستية مثل الإنترنت وعدم جودتها والمصاريف الإضافية التي تحمّل للمشاركين في المعرض".

بموازاة ذلك، وفي ضوء التحولات الحاصلة في العالم الافتراضي وتغير نمط وأسلوب التواصل مع العملاء والذي بات شبه مباشر بين العلامات وعملائها الحاليين والمحتملين من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. ومع انخراط الدور المتنامي في البيع الإلكتروني، أين يجد اتاميان دور وكيل التجزئة والموزّع في خضم هذه التحولات؟ فهل تستغني الدور مستقبلاً عن وكلائها، خصوصاً بعد ولوج عدد من العلامات الفاخرة ودور الساعات في أعمال التجزئة عبر افتتاحها متاجرها الخاصة بشكل مستقل عن شركائها في عدد من الأسواق؟ لا يرى أتاميان أن "الدور قد تستغني عن وكلاء التجزئة، لأن الزبون بحاجة دائماً لتجربة الساعة قبل شرائها، وهو ما يتيحه له وكيل التجزئة الذي كذلك يقدّم له حسومات في بعض الأحيان". ويوضح أن البيع بواسطة الإنترنت مزدهر في الأسواق الكبرى مثل الصين والولايات المتحدة حيث قد يحتاج الزبون للسفر بين منطقة وأخرى في البلد نفسه لزيارة متجر علامة ما والحصول على ساعة معينة. بينما لا حاجة لذلك في الأسواق الصغيرة نظراً لقرب المسافات". غير أن أتاميان، يشدّد في الوقت نفسه، على "ضرورة مواكبة وكلاء التجزئة أيضاً لهذه التطورات التي قد تفرض تحولاً في دورهم مستقبلاً".