ناصية البحر الأحمر!

04.01.2024
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email

محمد أمين

(المصري اليوم)

أسمع تعبيراً شعبياً يقول إن فلاناً يلعب في فيشة عمره.. وأود أن أقول إن إثيوبيا أيضًا تلعب في فيشة عمرها، عندما تريد أن تلعب في البحر الأحمر، وتجر الشَّكَل مع دول القرن الإفريقي، حين تغير التوازن البحري في المنطقة، وكأنها تستفز هذه الدول.

إثيوبيا تلعب في النيل مرة، ومرة أخرى تلعب في البحر الأحمر، وفى كل الأحوال تفعل ذلك بإيعاز من إسرائيل لتظل المنطقة ملتهبة، أو على كف عفريت وفوجئت ببيان الاتحاد الأوروبي يحذر من استفزاز الصومال.

شدد البيان الأوروبي على احترام سيادة الصومال، لأنه مفتاح السلام في القرن الإفريقي.. ولم نقرأ بيانًا قوياً صادراً من الولايات المتحدة الأمريكية، يبقى السؤال: هل تفضل أمريكا إجراء الحروب بالوكالة، وإجراء السياسة الخارجية بالوكالة أيضًا؟!

للأسف إثيوبيا اعتمدت على دعم إسرائيل وبعض الأطراف في أمريكا وراحت تلعب في منابع النيل، ثم استحسنت اللعب فراحت تلعب في البحر الأحمر وتأخذ لها منفذًا على البحر في صومالي لاند، وهو اعتداء سافر على الصومال قبل أي دولة أخرى، وأعتقد أن إثيوبيا لابد أن ترى العين الحمراء حتى تعود إلى رشدها، فالقصة ليست انشغال العالم بالحرب في غزة!

وأعتقد أن التصريحات التي سمعناها أمس عن اتصال الرئيس السيسي بالرئيس الصومالي مهمة للغاية، ولابد أن تحمل تهديدًا لإثيوبيا مباشرة، وقد قال الرئيس نحن مع الصومال بكل ما نملك، وندعم سيادة الصومال!

إن مصر يجب أن تفزع إلى البحر الأحمر لأنه مفتاح التجارة في قناة السويس، ويجب إدارة هذا الملف بحنكة وتجييش العالم لأن وجود إثيوبيا على ناصية البحر يهدد التوازن البحري، ويهدد التجارة الدولية في قناة السويس، وبالتالي لابد أن تتحرك الأساطيل لحماية البحر الأحمر والمصالح القومية فيه.

ليس هذا فقط، ولكن الدبلوماسية يجب أن تتحرك أسرع لوضع الأمور على مائدة الحوار في الاتحاد الإفريقي، لوضع حد يحفظ حقوق الدول الأعضاء، ولترتدع إثيوبيا أو يتم طردها من الاتحاد الإفريقي، لعدم احترامها القواعد السياسية والدبلوماسية، وتهديدها بنقل مقر الاتحاد إلى أي دولة أخرى، خاصة مصر، أهم دولة مؤسسة له!

من عجب أن أقول إن ما تفعله إثيوبيا ليس تفكيرًا شيطانيًا عدوانيًا فقط من أطراف أجنبية، ولكنه تفكير شيطاني من أطراف أخرى كشفت عنها الصومال، وقالت إنه تفكير خبيث ومرفوض لا نقبل به!