مجلس العمل والاستثمار اللبناني
يكرّم السفير فوزي كبارة

16.07.2025
من اليمين: السفير سلام الأشقر، محمود ابراهيم، السفير فوزي كبارة، جمال جوهري، محمد شاهين، رؤوف أبو زكي، باسم براج وطارق موسى.
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email

كانت وقفة وفاء في الرياض لسفير فوق العادة في المملكة العربية السعودية الدكتور فوزي كبارة. مجلس العمل والاستثمار اللبناني برئاسة محمد شاهين، أقام مأدبة عشاء في السفارة اللبنانية في الرياض على شرف السفير المنتهية ولايته حضرها بعض السفراء ونحو 200 رجل أعمال لبناني يعملون في المملكة. وهذا أبرز حفل تكريم أقيم للسفير كبارة في الرياض وللمفارقة كان في خلال النهار نفسه حفل تكريم أقامه عميد السلك الدبلوماسي في المملكة سفير جيبوتي ضياء الدين بامخرمة.

وفي حفل عشاء السفارة وهو الأبرز والأهم ألقيت ثلاث كلمات من رئيس مجلس الاستثمار اللبناني محمد شاهين، ورئيس مجلس الأعمال اللبناني - السعودي رؤوف أبو زكي وكان مسك ختامها كلمة للسفير كبارة.

محمد شاهين

تحدث في مستهل الحفل رئيسمجلس العمل والاستثمار اللبناني في السعودية محمد شاهين فقال:

"باسم مجلس العمل والاستثمار اللبناني في المملكة العربية السعودية، قائلاً: "يسعدني ان أرحب بكم شاكرا تلبيتكم دعوتنا لهذا الحفل التكريمي لسعادة السفير الدكتور فوزي كبارة والسيدة عقيلته ميرنا بمناسبة انتهاء مهامه كسفير فوق العادة لدولة لبنان لدى المملكة العربية السعودية أدام الله عزها."

وقال: "لقد أديتم يا سعادة السفير مهامكم بدبلوماسية فذة وحكمة بالغة وكنتم خير ممثل لبلاده – كما عملتم بكل اخلاص للمحافظة على العلاقات الأخوية المميزة بين لبنان والمملكة حيث نرى أنفسنا مدفوعين لان نعبر بكل صدق وإخلاص عن تقديرنا الاستثنائي ومودتنا لشخصكم الكريم."

ثم أضاف ان المرحلة التي تسلمتم بها مسؤولياتكم كانت واحدة من أكثر المراحل دقة في تاريخ لبنان - مرحلة اهتز فيها الاقتصاد وتراجعت الثقة وتكاثفت التحديات إضافة الى جائحة الكورونا، فكنتم ذات كفاءة عالية في معالجة الصدمات وبكل رقي دبلوماسي وحكمة بالغة كنتم اهلا للوقوف في وجه التحديات. فتعاملتم مع تلك الظروف لا كعائق، بل كدعوة للمبادرة وعملتم من أجل لبنان والجالية اللبنانية بكل ضمير حي ومسؤولية – إضافة الى حرصكم الدائم على القيام بمهامكم الدبلوماسية على أكمل وجه."

وتابع شاهين بالقول: "حقا، كنتم معنا في كل محطة حريصين وحاضرين دائما بإيجابية وإنسانية مميزة كما ان حضوركم والى جانب السيدة ميرنا لم يكن شكليا بل فعالا ومؤثرا نابعا عن التزام عميق بقضية وطن وشعب.

وختم وفقتم يا سعادة السفير بإقامة هيكلية دبلوماسية عميقة الثقافة وذات مقدرة فائقة لنحمل المسؤولية وكان على رأسها الأستاذ سلام الأشقر المعروف بمواقفه النبيلة فله التحية والتقدير.

وللمناسبة، لا يمكن ان نغفل عن تقديم الشكر والتقدير الجزيلين مقرونين بعهدنا ان نكون أوفياء للمملكة العربية السعودية التي احتضنت اللبنانيين بمحبة أخوية ووقفت مع لبنان في كافة الظروف منذ مؤسسها المغفور له الملك عبد العزيز طيب الله ثراه الى يومنا هذا في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان حفظهم الله وأدام عزهما."

