رئيس إريكسون في المنطقة:
الجيل الخامس فتح آفاقاً اقتصادية لا حدود لها

01.11.2023
فادي فرعون
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email

دبي – إياد ديراني

قال رئيس شركة "إريكسون" في الشرق الأوسط وأفريقيا فادي فرعون، إن شبكات الجيل الخامس ليست غاية أو هدفا بحد ذاتها بالنسبة للدول والقطاعات الاقتصادية المختلفة في المنطقة والعالم. وأن الهدف النهائي لهذه الشبكات هو رفع قدرات الأعمال والصناعات والنشاطات التجارية والأداء والنوعية، بغض النظر عن القطاعات الاقتصادية المختلفة. الجيل الخامس يوفر سرعات أعلى، وهذا يعني أن من يعتمد عليه سيتمتع بقدرات تنافسية أعلى من غيره في المجالات الصناعية والتجارية والتعليمية والحكومية والإعلامية والاستشفائية، وحتى في النقل والسلامة العامة وغيرها من المجالات. ولهذا السبب يقارب فادي فرعون التكنولوجيات الجديدة دوما من باب فعّاليتها وفائدتها القصوى بالنسبة للمستخدم سواءا كان شركة أو مؤسسة حكومية أو أفرادا. الاقتصاد والأعمال التقت فرعون على هامش معرض جيتكس الذي نُظّم مؤخرا في دبي، وسألته عن أحدث التطورات على صعيد الجيل الخامس بعد نحو 4 سنوات من إطلاق شبكاته في المنطقة والعالم.    

يستهل فرعون اللقاء قائلا إن بلدان الخليج أطلقت مشاريع الجيل الخامس من شبكات الاتصالات النقالة بشكل مُبكر وسبقت العديد من البلدان في المنطقة والعالم، وتحديدا منذ العام 2019. ومنذ ذلك الوقت، تقدم شبكات الجيل الخامس في الخليج تغطية ممتازة وقدرات كبيرة لمصلحة المشغلين والمستخدمين من الأفراد والشركات والمؤسسات الحكومية. ويضيف إن هذه الشبكات تميّزت في تقديم خدمات فائقة للأسواق، خصوصا خدمة البرودباند المخصّصة للمنازل (Home Broadband) استنادا إلى شبكات الجيل الخامس.

ويشرح قائلا: "شكلت هذه الخدمة التي حققت انتشارا واسعا، بديلا عمليا، سريعا وموثوقا لخدمات الفايبر (Fiber)، خصوصا بظل عدم توفر خدمات الفايبر في بعض المناطق. وفي بعض الأحيان شكلت خدمات الجيل الخامس المتمثّلة بخدمة البرودباند للمنازل، ما يشبه الخدمات المكمّلة أو الداعمة لخدمات الفايبر. كما مثّلت خدمات البرودباند المنزلية في هذه الحالة، تجسيدا عمليا ناجحا لشبكات الجيل الخامس، بالنسبة للمشغلين الذين نقلوا جزءا من تدفق البيانات من شبكات الجيل الرابع إلى شبكات الجيل الخامس، كما للمستفيدين من الخدمات الجديدة السريعة والفعّالة. فضلا عن ذلك، أثبتت خدمات البرودباند المستندة إلى شبكة الجيل الخامس نجاحها على مستوى رفع مستويات الإيرادات للمشغلين".

بيت القصيد: رفع المداخيل

ويتابع قائلا: "لكن يبقى السؤال الرئيسي الذي يسأله الجميع هو كيف يمكن رفع الإيرادات من شبكات الجيل الخامس؟ ببساطة، ثمة خيارات مختلفة لتحقيق الإيرادات وفق سيناريوهات متعددة. اليوم يحتاج قطاع الشركات والمؤسسات إلى خدمات الجيل الخامس، وقد بدأ المشغلون بتقديم خدماتهم في هذا المجال، ونعتقد أن قطاع المؤسسات متعطّش إلى الحلول التي يقدمها الجيل الخامس وأهمها السرعات العالية و"سرعة الاستجابة" Low Latency، وبإمكان المشغلين الاعتماد على دينامية هذه السوق الكبيرة، لرفع الإيرادات من الشبكات الجديدة".

ويقول فرعون: "لقد أثبتت حلول شبكات الجيل الخامس قدراتها الهائلة في عدد كبير من القطاعات. في مجال صناعة السيارات مثلا، أتاحت هذه الشبكات (شبكة الجيل الخامس الخاصة) رفع سرعة إنتاج السيارات من خلال إرساء منظومة اتصالات داخل المصنع، تتيح وصل كل نقاط الاتصالات المرتبطة بأجهزة الاستشعار (Sensors) في مختلف مراحل انتاج السيارات. وما يفعله الجيل الخامس في هذا المجال، هو توفير نظام إدارة وتشغيل في المصنع مُستند إلى سرعات عالية من جهة، وسرعة استجابة عالية (Latency) جدا من جهة أخرى. تاليا، تتيح هذه الشبكة لإدارة المصنع تخفيض التكاليف ورفع الإنتاجية وتحسين النوعية، وإلى ما هنالك من أعمال تمكّن المصنع من تحقيق الإنجازات".    

خارطة طريق نحو آفاق جديدة

ويتابع فرعون قائلا: "لقد فتحت شبكات الجيل الخامس آفاقا اقتصادية لا حدود لها بالنسبة للصناعات المختلفة، لكنها أيضا كشفت عن مدى أهمية تغيير طريقة شرح فوائد الجيل الخامس والتفاعل مع القطاعات المختلفة المهتمة بهذه الشبكات، بشكل يتيح تبيان طريقة الاستفادة القصوى من الحلول الجديدة. حلول الجيل الخامس المناسبة للمرافئ مثلا تختلف عن تلك التي تتناسب مع المطارات أو المناجم أو قطاع صناعة السيارات. مقاربة كل قطاع من هذه القطاعات تحتاج إلى معرفة عميقة في القطاع المعني، وهذا ما يؤدي في النهاية إلى تقديم الحلول المناسبة والتي تشكل في بعض الأحيان ثورة جديدة في ميادين لم تكن تعلم أن الجيل الخامس يتيح لها قلب المعادلات وتحقيق النجاحات".

ويضيف: "لهذا نرى اليوم حلولا جديدة يتم ابتكارها استنادا إلى الجيل الخامس لتلبية احتياجات قطاعات محددة، وهذا أمر بالغ الأهمية في مروحة الحلول التي يتيحها الجيل الجديد. ولكي نحقق تقدما على هذا الصعيد، نعمل باستمرار في إريكسون على توعية السوق حول القدرات الكبيرة للجيل الخامس من جهة، وبناء شراكات مع الشركات والمشغلين لكي نرسي شبكة من الشركاء الذين ينشطون في عالم الجيل الخامس، إذ أن النجاح في هذا العالم هو نجاح مشترك وعابر للقطاعات والدول والأسواق".   

ويختم قائلا: "فتح الجيل الخامس آفاقا لا حدود لها، وسنشهد خلال السنوات المقبلة تطبيقات لا حصر لها، كلها تستفيد من السرعات العالية، وليس هناك من شك إن أسواق منطقة الخليج وسائر بلدان الشرق الأوسط مستفيدة حُكما من كل هذه التطورات".