"هواوي" ترد على الاتهامات الأميركية:
لا للمضاربات الايديولوجية

28.01.2019
رين زينغفوي
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email
إياد ديراني
في واحدة من مؤتمراته الصحفية النادرة، كشف مؤسس شركة هواوي ورئيسها التنفيذي رين زينغفوي مؤخرا عن أن الحكومة الصينية "لا يمكنها مطالبة هواوي بإفشاء أية معلومات تتعلق بعملائها تحت أي ظرف من الظروف". وأوضح أن الحكومة الصينية لن تُقدِم مطلقاً على اتخاذ مثل هذه الخطوة وأن هواوي ليست شركة حكومية، فهي شركة خاصة مملوكة من قبل موظفيها، مشيراً إلى تأكيد الحكومة الصينية من خلال تصريحات رسمية "عدم وجود أي قانون في الصين يسمح للحكومة بالاطلاع على بيانات العملاء لدى أي شركة". 
أجوبة زينغفوي جاءت ردا على سلسلة الادعاءات المتصاعدة التي تواجهها الشركة منذ بداية النصف الثاني من عام 2018 والمتعلقة بشكوك بعض الدول حيال أمن معداتها، وأدت في بعض الأحيان إلى فرض قيود من بعض الدول الغربية وتحديدا من الولايات المتحدة وكندا على منتجات ومعدات البنية التحتية للجيل الخامس من هواوي، ورفض بعض الدول لهذه المنتجات والمعدات باعتبارها صينية المنشأ. وقال: "قررت بعض الدول عدم شراء المعدات من هواوي. وبالتالي، سنوجه تركيزنا على خدمة الدول التي ترحب بالتعاون مع هواوي. وكانت الأزمة وصلت منعطفاً جديداً مع توقيف ابنة رين زينغفوي وكبيرة المسؤولين الماليين في هواوي مينغ وانتشو في كندا منتصف شهر ديسمبر الماضي.  
مزاعم مرفوضة
وتطرّق زينغفوي إلى الادعاءات التي تطلقها بعض الدول الغربية والتي تزعم فيها بأن الحكومة الصينية يمكنها اختراق شبكات الجيل الخامس لشركة هواوي لأغراض التجسس على الدول الأجنبية، الأمر الذي نفاه زينغفوي بشدة معلناً أن هذه المزاعم مرفوضة جملةً وتفصيلاً. وأوضح مراراً أن هواوي "لم تتلقَ كشركة أو حتى أنا على الصعيد الشخصي أي طلب من أي حكومة للتعاون في مجال الإفشاء عن أي معلومات بطريقة غير قانونية". وأضاف أن وضع هواوي كشركة مملوكة بالكامل للقطاع الخاص، أتاح لها مرونة أكبر من منافسيها في السوق على مستوى الابتكارات الناتجة عن حرية ضخ مزيد من الاستثمارات في مجال البحث والتطوير. وأكد أن "هواوي لا تخضع بأي شكل من الأشكال للحزب الشيوعي في الصين". وذكر أنه "لا توجد أي مؤسسة حكومية تمتلك أسهما في شركتنا، ولو بقيمة يوان صيني واحد". ثم تابع قائلاً: "لسنا شركة عامة؛ وهذا ما هيأ لنا الفرصة الكاملة للعمل على تحقيق قيمنا العليا والمساهمة في خدمة المجتمعات التي نعمل فيها، مضيفاً بأن قيم هواوي واضحة لا لبس فيها: "عندما يتعلق الأمر بالأمن السيبراني وحماية الخصوصية، نحن ملتزمون بالوقوف إلى جانب عملائنا. ولم ولن يخطر ببالنا مطلقاً أن نتسبب في إلحاق الضرر بأي دولة أو شركة أو شخص". وأضاف: "نحن نمثل شركة، ونمثل كياناً تجارياً، والقيم التي نجسدها في الممارسة اليومية لأنشطتنا، تركز على مصلحة العميل دائماً وتتبنى دائماً تطبيق شعار "العميل أولاً". وفي هذا السياق، لا أرى أي صلة بين معتقداتي الشخصية حتى السياسية منها وبين نهج وقيم الأعمال التجارية التي نتبناها ونعمل وفقها ككيان تجاري". وأوضح أنه إذا طلبت الحكومة الصينية من هواوي "الإفشاء عن معلومات حساسة"، وهو أمر مستبعد أصلاً، فالجواب هو "الرفض القاطع".
"ترامب رئيس جيد"
وفي إجابته حول موقف الولايات المتحدة تحديداً، طالب زينغفوي بشكلٍ مباشر بالتراجع عن العقوبات التي فرضتها ووقف الإدعاءات والشكوك والمخاوف التي تثار حول الشركة وتوفير مزيدٍ من الدعم للتعاون الدولي. وقال: "تتلخص الرسالة التي أرغب في توجيهها إلى الولايات المتحدة في دعوتها إلى التعاون لتحقيق النجاح المشترك. ففي عالمنا القائم على التكنولوجيا المتطورة، يكاد يكون من المستحيل أن تضطلع شركة واحدة أو حتى دولة واحدة بجميع الأدوار. هذا العصر هو عصر المعلومات. وفي مجتمع المعلومات، يعد التعاون بيننا جميعاً أمراً بالغ الأهمية. وتمثل أوجه التعاون المنفتح المحرك الحقيقي لتطور المجتمع الإنساني بوتيرة أكثر تسارعاً. ويتطلب التطور التكنولوجي تضافر وتوحيد الجهود بين آلاف وربما عشرات الآلاف من الشركات".