أبو زكي

ثم تحدّث رؤوف أبو زكي، رئيس مجلس الأعمال اللبناني – السعودي، فقال:

"يشرفنا أن نكون معًا اليوم في رحاب مملكة الخير والعطاء والّتي وقفت ولا تزال إلى جانب لبنان في كل المراحل والظروف وتتوج ذلك باتفاق الطائف الّذي أنهى الحرب الأهلية في لبنان وفي السعي لتسهيل انتخاب رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة وفي تسهيل إجراء الإصلاحات الشاملة المطلوبة، وما وجودنا معًا اليوم كلبنانيين عاملين ومستثمرين محتضنين من المجتمع السعودي قيادة وحكومة وشعبًا، سوى تجسيد وتأكيد على هذا الاحتضان."

وأضاف أبو زكي: يشرفني أن أكون معكم اليوم كرئيس لمجلس الأعمال اللبناني - السعودي وكصديق للمكرم سعادة السفير الدكتور فوزي كبارة وللمكرّم وهو (مجلس العمل والاستثمار اللبناني برئاسة الصديق محمد شاهين).

وسعادة السفير فوزي كبارة جاء من خارج الملاك، في أصعب الظروف وحافظ على وجه لبنان الحضاري.

حرص على توحيد اللبنانيين في ظل التباينات الدّاخلية. نسج علاقات واسعة مع المجتمع السعودي والمجتمع الدبلوماسي العربي والأجنبي، وجعل السفارة بيتًا لكل اللبنانيين والأشقاء والأصدقاء.

وتابع قائلاً: لقد واكب السفير كبارة نشاطات مجلس الأعمال اللبناني - السعودي الّذي لي شرف رئاسته، وكان له خير معين وكانت آخر مبادراته في هذا المجال إقامة مأدبة عشاء تكريمًا لأمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية وسفراء دول الخليج وذلك لبحث إقامة منتديات استثمارية في لبنان.

والسفير كبارة دخل السلك من خارج المؤسسة الدبلوماسية، وخرج منه مدرسة في الدبلوماسية. وفقك الله سعادة السفير، سعادة صديق الجميع. ونشكر مجلس العمل والاستثمار اللبناني بقيادة الصديق محمد شاهين على مبادرته بالدعوة إلى هذا التكريم، ومجلس العمل الّذي نحن بضيافته هو أول وأشمل هيئة لرجال الأعمال اللبنانيين في المملكة وهو مكمل لدورمجلس الأعمال اللبناني – السعودي المنبثق من اتحاد الغرف اللبنانية.

وفي هذه المناسبة يسعدني إحاطتكم علمًا بأن مجموعة "الاقتصاد والأعمال" بصدد تنظم "مؤتمر الاقتصاد الاغترابي الرابع" في 8 آب/أغسطس المقبل في فندق فينيسيا - بيروت.

ويحظى هذا المؤتمر برعاية فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وبالاشتراك مع وزارة الخارجية والمغتربين وبمشاركة معظم الوزارات وجميع الهيئات الاقتصادية اللبنانية المقيمة والمغتربة. وآمل أن تكون الدعوة وصلت إليكم، سيما وأن معظمكم ساهم في دورات المؤتمر السابقة.

ولا بد من شكر فريق عمل النّجاح في السفارة وكذلك عقيلة سعادة السفير السيدة ميرنا، كما لا بد من تهنئة سعادة القنصل سلام الأشقر لتعيينه سفيرًا للبنان في أندونيسيا، والشكر موصول لكم جميعًا.

فوزي كبارة

ثم ألقى السفير فوزي كبارة كلمة جاء فيها:

أقف أمامكم في هذه المناسبة الخاصة، حيث أودّع معكم مرحلة مهمة من حياتي الدبلوماسية في المملكة العربية السعودية، وهي فترة كانت مليئة بالتجارب والخبرات التي أعتز بها. إنه لشرف عظيم لي أن أكون سفيرًا فوق العادة، مطلق الصلاحية لجمهورية لبنان في هذه البلاد الطاهرة التي تجمعنا بها علاقة تاريخية عميقة، مبنية على الأخوة والمحبة ومنطلقات التعاون المشترك. لذلك كان هدفي الرئيسي هو تعزيز هذه العلاقات والعمل معاً من أجل تحقيق منافع متبادلة والمشاركة في رؤى وأهداف متقاربة. خاصةً وأني شهدت خلال الثماني سنوات الماضية التي قضيتها بالرياض نهضة حضارية غير مسبوقة سوف يسجلها التاريخ، وكان ذلك بفضل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

