الاكتشاف الأكبر في العالم خلال عامين
حقل ضخم للغاز في قبرص

02.03.2019
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email
عمر عبد الخالق

تتوالى اكتشافات احتياطات الغاز العملاقة في شرقي المتوسط ، إذ أعلنت شركة "إكسون موبيل" الأميركية عن اكتشاف احتياطات كبيرة من الغاز في حقل "غلاوكوس" الواقع في البلوك رقم 10 جنوبي غربي قبرص تتراوح بين خمسة و ثمانية تريليون قدم مكعب، وهو أكبر اكتشاف في قبرص حتى اليوم وأكبر الاكتشافات في العالم في العامين الماضيين وفقاً لوزير الطاقة القبرصي يورجوس لاكوتريبيس.

وتمتلك "إكسون موبيل" 60 في المئة من حقل "غلاوكوس" بينما تمتلك شركة قطر للبترول ال40 في المئة المتبقية، وكانت "توتال" قد استغنت عن هذا الامتياز في الـعام 2016 بعد حفرها بئرين استكشافيين وعدم العثور على كميات تجارية لتطوير الحقل. أما الاكتشاف الذي تم الإعلان عنه فأتى بعد حفر ثاني بئر استكشافي في الحقل على عمق 4200 متر في الطبقات الكلسية وهو ما يعزز فرضية وجو الاحتياطات الكبيرة في هذه الطبقات في منطقة شرقي المتوسط خاصة وكون حقل ظهر تم اكتشافه في طبقات مشابهة أيضاً، وهو الأمر الذي دفع لبنان إلى إضافة بند في اتفاقيات الاستكشاف الموقعة يتضمن الحفر في الطبقات الكلسية وليس الرملية فقط.

وأعلن رئيس شركة "أكسون موبيل" ستيف غرينلي أن الشركة ستقوم في الأشهر القليلة القادمة بتحليل البيانات التي جمعتها حتى يكون بمقدورها تحديد الإمكانيات التجارية الكاملة للحقل ورسم أفضل مسار لتطويره وبدء الانتاج. ووفقا لسعر الغاز العالمي حالياً الذي يبلغ 5 دولار لكل ألف وحدة حرارية بريطانية وإن صدقت كمية الاحتياطات الموجودة فستبلغ قيمة الحقل حوالي 20 مليار دولار. كذلك أشار غرينلي إلى أن الشركة ستقوم بدراسة إمكانية استخدام  هذا الموارد المكتشفة حديثا للتصدير الى الأسواق الإقليمية والعالمية.

وبنظرة واقعية إلى المعطيات، وبعد اكتشاف حقلي "ليفياتان" في اسرائيل و"أفروديت" في قبرص في الـ2011  وحقل ظهر العملاق المصري في الـ2015 وحقل "كاليبسو" في قبرص في الـ2018، نلاحظ أن تسويق الانتاج المتبقي بعد تحقيق الاكتفاء الذاتي لهذه الدول امامه عقبات كثيرة نظرا لغياب البنية التحتية اللازمة لتسييل الكميات المستخرجة وكون الجدوى الاقتصادية لإنشاء محطات جديدة لتسييل الغاز وفقاً الكميات المتوقعة تبدو غير مؤكدة. لذلك تبرز مصر  التي تمتلك بنية تحتية جاهزة ومحطتين للتسييل في إدكو ودمياط وتبلغ طاقتهما نحو 17.5 مليار متر مكعب سنوياً كالحل الانسب لتسييل غاز شرقي المتوسط تحضيرا لتصديره.  

ويعتبر هذا الاكتشاف أيضا" محفزاً إضافياً للدول الأوروبية في إطار المساعي التي يقودها الاتحاد الأوروبي لتنويع مصادر الغاز بدلاً من اعتمادها على الواردات من روسيا، ولهذه الغاية، يدرس الاتحاد إنشاء خط أنابيب ضخم من شرق المتوسط لنقل الغاز الطبيعي إلى أوروبا ولكن حتى اليوم لم تعلن أي شركة دولية للطاقة عن اهتمامها بالاستثمار ودعم مشروع خط أنابيب الغاز "إيستميد" .

وعلى الرغم من كون البلوك 10 لا يقع ضمن الحدود المتنازع عليها مع تركيا، ومن كون الاتحاد الأوروبي يؤيد استغلال قبرص لمواردها الطبيعية  إلا أنه تكثر المخاوف من أن يفاقم هذا الاكتشاف التوترات الموجودة في المنطقة خاصة وكون تركيا تعارض بشدة التنقيب عن الغاز قبالة سواحل قبرص، إذ قامت العام الماضي بإرسال سفن عسكرية لمنع سفينة الحفر التابعة لشركة "توتال" من الوصول إلى حقل "كاليبسو".