لبنى العليان:
تقـود «سـاب الأول»

06.11.2018
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email
عاصم البعيني

إكتسب إختيار لبنى العليان لتولي مهام رئيس مجلس الإدارة الكيان الناتج عن دمج البنك الأول مع بنك ساب، أهمية على مستويات عدة: فإلى كونها أول سيدة سعودية تشغل هذا المنصب، أعاد الاختيار التأكيد على خبراتها في القطاعين المصرفي والمالي، كما حمل هذا الاختيار بعداً إضافياً كونه أتى بدعم من مجموعة HSBC التي تحتفظ بنحو 29 في المئة من البنك، في وقت اختير ديفيد ديو لمهام العضو المنتدب وهو يشغل حالياً منصب عضو مجلس إدارة في «ساب»، وسيكون أمام الثنائي العليان ـ ديو مهمة تحقيق الأهداف المرجوة من الدمج.

يعول المساهمون في الكيان الجديد «ساب- الأول» في اختيار العليان لقيادة البنك، على معطيات عدة من شأنها أن تساهم في إنجاز وإنجاح عملية الدمج والبناء عليها: فمن ناحية، تتمتع العليان بإرث عائلي مهم في عالم الأعمال إلى جانب خبرة مصرفية ومالية طويلة كوّنتها بشكل خاص من خلال الرئاسة التنفيذية لمجموعة العليان المترامية الطرف جغرافياً وقطاعياً، ما ينسجم مع تطلعات المساهمين لتعزيز تنافسية البنك ودعم نمو أعماله، يضاف إلى ذلك أن العليان شغلت مهام نائب رئيس مجلس إدارة البنك الأول، ما يجعلها ملمّة بكافة الملفات ذات الصلة به، بما يساعد على سرعة إنصهار البنك الأول ببنك ساب، ولاسيما وأن العائلة مساهمة في المصرفين. 

طموحات وتحديات   

الكيان الجديد مرشح للعب دور حيوي في القطاع المصرفي السعودي لأنه سيصبح صاحب أكبر حصة سوقية في قطاع الشركات بنحو 15 في المئة من الإجمالي مقابل نحو 8 إلى 9 في المئة في قطاع التجزئة، وسيكون أمام فريق العمل بقيادة لبنى العليان جملة من الملفات لتحقيق الأهداف المرجوّة بعد إنضواء المصرفين تحت كيان قانوني موحد بدءاً من النصف الأول من العام المقبل كما هو متوقع، ولعلّ أبرزها: 

 إستيعاب محفظة القروض الائتمانية لدى البنك الأول والحدّ من تأثيرها على جودة أصول الكيان الجديد، ولاسيما وأن نسبة القروض المتعثرة بلغت نحو 2.99 في المئة في نهاية العام الماضي، وهي الأعلى بين المصارف، إذ بلغ متوسط هذه النسبة نحو 1.45 في المئة، فيما بلغت نسبة تغطية القروض المتعثرة لدى البنك نحو 140 في المئة مقارنة بنحو 314 في المئة على سبيل المثال لدى مصرف الراجحي. وفي هذا السياق، سبق لوكالة «موديز» أن منحت تقييماً محايداً لبنك ساب من عملية الاندماج، كون نسبة القروض المتعثرة لدى البنك «الأول» تشكل تحدياً أمام زيادة فرص الاعمال لديه، في حين أنها اعتبرتها خطوة إيجابية للبنك الأول، كونها تعزز قدرته على تنويع أعماله وتدعم ربحيته. 

 تخفيض تكلفة التشغيل وفق النسب المستهدفة في دراسات التقييم، إذ من المخطط له انخفاض التكاليف السنوية للكيان الجديد على مدى ثلاث سنوات بما يتراوح ما بين 10 و15 في المئة مقارنة بتكاليف المصرفين عن العام الماضي.   

 تعظيم الاستفادة من إمكانات الكيان الجديد، ولاسيما على المديين المتوسط والطويل بغية الاستفادة من الفرص المتوفرة في السوق والتحولات الحاصلة عبر برامج الخصخصة وتعزيز مشاركة القطاع الخاص، وزيادة مساهمة المشاريع الصغيرة والمتوسطة في الناتج المحلي وطرح المشاريع العملاقة المنضوية تحت رؤية 2030.  

HSBC تأكيد الثقة 

إلى ذلك، يشكل تواجد مجموعة HSBC ضمن قاعدة المساهمين عنصر دعم آخر مهماً للكيان الجديد، مؤكدة من خلالها على ثقتها بالقطاع المصرفي السعودي وفرص الاعمال مستقبلاً. وتكمن أهمية هذا التأكيد، في وقت سبق لمصارف أجنبية عدة أن أعادت النظر في تواجدها في المنطقة ومن بينها السعودية، إذ وبعد خروج مجموعة سوسيته جنرال من إدارة البنك السعودي الفرنسي، أوضحت مجموعة بنك أوف سكوتلاند (RBS) التي تملك نحو 4.1 في المئة من رأس مال «ساب- الأول» أن الاحتفاظ بهذه الحصة ليس ضمن الأهداف الاستراتيجية الطويلة الأمد.