ورغم التحديات التي تواجهها هواوي في السوق الأميركية نتيجة موقف الحكومة، أشاد زينغفوي بالقيادة الحالية للولايات المتحدة متمثلةً في الرئيس دونالد ترامب قائلاً: "لم يتغير رأيي بالرئيس ترامب على المستوى الشخصي؛ وأرى أنه رئيس جيد، فيما يتعلق بجرأته وجديته في مجال خفض الضرائب. وأعتقد أن هذا الإجراء سيساهم في تنمية مختلف الصناعات في الولايات المتحدة".
وحول اعتقال ابنته بدعوى إقامتها علاقات تجارية تخل بالعقوبات الأميركية المفروضة على إيران، قال "انه ينبغي عليه عدم التصريح بتفاصيل حول ذلك باعتبار القضية حالة قانونية حالياً، لكنه ذكر أنه على يقينٍ تام بأن ابنته ستُعامل بشكلٍ عادل وأن النظامين القضائيين في كندا والولايات المتحدة يتمتعان بالشفافية والنزاهة والعدل، وأننا سنصل إلى نتيجة عادلة. وسنُقيّم الأمر بعد ظهور نتائج التحقيقات". وأضاف أنه "في حال خالف أي موظف لدى هواوي القوانين السارية في أي دولة، سواء كان مواطنا صينيا أو من أي جنسية أخرى، فإن هواوي على استعداد للتعاون مع الجهات القضائية على الفور".
كين هو:
نقود مشاريع الجيل الخامس
وكان نائب رئيس مجلس إدارة شركة هواوي بالتناوب كين هو استقبل أيضا عدداً من الوفود الإعلامية الدولية في مقر الشركة الجديد في مدينة دونغ غوان الصينية. وقال أن هواوي حازت على ثقة المئات من مشغلي شبكات الاتصالات والحكومات، موضحاً أن نصف الشركات المدرجة في قائمة "فورتشن 500" التي تضم أهم الشركات على مستوى العالم، ومئات الملايين من المستهلكين يستفيدون حالياً من خدمات وحلول هواوي الابتكارية المتطورة، مشيراً إلى أن الشركة متفائلة جداً بتجاوز إيراداتها لعام 2018 100 مليار دولار.
وتطرق هو بشكل مباشر إلى الادعاءات الموجهة إلى الشركة في الآونة الأخيرة بخصوص أمن المعلومات، مشيرًا إلى أنه من الأفضل ترك الحقائق تتحدث عن نفسها بعيداً عن الشكوك والشبهات والتخمينات، مؤكداً على أن السجل الأمني للشركة نظيف، وأنه لم يحدث في تاريخ الشركة أي جرائم جدية خطيرة تتعلق بالأمن السيبراني على مدى 30 عاما". 
وفيما يتعلق بشبكات الجيل الخامس، قال هو أن الشركة وقّعت 25 عقدًا تجاريا، لتحتل بذلك "المركز الأول بين جميع مزودي تقنية المعلومات والاتصالات، حيث أن الشركة شحنت بالفعل أكثر من 10 آلاف محطة رئيسية لشبكات الجيل الخامس إلى الأسواق في جميع أنحاء العالم". 
وذكر هو "حالات نادرة" استغلت فيها بعض الدول القضايا المتعلقة بتقنية الجيل الخامس كمبرر لمضاربات لا مبرر لها ولا تستند سوى على "اعتبارات أيديولوجية أو جيوسياسية"، موضحاً أن المخاوف الأمنية التي تُثار بطرق مراوغة تعتبر بمثابة مبرر لمنع التنافس الحر في السوق، وستؤدي بالنتيجة للبطء في تطبيق واستخدام التقنيات الحديثة، وتعمد لرفع تكاليف نشر الشبكات المتطورة، وبالتالي رفع الأسعار النهائية للمستهلكين. وذكر هو أنه وفقًا لما صرح به عدد من خبراء الاقتصاد، فإنه لو تم السماح لشركة هواوي بالمنافسة على نشر شبكات الجيل الخامس في سوق الولايات المتحدة في الفترة من 2017 إلى 2020، لكانت النتيجة توفير 20 مليار دولار تقريبا من النفقات المالية على البنية التحتية اللاسلكية.
جو بينج:
ارباحنا نمت 21 في المئة 
من جهته بعث رئيس مجلس إدارة هواوي بالتناوب جو بينج رسالة تهنئة بالعام الجديد لموظفي الشركة بجميع أنحاء العالم والبالغ عددهم 180 ألف موظف، شملت رسائل طمأنة أعرب من خلالها عن ثقته باستمرار أداء الشركة القوي ونمو أعمالها باعتبارها لم تتوقف مطلقاً عن المُضي قدماً في تطوير أعمالها وفقاً لاحتياجات عملائها، وتحقيق العديد من إنجازات سبق ابتكار تقنيات وحلول متقدمة تتماشى مع المتطلبات العصرية كالذكاء الصناعي وشبكات الجيل الخامس والسحابة الالكترونية. وقال: "من المتوقع أن تصل إيرادات هواوي في عام 2018 إلى 108,5 مليار دولار، لتحقق بذلك قفزة سنوية بمعدل الربح السنوي يبلغ 21 في المئة".