منطقة ساسين - الأشرفية مسكن وشقق صغيرة

14.11.2018
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email

المحطة الأخيرة للمسح العقاري الميداني الذي تقوم به مجلة الاقتصاد والأعمال اللبنانية توقفت عند منطقة ساسين ومحيطها الذي على مناطق عقارية مجاورة تشمل: كرم الزيتون، السيدة، الجعيتاوي، فسوح وقبيات وجميع هذه المناطق المجاورة لساحة ساسين تتسم بالشوارع الضيقة والبيوت المتلاصقة القديمة والتي في معظمها تفتقد إلى الطابع التراثي. ولا شك في أن تقادم البيوت في هذه المناطق يؤهلها لتكون مقصداً استثمارياً أمام المطورين الذين بدأوا بغزوها تدريجياً وإدخال المباني العصرية إليها.

ما هي حصيلة هذا المسح وما هي اتجاهات النشاط العقاري فيها، وأي هوية تحمل المشاريع الجديدة؟

28 مشروعاً

أسفرت نتائج المسح عن وجود 28 مشروعاً عقارياً جديداً تعكس بطبيعتها الطابع السكني الذي تتميز به هذه المنطقة، إذ إن عدد المشاريع السكنية 25 مشروعاً إضافة إلى مشروعين اشتملا على صالات عرض في الطوابق الأرضية، أما المشروع الآخر غير السكني فهو المقر الرئيسي لمجوهرات شعيب. 

معظم هذه المشاريع هي قيد التنفيذ، إذ تم تسليم 3 مشاريع منها في العام 2016، أما المشاريع الباقية فيتم إنجازها وفقاً للآتي:

- 11 مشروعاً يتم تسليمها مع نهاية العام الجاري

- 11 مشروعاً يتم تسليمها بين منتصف ونهاية العام 2018.

-  3 مشاريع من المفترض تسليمها في العامين 2019 و2020. 

شقق صغيرة

وتتألف المشاريع الـ 28 من 317 طابقاً تضم 494 وحدة سكنية و5 صالات تجارية وقد تنوعت مساحات الوحدات السكنية ضمن المشروع الواحد وتوزعت وفقاً للنسب التالية:

- 63 في المئة من الوحدات السكنية هي من فئة الشقق الصغيرة التي تتراوح مساحتها ما بين 60 و72 و80 و90 متراً مربعاً وصولاً إلى 105 أمتار مربعة

- 20 في المئة تمثل الشقق المتوسطة التي تتراوح مساحتها ما بين 120 و180 متراً مربعاً

-  17 في المئة فقط للشقق الكبيرة التي تتجاوز مساحتها الـ 200 متر مربع وصولاً إلى 300 متر مربع. 

مستوى الأسعار

أما لجهة الأسعار فقد أظهر المسح أنها في مستويات معقولة، ولكنها ربما مرتفعة بعض الشيء مقارنة بمستوى المنطقة، غير إن التوجه الغالب نحو الشقق الصغيرة أدى إلى وجود طلب ما أدى إلى ارتفاع الأسعار واستناداً إلى المعلومات المستقاة من المنطقة ومن المطورين بدت الأسعار كالآتي:

تجارياً: تتراوح الأسعار ما بين 250 و400 دولار للمتر المربع سنوياً للإيجار، وما بين 3500 و5000 دولار للبيع

سكنياً: تتراوح الأسعار ما بين 120 و200 دولار للمتر المربع سنوياً للإيجار، وما بين 2500 و4000 دولار للبيع

الأراضي: تراوح سعر المتر المربع ما بين 7000 و12000 دولار ويصل إلى 14000 دولار في العقارات القليلة المتبقية في قلب ساحة ساسين.

علامات فارقة

ومن خلال مسح هذه المناطق الأقل ازدهاراً نسبياً أمكن تسجيل ملاحظتين أساسيتين:

أولاً: غياب الأسماء والشركات الكبيرة عن المطورين بخلاف المناطق الأخرى من الأشرفية. وبرزت الشركات الصغيرة والمتوسطة الحديثة العهد إضافة إلى المطورين الأفراد، إذ لا تزال هذه المنطقة من حيث أسعار الأراضي والمباني القديمة في متناول الطامحين لاقتحام سوق العقار في بيروت. 

