- تحرص شركة ابن خلدون التعليميةعلى أن تكون الأقرب لخيارات الطلاب والأهل في آن، وفق معادلة توازي ما بين التعليم الأفضل والتكلفة المعقولة، بخلاف الاعتقاد السائد بأن جودة التعليم ترتبط بالتكلفة الباهظة. ومع أن الاستثمار بهذه المنهجية يكون شاقًا في كثير من الأحيان، الاّ أنّ العائد الأهم يكمن في المتخرجين الذين يشكلون الرأسمال الحقيقي لأي نموذج تعليمي كما يقول المدير العام للشركة د. عبدالعزيز العبيكان.
بعد مسيرة ربع قرن في حقل التعليم الرسمي، قرر العبيكان متابعة مسيرته التعليمية مدفوعًا بعاملين رئيسين، الأول قناعته أن قطاع التعليم بات عبئًا أكبر من أن تتحملّه الإدارة الرسمية، والثاني تقديم نموذج مختلف من التعليم الخاص يحقق معادلة الجودة والتكلفة المعقولة. ويضيف، "التعليم أساس نهضة الأمم، وقد حرصت قيادات المملكة المتعاقبة على توفير التعليم للجميع، وتسخيرها كل الإمكانيات المتاحة لذلك، ليس أقلّها توفير ميزانيات هائلة هي الأعلى على مستوى المنطقة، ومن الأكبر عالميًا". لكن، تعاظم الطلب في قطاع التعليم الأساسي يصّعب المهمة على الجهات الرسمية في أن تقف على كل شاردة وواردة هذا الملف. وعليه يعتبر العبيكان، أن تولي هذه الجهات مهمة الاشراف وتنظيم القطاع، ومنح المستثمر الخاص مساحة أكبر للشراكة في تنفيذ منهجية تعليمة ذات جودة، من شأنه رفع مستوى التعليم الأساسي في المملكة وتخطي عدد من العقبات التي تواجهه اليوم.
ولكن هل هناك فجوة بين التعليم في المملكة وبقية الدول المتقدمة؟ يجيب العبيكان على نحوٍ جازم أنّ كل نظام تعليمي لديه تحديات، أمّا القول بوجود فجوة بين المملكة والعالم في هذا الإطار، فهذا غير منطقي على الاطلاق بدليل أن نسبة فشل المبتعثين السعوديين في العالم لا تتخطى 2 في المئة. ويتابع: "التحدّي الأبرز في المملكة ليس في مستوى التعليم، انما في تعزيز جودته وتطوير مناهجه بسرعة وشمولية في آن. وهذا ما أعتبره واجبًا على القطاع الخاص قبل أن يكون استثمارًا، وهذا تمامًا ما دفعنا الى المبادرة قبل نحو عقد لإطلاق مدارس ابن خلدون".
منهجية قياس الأداء
وبالانتقال الى عرضٍ موجز حول منهجية مدارس ابن خلدون، يعتبر العبيكان أنّ المعلّم له الأولوية المطلقة، وهو الأساس في توفير تعليم ناجح. ويضيف: "هناك تركيز على المواد الرئيسية، وكل معلّم لدينا يخضع لبرنامج دوري يعرف بقياس الأداء. وهذه المنهجية تضمن استمرارية كفاءة المعلم طيلة المدة التي يعمل فيها لدى مدارسنا؛ كما أنّ هذه المنهجية تعتمد على خبراء ومدّربين متخصصين من دول متعددة". اضافةً للمعلّم، يبرز العبيكان الدور المحوري للأهل بوصفهم الحلقة الثانية والأساسية في مساعدة الطلاب على تحصيل النتيجة الأفضل. ولعل أبرز مهامهم هنا، المتابعة مع الإدارة وحصر المشكلات او العوائق التي يواجها الطالب وتقديم المحفزّات اللازمة للتطور.
من العناصر الرئيسية ايضًا ضمن منهجية مدارس ابن خلدون، وبالرغم من كونه تقليدي، يتمثل في اعتماد كل طالب وطالبة للورقة والقلم لتدوين شرح الدروس. ويشير العبيكان الى أنّ هذا الأسلوب يضمن قياس مستوى فهم الطالب للدروس المعطاة، عبر الطلب منه شرح الدرس أمام زملائه، وهذا أيضًا يكسر مبدأ التلقين. وبموازاة ذلك، فإن تقنيات التكنولوجيا الحديثة في التعليم هي جزء رئيسي من عملية التدريس والشرح، والتي يعتبرها العبيكان ركيزة لتطوير الأداء التعليمي.
تحدّيات وآفاق
وفي رده على أبرز التحدّيات التي تواجه الاستثمار في التعليم، يرى العبيكان أنّ توفير البيئة المناسبة للتعليم هي التحدي الأبرز. ويقول: "المبنى المناسب، المعلم الكفوء، الإدارة الواعية والمواكبة للتطورات، الأقساط المدروسة، جميعها عوامل لا بد من توفرها معًا، وهنا مكمن التحدي. نحن نجحنا على مستوى مدارس ابن خلدون في ذلك الى حد كبير، ولكن هل يمكن تعميم ذلك على مستوى المملكة؟". كذلك، هناك تحدّي العائد الاستثماري، فبدون جدوى مربحة لا يمكن الاستثمار في هذا القطاع. وهذا يتطلب، وفقًا للعبيكان، تظافر الجهود الرسمية مع القطاع الخاص للخروج بنظام تعليمي جيد وقادر على استقطاب كل شرائح المجتمع، لا أن يقترن التعليم الأفضل بالتكلفة الأعلى، ولا أن يكون محصورًا بالطلاّب المتميزين فنتحول الى تعليم نخبوي فقط.
وحول التوسعات المستقبلية لمدارس ابن خلدون، أشار العبيكان الى أن مرحلة بناء النموذج المطلوب لهذه المدارس باتت شبه منجزة، وبالتالي فان المرحلة المقبلة ستشهد مزيدًا من التوسع على مستوى المملكة وايضًا على مستوى المنطقة.