مصر ولاّدة...
كما على مستوى القيادةكذلك على مستوى قيادات الأعمال، الذين هبّوا لإطلاق مبادرات لمواجهة أزمة كورونا وتداعياتها على اقتصاد البلاد والقطاع الخاص ولاسيما الموظفين. فشهدنا التبرعات المُجزية من رجال الأعمال، والتقديمات المالية والعينية من الشركات، والهبات المتنوعة من المؤسسات، والتسهيلات والمساهمات من المصارف. هذا الأمر ليس مستغرباً على رجالات أرض الكنانة، لاسيما جيل رجال الأعمال المؤسسين للشركات بعرق الجبين وفي أصعب الظروف، والذين ترعرعوا على حب الوطن وعمل الخير.
لكن ما يجدر التنويه به هو الجيل الجديد من شباب الأعمال والحس الإنساني العالي الذي يتمتعون به. وكان لافتاً في هذا السياق تصريح لمالك شركة الشرقيون للتنمية العمرانية محمد محمد فريد خميس، يقول فيه: "لم ولن نستغني عن أي عامل ولن نقوم بخفض الرواتب وسنحرص على صرفها شهرياً، مهما كانت التحديات الناجمة عن فيروس كورونا، ومهما كانت التكلفة. فنحن عائلة واحدة ولا توجد تكلفة أغلى من أذى فرد من أفراد العائلة". وأردف في رسالة عبر الواتساب إلى كافة العاملين في الشركة: "حتى إذا وصل دخل شركتنا صفراً، ولا توجد أي سيولة، سأبيع أصول الشركة أو حتى ممتلكاتي الشخصية لصرف الرواتب".
من أين استقى هذا الشاب هذه المناقبية؟ الجواب في قوله: "على رأي الوالد إحنا موجودين علشان نفتح بيوت"...
والوالد غني عن التعريف، إنه الصناعي الوطني محمد فريد خميس، مؤسس شركة النساجون الشرقيون، والذي كرّمته "مجموعة الاقتصاد والأعمال" في أول مؤتمر نظمته في مصر العام 2006. وهو رافع شعار "العمّال أمانة في أعناقنا".
ولم يكتفِ بذلك، بل قدّم 5 ملايين جنيه لصندوق تحيا مصر، كما تبرّع بأجهزة تنفس إصطناعي لمستشفيات حكومية بقيمة مليونيّ جنيه، ومنح الأطقم الطبية من أطباء وهيئات تمريض خصماً خاصاً بنسبة 25 في المئة على منتجات كافة شركاته ضمن مبادرة "ادعم الجيش الأبيض"، وكذلك باشرت مؤسسة محمد فريد خميس لتنمية المجتمع بتوزيع 100 ألف كرتونة رمضانية على العمالة المؤقتة في المحافظات... والخير على الجرار...
مصر بألف خير... بقيادتها، بحكومتها، بجيشها، بشعبها، وبأبنائها الوطنيين، الذين يُشكّل محمد فريد خميس وولده وغيرهم كثيرون والحمد لله نموذجاً ناصعاً يواكب مصر الجديدة التي يبنيها الرئيس عبد الفتاح السيسي.