ثانياً: ساهم طغيان الشقق الصغيرة التي يتركز عليها الطلب في ارتفاع نسب المبيعات في المشاريع مقارنة مع المبيعات في مناطق أخرى، إذ تتوافر شقق بسعر 200 ألف دولار التي هي في متناول شريحة من اللبنانيين وتعتبر تنافسية إذا ما قورنت بأسعار ضواحي بيروت.

ساحة ساسين

غير إن العلامة الفارقة الأبرز هي ساحة ساسين التي تشكل محور المنطقة ونقطة الارتكاز فيها. قناة الـ CNN وصفت هذه الساحة في وقت سابق بالآتي: «على غرار الساحات التاريخية العريقة في المدن اليونانية فإن ساحة ساسين تتحول إلى مكان عام للتلاقي حيث يلتقي فيها يومياً جميع اللبنانيين من مختلف الثقافات والطوائف».

ولعل أبرز نقاط القوة لهذه الساحة منذ إعادة افتتاحها أوائل التسعينات في عهد الرئيس إلياس الهراوي والرئيس الشهيد رفيق الحريري، إذ أصبحت نقطة الربط الاجتماعي والارتكاز التجاري للمنطقة ولبيروت ككل.

إلى ذلك، باتت الساحة ومحيطها القريب نقطة جاذبة للسكن ومقصداً للزوار والسياح والمستثمرين بمحالها التجارية الشهيرة ومراكز التسلية والترفيه، ونقطة تجمع لعدد من الفروع المصرفية يضاف إلى ذلك ثمة بعض المساحات العامة.

وتعتبر ساحة ساسين بمثابة «ساحة نجمة» تنطلق منها تفرعات باتجاه المناطق الأخرى حيث هناك مستشفيات ومدارس ومراكز خدمات. والساحة على موعد قريب من مشروع متكامل لتأهيلها تعتزم تنفيذه بلدية بيروت، ومن شأن المخطط الموضوع أن يجعل منها نقطة تلاق قادرة على احتضان المناسبات والاحتفالات.

معوقات

رغم كل ذلك، ثمة بعض العوامل السلبية التي تعيق تطور المنطقة وهي:

 - ضعف الخدمات الاساسية اذ لم تتماش سرعة تطوير البنى التحتية الهشة والمتقادمة مع الفورة العمرانية والسكنية، اذ إن سكان المنطقة يعانون من مشاكل حياتية رئيسية منها الاعطال في شبكة الصرف الصحي والضغط الكبير على شبكة الكهرباء الذي يؤدي الى انقطاع التيار أكثر من باقي مناطق بيروت.

 - زحمة السير الخانقة في معظم ساعات النهار وخاصة ساعات الذروة وذلك نتيجة لطبيعة الشوارع القديمة الضيقة وعدم تواجد المواقف العامة وركن السكان سياراتهم على جانب الطرقات.

 - التباطؤ الإداري والروتين الطويل والكلفة الإضافية التي يعاني منها المطورون خاصة الذين يعمدون الى إزالة المباني القديمة  من الاستحصال على رخص الهدم ونقل الناتج إضافة الى تدعيم البيوت المجاورة.

المستقبل

على خــلاف مناطــق أخرى مــــن الاشرفيـــــة مثل مارميخايل التي أدت فيها الحركة العقارية الى تغيير وجهها التاريخي ومحو بيوتها الأثرية، ساهمت الحركة العمرانية في هذه المنطقة بإنعاشها وتطويرها ورفع قيمتها وإعطائها رونقاً جديداً ومزيداً من الحياة وحولتها من إحدى المناطق البعيدة عن رادار المستثمرين الى نقطة سيحط فيها المسح العقاري مرات أخرى في المستقبل القريب لرصد مراحل تطور عدد من المشاريع الكبيرة التي هي قيد الدرس الآن.