المؤتمر العالمي للنقل الطرقي
ميثاق مسقط: خريطة طريق لمستقبل النقل واللوجيستيات

14.12.2018
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email

شكّل المؤتمر العالمي للنقل الطرقي الذي عقد في مسقط يومي 7 و 8 أكتوبر الماضي، خطوة جديدة في مسار متدرج وثابت تسلكه سلطنة عمان لتكون مركزاً إقليمياً دولياً للنقل واللوجيستيات وعقدة ربط في شبكات التجارة الدولية، فالمؤتمر يعتبر أحد أبرز المؤتمرات الدولية في مجاله، وجاء اختيار مسقط لعقده بمثابة تأكيد على الدور المتنامي للسلطنة على الخريطة الدولية، وتأكيد أيضاً على أهمية الإنجازات المحققة من قبل وزارة النقل والاتصالات والمجموعة العمانية العالمية للوجيستيات «أسياد»، وهي الإنجازات التي ساهمت في تقدم عمان خمس مراتب على مؤشر الأداء اللوجيستي العالمي لعام 2018، لتحتل المرتبة 43 عالمياً.

عقد المؤتمر برعاية وحضور السيد أسعد بن طارق آل سعيد، نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي والممثل الخاص لجلالة السلطان، ونظمه كل من الاتحاد الدولي للنقل الطرقي (IRU) ومجموعة «أسياد»، بالتعاون مع وزارة النقل والاتصالات، وقد استهدف المؤتمر الذي حضره نحو 1000 مشارك من 75 دولة، الذي انعقد تحت شعار «الابتكار في النقل» استعراض دور التكنولوجيا في تحسين مستوى إدارة العمليات وتطوير أداء قطاع النقل الطرقي وتسهيل حركة التجارة العالمية. 

وخرج المؤتمر بوثيقة مهمة أطلق عليها «ميثاق عُمان» وهو يمثل خريطة طريق لمستقبل قطاع النقل والتنقل والتجارة والخدمات اللوجيستية، وقد أقرّ الميثاق خلال جلسة وزارية مغلقة شارك فيها 25 وفداً إقليمياً ووطنياً، وتركّز النقاش خلالها على سبل تحسين عمل الحكومات مع متعهدي النقل لدعم تيسير التجارة وتكوين رأس المال البشري وتخفيض انبعاثات الكربون ودعم الابتكار، والتخطيط لمسار عمل يحقق أهداف القطاع ويتماشى في الوقت نفسه مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030. 

وركز «ميثاق عُمان» على أربعة عناصر أساسية هي: المواهب البشرية، التجارة، البيئة، والابتكار. ويقوم هذا الميثاق على إطار تعاوني يفسح المجال أمام تضافر جهود القطاع لتحديد معالم المستقبل عن طريق الابتكار ومواجهة التحديات والغموض الذي يكتسي الأوضاع الحالية، ويشجّع الميثاق على العمل الجماعي وعلى التعاون بين القطاعين العام والخاص على الصعيد المحلي والوطني والإقليمي والعالمي.

أسعد بن طارق آل سعيد أكّد على هامش المؤتمر «أن السلطنة كانت دائماً وابداً ميناء دولياً لنقل البضائع والحركة البحرية والبرية والجوية وأضاف «إن المؤتمر يسهم في تعميق المعرفة في تخطيط المستقبل فهناك برنامج طموح من قبل وزارة النقل والاتصالات حظي بموافقة مجلس الوزراء، ويخدم توجيهات صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد بأخذ السلطنة لما تحتاجه لمواكبة النهضة خلال السنوات العشرين المقبلة».

 

 

 

 

 

 

 

أما وزير النقل والاتصالات د. أحمد بن محمد الفطيسي فأكّد أن المؤتمر يشكل منصة أساسية لدعم قطاع النقل وربط شرايين التجارة العالمية، والوقوف على ما يحمله المستقبل من تغيرات في مجال النقل الطرقي .

وبيّن ان استضافة السلطنة للمؤتمر هي شهادة من المجتمع الدولي على أنها من الدول المتقدمة في قطاع النقل والجميع يشيد بما وصلت اليه في البنية الأساسية من طرق وموانئ ومطارات وهذا ثمرة لجهود كبيرة بذلت على مدى 48 عاماً. 

وأضاف ان للسلطنة ميزة جيوسياسية قوية جداً لا تستند إلى موقعها الجغرافي وحسب، بل على ما عرف عنها من سياسة متزنة ومن توجه للسلام، وذلك عامل مهم في تمكين السلطنة من لعب دور تجاري ولوجيستي عالمي وان تكون جاذبة للاستثمارات الدولية.

رئيس المنظمة العالمية للنقل الطرقي كرستيان لابرو قال إن المؤتمر جاء في وقت يتغير فيه العالم بطريقة سريعة ما يخلق تحديات عدة لقطاع النقل، موضحاً أن التعاون هو الأساس لتطوير منظومة النقل الطرقي. 

 

أعمال المؤتمر 

بحث المؤتمر في العديد من المحاور أهمها: التحديات التي تواجه شركات نقل الركاب والبحث في الحلول المستقبلية لها، والتنقل في القرن الـ 21 ، النقل الطرقي والتنقل والتجارة، كما بحث من خلال جلسات حوارية وحلقات نقاشية قضايا الابتكار والمنافسة في مجال النقل الطرقي، إدارة النقل الطرقي، التحديات التي يواجهها التنقل الحضري، إدارة وتحليل البيانات، وتعزيز التنافسية من خلال تطوير البنية الأساسية والاتصالات الجديدة المتعددة الوسائط، وتأهيل القوى البشرية المستقبلية، واستخدام منصات الجيل الجديد، وتمكين التسهيل التجاري وزيادة كفاءة الوقود المستخدم في عمليات النقل.

وتمّ على هامش المؤتمر فتح المجال أمام عدد من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة ورواد الأعمال لعرض ابتكاراتها في قطاع النقل الطرقي بهدف المساهمة في رسم ملامح قطاع النقل واللوجيستيات.