عماد كريــديــة:
لبنــان يتحول إلى بلد رقمي

24.11.2018
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email
إياد ديراني

تطمح الحكومات عادة إلى بناء مُدن رقمية أو معلوماتية، تجتمع فيها الشركات المتخصّصة بالبرامج والتكنولوجيا والحلول الرقمية كما هي الحال في وادي السليكون في سان فرانسيسكو أو زونغونكون في بكين وممر السليكون في برلين ومنصة السليكون في بنغالور وغيرها الكثير، لكن لدى مدير عام أوجيرو عماد كريدية فلسفة جديدة حيال فرص لبنان في بناء هذا النوع من المُدن أو المراكز التقنية المتخصصة. لكن كيف ينظر كريدية إلى هذه القضية، وما دور شبكة الألياف الضوئية التي تنفّذها أوجيرو في هذا السياق؟

يقول كريدية: «إن المناطق أو المدن الرقمية تهدف في المقام الأول إلى رفع القدرات التنافسية الوطنية وبالتالي المساهمة في تنمية الاقتصاد ورفع الناتج المحلّي والتحضير وتسهيل إطلاق خدمات الحكومة الالكترونية، لكن هذه الطموحات باتت متواضعة بالنسبة الى عدد متزايد من الخبراء في قطاع المعلوماتية والاتصالات ممن يملكون بُعداً إقتصادياً في نظرتهم للأمور وتقديرات حقيقية لمستقبل العلاقة بين ثلاثة أركان إقتصادية هي هوية الإقتصاد وقدراته التنافسية ودور المدن الرقمية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية»، ويضيف: «إن لبنان كلّه مؤهل ليكون بلداً رقمياً، إذ إن الموارد البشرية التي يتمتع بها مضافة إلى مهارات التواصل المتفوّقة لدى اللبنانيين وموقع لبنان الجغرافي واقتصاده الحرّ وانفتاحه على الشرق والغرب، تجعل منه وطناً قابلاً للتحوّل إلى دولة رقمية وبيئة حاضنة للإبداع والابتكار والتفوّق التكنولوجي والمعلوماتي». 

صناعة الدور والهوية 

ويتابع أن مشروع الألياف الضوئية الذي ينفّذه لبنان سينقله إلى مرحلة متقدمة جداً، تتيح له رفع قدراته الاقتصادية التنافسية، والتأسيس لإطلاق هوية اقتصادية تصنع له دوراً بين بلدان العالم، دوراً هو في أمس الحاجة إليه في زمن تبدّل أدوار الدول وقيمتها المضافة على خارطة الاقتصادات العالمية، ويقول: «إن المرحلة الحالية تنطوي على فرصة نادرة، نظراً الى تغيّر أدوار عدة  بلدان في المنطقة، وهذه الفرصة تستدعي استكمال التطوّر الكبير الحاصل على مستوى البنية التحتية بتشريعات اقتصادية وتنظيمية تتيح الاحتفاظ أولاً بالخبرات والمهارات وتسهّل إطلاق الشركات الرقمية الجديدة وتجذب شركات التكنولوجيا العالمية للإستقرار في لبنان بدلاً من بلدان أخرى في المنطقة.  

ويتابع: «نحن في أوجيرو نسير على الطريق الصحيح، ونستكمل نشر شبكة الألياف الضوئية وأنه تمّ مؤخراً إجراء تجربتين، الأولى كانت متعلقة بنوعية الخدمة في المنزل FTTH في مشروع «بيت مسك» والثانية خاصة بما تسمّيه أوجيرو Active Cabinet في منطقة بشامون وقد وصلت السرعة في التجربة لدى أحد المستهلكين إلى 97 ميغابت/ثانية». 

لكن التجربتين أمر، ونشر الخدمة لدى 1.2 مليون مسكن أمر آخر، ولهذا السبب تمّ تلزيم 3 شركات لنشر الخدمات، كل واحدة تغطي منطقة جغرافية محددة، وفي النتائج بات لدى أوجيرو 13 سنترالاً مؤهلاً بالألياف الضوئية وفي نهاية السنة الحالية سيكون لديها ما بين 80 و100 ألف مشترك مستفيدين من الألياف الضوئية، وفي حلول شهر تموز من سنة 2019 سيكون لديها نحو نصف مليون مشترك مستفيدين من شبكة الألياف، أما باقي المشتركين أي نحو 700 ألف مشترك سيجري ربطهم بالشبكة الجديدة خلال 36 شهراً. وعملياً، أوجيرو اليوم أمام عملية تحديث ستشمل 300 سنترال ولديها ثلاث شركات تعمل على نشر الخدمات، ولهذا لا تستطيع العمل على كل السنترالات دفعة واحدة، ولذلك وضعت خطة واضحة ونشرت حصيلة تطوّر الأعمال على موقع أوجيرو.

الدور الاقتصادي لـ أوجيرو

وحول دور أوجيرو الاقتصادي يقول كريدية: «دورنا هو تأمين البنية التحتية الخاصة بالاتصالات للقطاعين العام والخاص بالإضافة إلى الأفراد، لكن دورنا لا يقتصر على وصل المنازل بشبكة الاتصالات، أوجيرو تقدم عدداً كبيراً من الخدمات للشركات الكبرى ومنها خدمة الـ VPN و Point To Point وغيرها من الخدمات. وفي طبيعة الحال، بدأ المستهلكون بتغيير الصورة النمطية التي يعرفونها عن أوجيرو، لأنهم باتوا يعلمون أننا نقدم حلولاً واسعة في عالم الاتصالات من خلال عدد من الباقات المختلفة التي ستتخصّص في مجالات محددة كالفيديو أو الاتصالات الصوتية والسنترالات والاتصالات الفيديوية بالإضافة إلى الشبكات الافتراضية، وهذا الأمر يسمح لي أن أؤكد أن الشركات الدولية التي كانت تنتظر ترقية قطاع الاتصالات قبل اتخاذ قرار اختيار لبنان مركزاً لها، ستبدأ بإعادة النظر لأن لبنان بات منافساً حقيقياً لعواصم المنطقة بسبب التقدم الكبير المُحقق على صعيد البنية التحتية للاتصالات»