وقال: لقد مرّ عليّ خلال فترة وجودي هنا، العديد من التحديات التي تعرفونها جيداً عندما حصلت بعض الشوائب بين البلدين، لكن بالحكمة والدراية من القيادة السعودية الرشيدة وبعض المسؤولين اللبنانيين، استطعنا، والحمد لله، ان نتدارك مفاعيلها السلبية. كما كنت شاهداً أيضاً على العديد من الإنجازات الكبيرة وفرص مناقشة سبل الاستثمار والتعاون في مجالات متعددة، من الثقافة والفنون، إلى الاقتصاد والتجارة. وقد أثمر تعاوُنِنا مع القطاع الخاص والمؤسسات الحكومية نتائج مميزة حيث كانت الجالية اللبنانية في المملكة حاضرة دائماً كفريق واحد يسعى لتحقيق النجاح والازدهار على كافة الأصعدة. هذه الجالية التي تضم نموذج للكفاءات، والنجاح الدائم، والروح الإيجابية، كانت ولا تزال تمثل جسراً ثقافياً مهماً وتجسّد العمل المشترك، كما وتعزز الروابط الاجتماعية بين البلدين حيث أن إسهاماتها في المجتمع السعودي تعكس أصالة لبنان وكرم أهله.

وتابع: أود أن أعبّر عن امتناني العميق لمجلس العمل والاستثمار اللبناني، الذي جعل هذا الحدث ممكنًا وأتاح لنا هذه الفرصة للتلاقي والاحتفاء بختام مهامي في الرياض. إن مبادراتكم المستمرة لدعم الجالية والسفارة (كمؤازرتكم مثلاً لإخوانكم خلال فترة جائحة الكورونا أو دعمكم الدائم لصيانة مباني السفارة) تساهم في بناء مجتمع قوي ومزدهر في الاغتراب. إنكم تزرعون الأمل وتعززون المعنويات، ومن خلالكم نستطيع جميعًا أن نكون جزءً من قصص النجاح التي تُنسج يومياً في المملكة. كما أود هنا أن أنوّه بكافة الشركات والمؤسسات التي ساندت أعمال السفارة من دون كلٍّ أو ملّ خلال مهمتي هذه (وهم كثر) وأشكرهم على دعمهم المُقدّر واللامحدود.

وختم كبارة: وهنا لا بد أن أقدّم شكري وتقديري العميق للحكومة السعودية على دعمها المستمر، وللشعب السعودي الشقيق على الترحيب الذي نحظى به دائماً في وطنِنا الثاني. إن العلاقات التي تجمع بين بلدينا ليست فقط ثنائية، بل هي مثال حي للتعاون والتآزر والعمل الإقليمي المشترك الذي أصبح علامة فارقة في تعاملاتنا. لذا، أود أن أقول إن هذه الرحلة لم تنتهِ، بل هي بداية قصة جديدة. العلاقة بين لبنان والمملكة العربية السعودية ستظل دائمًا في أوجها وتتمتع بالتجديد والاستمرار. أتمنى أن أكون تركت بصمة إيجابية خلال هذه المسيرة، وأنتم بالتأكيد كنتم جزء أساسي من هذه الرحلة. كما أعدكم بأنني سأظل داعماً حريصاً على تعزيز هذه العلاقات أينما كنت، وان شاء الله لن أكون بعيداً.

لقد كانت مساندتكم بمثابة الداعم الأكبر في مسيرتي هذه. أشكركم فرداً فرداً على كل ما قدمتموه لي من دعم وتقدير وعلى حضوركم الصاخب اليوم.

كما أود أن أشكر اخواني واخواتي دبلوماسيّ وطاقم السفارة اللبنانية بالرياض، الذين كانوا خير سند لي في هذه المرحلة، وهم يعملون ليلاً نهاراً بكل ما اوتوا من قوة وعزم لخدمة مصالح مواطنيهم.

أتمنى لكم جميعًا دوام الصحة والتوفيق والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.