تركيا واحة الإستثمار والسياحة

07.07.2017
كريس آدامز
يوسف اكتشاي أوغلو
سيلكــوك يارغانسيوغلو
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email
زينة أبوزكي

     

يعتبر الاقتصاد التركي من أقوى الاقتصادات في العالم، وهو يحتل المرتبة 13 بناتج قومي إجمالي بلغ 857 مليار دولار في العام 2016. وتسعى الحكومة التركية إلى بلوغ المرتبة العاشرة في 2023، وهي تعتمد بالدرجة الأولى على موقع تركيا الاستراتيجي والقوى العاملة الشابة، وتعمل على تحقيق ذلك من خلال تهيئة مناخ الاستثمار من خلال القوانين المرنة والبنية التحتية، ومنها على سبيل المثال بناء مطار اسطنبول الجديد الذي يعتبر من الأكبر في العالم. ويجمع العالم العربي وتحديداً دول مجلس التعاون وتركيا علاقات اقتصادية متينة ولاسيما على صعيد الاستثمارات. «الاقتصاد والأعمال» شاركت بجولة على بعض المشاريع الاستثمارية الكبرى في تركيا ومنها بعض النماذج العربية.

 

تربط تركيا ودول مجلس التعاون علاقات اقتصادية ناشطة تتمثل في حركة استثمارات بلغت 13 مليار دولار ما بين 2005-2016، بينما بلغ حجم التبادل التجاري بينهما 16 مليار  دولار في العام 2016. وتعمل في تركيا 1835 شركة خليجية في حين بلغ عدد السياح من دول مجلس التعاون إلى تركيا أكثر من 830 ألف سائح.

يقول الشريك فـي أبراج كابيتال سيلكــوك يارغانسيوغلو:«تدير أبراج كابيتال استثمارات بقيمة 11 مليار دولار في 20 دولة حول العالم وتتوجه نحو البلدان ذات الاقتصادات الناشئة ومن بينها تركيا التي تعتبر بالنسبة إلينا إحدى أهم الأسواق، حيث بدأنا الاستثمار فيها العام 2008، وأقمنا حتى الآن 11 مشروعاً استثمارياً أنهينا خمسة منها حتى الآن، ونعمل على استكمال ثلاثة مشاريع مع نهاية العام الجاري». ويشير إلى أن «مكتب تركيا هو مكتب إقليمي ندير عبره أعمالنا في تركيا وآسيا الوسطى وكازاخستان وكيرغستان».

ويعتبر يارغانسيوغلو «أن الاستثمار الأجنبي يحقق نجاحاً كبيراً في تركيا وهي من أفضل الأسواق الناشئة في العالم. وتعتمد تركيا على القوة الاستهلاكية مع نحو 80 مليون نسمة وبمعدل عمر 30 سنة ومعدل نمو للناتج القومي الإجمالي خلال الـ20  سنة الماضية بلغ 5 في المئة، وتتميز تركيا بسهولة تحويل الأموال وقوة النظام المالي والمصرفي». 

وتستهدف أبراج كابيتال بحسب يارغانسيوغلو«الاستثمارات المدفوعة بالقدرة الاستهلاكية وتعمل في تركيا على مشاريع في مجال اللوجيستيات، الخدمات المالية والعناية الصحية، فنحن نملك أكبر شركة للتجارة الالكترونية في تركيا والتي شهدت نمواً في عائداتها بنسبة 80 في المئة العام الماضي». وتهتم أبراج كابيتال بقطاع المواد الغذائية وتملك شركة لمنتجات مشتقات الحليب Yorsan التي تصدّر إلى الإمارات العربية المتحدة، مصر، سورية، لبنان أذربيجان وألمانيا، وهي من المساهمين الأساسيين في Spinneys ، وفي قطاع العقارات تملك الشركة واحداً من أكبر المشاريع المخصصة لسكن الطلاب».

مطار اسطنبول الجديد

تستعد تركيا إلى افتتاح مطار اسطنبول الجديد الذي سوف يحلّ مكان مطار أتاتورك الدولي ويقول الرئيس التنفيذي لشركة IGA تحالف الشركات المشغلة للمشروع يوسف اكتشاي أوغلو والتي سوف تشغل المطار لمدة 25 عاماً:«بعد استكمال العمل فيه سيكون أحد أكبر المطارات في العالم، والمشروع الذي انطلق العمل به في العام 2014، تمّ تمويله من قبل خمس شركات تركية بالشراكة مع ستة مصارف ثلاثة منها تركية وثلاثة أجنبية على طريقة شراكة القطاع العام والخاص، وسيشيّد المطار على مساحة 76.5 مليون متر مربع بكلفة 10.3 مليارات يورو. وكمرحلة أولى سيتم تنفيذ ثلاثة مدرجات ومحطة ركاب والمراكز الأساسية لتنتهي أواخر العام 2018 بطاقة استيعابية تفوق 90 مليون مسافر، أما في المرحلتين الثانية والثالثة فسيتم بناء مدرجين ومحطة ركاب ثانية ما يرفع الطاقة الاستيعابية للمطار إلى 120 مليون مسافر. أما المرحلة الرابعة فسيتم خلالها بناء المدرج السادس ومحطة ركاب، ومع الانتهاء من المراحل الأربع سيستوعب المطار 200 مليون مسافر سنوياً»، وسيضم المطار محطة شحن بمساحة 1.39 مليون متر مربع، ويستوعب ركن 347 طائرة من الهيكل الضيق و264 طائرة من الهيكل العريض ومواقف لـ 18 ألف مركبة ومركزاً للصيانة على مساحة 700 الف متر مربع، إضافة إلى كافة المرافق اللازمة».

