مصر ـ السودان:
تفاهم سياسي وتكامل اقتصادي

15.11.2018
الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس عمر البشير
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email
الاقتصاد والاعمال

تطورٌ نوعي رسمه لقاء القمّة الذي عقد بين الرئيسين المصري عبدالفتّاح السيسي والسوداني عمر حسن البشير في الخرطوم نهاية الشهر الماضي، وذلك في إطار اجتماع اللجنة العليا المشتركة المصرية السودانية التي شارك فيها 12 وزيراً مصرياً، ولعلّ الرسالة الأهم لنتائج اللقاء، أنها تؤسس لمرحلة من التكامل الاقتصادي والسياسي في ما بين البلدين، وتعزز إمكانية قيام تكتل اقتصادي لدول حوض النيل، وإعطاء دفعة قوية للتكامل العربي الأفريقي.

جاء اللقاء تتويجاً لمساعٍ حثيثة بين قيادة البلدين لتعميق التعاون بينهما خصوصاً على الصعيد الاقتصادي نظراً الى حجم الموارد الطبيعية والبشرية المتوفرة لدى كل منهما، ولعلّ ما حمله البيان الختامي للقمّة من نتائج فورية لتفعيل هذا التعاون، خير دليل على جدّية المساعي المبذولة لفتح مرحلة جديدة من التعاون والتنسيق الاستراتيجي في مختلف الملفات. 

مجلس وزراء مصر في السودان

الرئيس السوداني عمر البشير ثمّن زيارة الرئيس المصري والوفد المرافق، مشيراً الى أن الخطوة تساهم في تمتين علاقات قديمة وأواصر متواصلة، وتعبير عن مشاعر شعبَي البلدين وتطلعاتهم بالتكامل على مختلف الصعد، وتعهد بمتابعة تنفيذ الاتفاقات التي تمّ توقيعها وعددها 12 إتفاقية إضافة الى مذكرات تفاهم تركزت حول رفع التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، وتمّ الإعلان عن رفع الحظر التجاري عن المنتجات المصرية في السوق السودانية وإزالة العوائق أمام حركة السلع والمواطنين عبر حدود الدولتين. 

بدوره، اعتبر الرئيس عبد الفتاح السيسي أنّ ما يجمع بين الشعبين المصري والسوداني من روابط ثقافية واجتماعية وطيدة ممتدة عبر التاريخ، يشكّل قاعدة إنطلاق جديدة لتنفيذ ما تمّ التوقيع عليه من اتفاقات، ونوّه بأهمية التوقيت الذي جاء فيه هذا اللقاء لتعزيز سبل التكامل والتعاون بين البلدين الشقيقين، في وقتٍ تشهد فيه المنطقة تطورات وعقوداً من الصراعات والنزاعات. وأكدّ على إعتزاز مصر بعلاقاتها الاستراتيجية والتاريخية بالسودان، والحرص على مواصلة تعزيز تلك العلاقات بما يخدم التنمية المستدامة للبلدين، مشيراً الى أن نتائج القمة وما أفرزته من قرارات لن تقتصر على الدولتين، بل ستساهم في تعزيز التعاون لكل شعب وادي النيل. 

إتفاقات شاملة 

وفي استعراضٍ لأبرز الاتفاقات التي أفرزها لقاء قطبي النيل، بدء اكتمال الربط الكهربائي، وإطلاق العمل على ربط سكك حديد مصر بسكك حديد السودان، بما يساهم في تيسير حركة المواطنين والسلع في البلدين. وشملت الاتفاقات ومذكرات التفاهم مسارات عدة، مثل التعاون الدبلوماسي، حيث تمّ توقيع مذكرة تفاهم للتعاون في مجال تبادل الخبرات بين حكومتي مصر والسودان، ومذكرة تفاهم بين معهد الدراسات الدبلوماسية في وزارة الخارجية بمصر ومركز التدريب ودعم القرار الدبلوماسي في وزارة الخارجية بالسودان. 

وفي الزراعة، تمّ التوقيع على بروتوكول تنفيذي لإنشاء مزرعة نموذجية مشتركة لإنتاج المحاصيل البستانية، ومذكرة تفاهم بين وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي في مصر ووزارة الزراعة والغابات في السودان، وأيضاً مذكرة تفاهم بين الهيئة المصرية لتنمية الصادرات ونقطة التجارة الخارجية في وزارة الصناعة والتجارة السودانية.

وفي القطاع الصحي، تمّ التوقيع على برنامج تنفيذي بين حكومتي البلدين للأعوام من 2018 إلى 2020، والبرنامج التنفيذي للتعاون في مجال الشباب والرياضة. وفي التعليم، تمّ التوقيع ايضاً على البرنامج التنفيذي لإتفاقية التعاون في مجال التعليم العالي والبحث العلمي بين البلدين للأعوام من 2018 إلى 2021، كذلك شملت الاتفاقات تعزيز التعاون الإعلامي بين البلدين، عبر التوقيع على برنامج تنفيذي للأعوام من 2018 إلى 2020 في مجال الإذاعة والتلفزيون بين الهيئة الوطنية للإعلام في مصر، والهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في السودان.