ويضيف اكتشاي أوغلو:«إن المطار يهدف الى جعل تركيا مركزاً رئيسياً عالمياً للطيران المدني ومن المتوقع أن يصبح الأكبر في أوروبا، وعلى الرغم من أنه يبعد 40 كلم عن وسط المدينة، لكنه سيخفف الضغط عنها وسيرتبط بشبكة قطارات وطرقات سريعة وحديثة وسيشكل مجتمعاً جديداً ويسهم في تحسين سعر الأراضي من حوله، وسيؤمن فرص عمل لنحو 100 ألف عامل هذا فضلاً عن الوظائف غير المباشرة في الصناعات ذات الصلة».

ويلفت اكتشاي أوغلو «أن الهدف الأساسي من هذا المشروع بالإضافة إلى نمو الاقتصاد التركي، هو التوسع الكبير الذي شهدته الخطوط الجوية التركية والتي سوف تكون لها الحصة الأهم من محطة الركاب، فهي حالياً تسيّر رحلات إلى 250 وجهة ومن أولى الشركات على مستوى عدد الوجهات، ومن المهم أن نؤمن لها الأرضية المساعدة لنموّها وتوفير الراحة والخدمات لتمكّنها من المنافسة والتميز».

موانئ دبي العالمية

تشغل موانئ  دبي العالمية محطة حاويات يارمجا وهي أحد مشاريع الشركة الإماراتية في تركيا ومن بين الأكبر في تركيا، ويتم تشغيلها بنظام الامتياز لمدة 49 سنة قابلة للتمديد. وعن المشروع يقول الرئيس التنفيذي للمحطة كريس أدامز :«بلغت كلفة المشروع الذي انطلق العمل فيه أواخر العام 2015 نصف مليار دولار، وهو أول مشروع من نوعه في منطقة شرق مرمرة تبلغ مساحته 460 ألف قدم مربع وطاقته الاستيعابية 1.3 مليون وحدة ذات العشرين قدماً، ولقد وضعنا أحدث التكنولوجيا في هذه المنشأة ». وعن اختيار موانئ دبي العالمية لهذا الموقع يقول أدامز:«اخترنا تركيا لأنها سوق عالية النمو وتمتلك الكثير من الفرص والإمكانات وتتقاطع مع عدد كبير من الأسواق، فهي ممر لعدد من الدول وقريبة من دول الاتحاد الأوروبي، ونحن نؤمن بإمكانات هذه السوق وتمّ اختيار هذا الموقع تحديداً لكون معظم المصانع موجودة في الجزء الآسيوي من اسطنبول، لذلك هذا الموقع على ميناء ازميت في بحر مرمرة كان الأفضل لقربه من آسيا والبحر المتوسط».

 ويضيف أدامز:«في السنة الأولى من مباشرة العمل شهدنا نمواً جيداً ونحن مستعدون للنمو فموانئ دبي العالمية لديها محطات في 78 موقعاً ونعرف كيفية تحقيق النمو في هذا المجال. نحن لسنا فقط مشغلين لموانئ بل نعمل على تشجيع وتعزيز التجارة، وما نسعى إليه هو تعميم النموذج الناجح الذي خلقناه في جبل علي حول العالم، ولاسيما تشغيل منطقة حرة وربطها بالمحطة، ونحن على استعداد لمناقشة إنشاء منطقة حرة مع الحكومة التركية». 

ويؤكد أدامز أن «دورنا لا يتعدى فقط بناء المحطات بل أيضاً أن يكون لنا دور لوجيستي خصوصاً وأن الحكومة التركية تستثمر أكثر من 300 مليار دولار في البنية التحتية خلال السنوات الخمس المقبلة ولاسيما في مجال الطرق والمواصلات لتحقيق الهدف العام 2023 بأن يكونوا الاقتصاد العاشر عالمياً، ونحن نريد أن نكون جزءاً من هذا الاستثمار ونلعب دوراً في تعزيز التجارة في تركيا».

وعن التحديات التي واجهتهم خلال المرحلة الأولى من العمل لا يخفي أدامز «أن عدم الاستقرار السياسي أثّر قليلاً ولكن تخطيناه الآن، حيث تمكّنا من تحقيق نمو نسبته 11 في المئة على الرغم من محاولة الانقلاب، ومع الاستقرار السياسي حالياً نتوقع المزيد من النمو والازدهار الاقتصادي، على الرغم من الأزمات في المنطقة».

ويضيف أدامز: «كوننا جزءاً من مجموعة عالمية لديها محطات حول العالم نحن جزء من طريق الحرير الجديد ونمتلك محطات على طول الطريق من الصين، آسيا الباسيفيك، الهند، الشرق الأوسط، تركيا فأوروبا، حيث يمكن لتركيا أن تلعب دوراً أساسياً في المبادرة الصينية حزام واحد طريق واحد».