نجيب ساويرس.. صاحب الثروة التي تصل إلى 3.8 مليارات دولار، والتي تضعه في مرتبة ثاني أغنى رجل في مصر، بعد شقيقه الأصغر ناصف، وسابع أغنى رجل في القارة الأفريقية، يدرك جيداً عمّا يبحث عنه الأثرياء مثله، وما يحتاجونه في حياتهم الإجتماعية. وعليه، قرر الإستثمار في مشروع للأثرياء هو
«أيا نابا مارينا» في قبرص الذي يشمل محلات تجارية فاخرة ومراكز ترفيهية ومطاعم راقية. ومن فندق برج العرب في دبي أطلق مشروعه العقاري الجديد الذي تبلغ قيمته 250 مليون يورو.
إبن الـ 62 عاماً يشرح السبب الذي جعله يختار قبرص مكاناً لإستثماره بقوله: «كنت في العشرينات عندما زرت «أيا نابا»، فأبهرتني تلك المنطقة وذكّرتني بجزيرة ميكونوس قبل أن تصبح وجهة سفر فاخرة. قررت أن أستثمر في قبرص التي تشكل وجهة سياحية مهمة، خصوصاً وأن الحكومة القبرصية ترحّب كثيراً بالمستثمرين وهم موضع تقدير واهتمام من قبلها، كما إنني تعرّفت في قبرص على شريك
مهمّ هو جيراسيموس كاراموندانيس وابنه ستافروس، وهما من عائلة رائدة في الأعمال وتحظى بإحترام كبير، وقد ذكّرتني هذه العائلة بعائلتي في مصر».
مشروع للأثرياء
ساويرس الذي يقول «إن قبرص، مع مشاريعنا هذه، ستزدهر لتصبح وجهة سياحية راقية»، يملك 80 في المئة من مشروع «أيا نابا مارينا» من خلال شركة Gemini القابضة، في حين أنّ الشركات التابعة لعائلة كاراموندانيس تملك النسبة الباقية. ويضمّ المشروع، الذي سينتهي في العام 2021، برجين سكنيين مع 190 شقة و29 فيلا يقع بعضها مباشرة على الواجهة البحرية حيث يمكن للمالكين أن يرسوا يخوتهم أو قواربهم. والمشروع الذي من المتوقع أن تصل مبيعاته إلى 500 مليون يورو، تتراوح أسعار الشقق فيه ما بين 300 و500 ألف يورو فيما يصل سعر الفيلا إلى خمسة ملايين يورو.
ويضيف ساويرس«أن ما سيجذب الأثرياء من آسيا وروسيا ولبنان ومصر ودولة الإمارات وحتى أوروبا لشراء حصة في المشروع، هو أننا نبني مجمعاً للأثرياء وللأشخاص الذين يتمتّعون بمركز إجتماعي مرموق، وما قد يشكّل عامل جذب إضافياً لهؤلاء هو إمكانية نيلهم إقامة دائمة أو جنسية قبرصية والسفر إلى اليونان وبلدان أخرى في أوروبا على متن قارب أو يخت، كما إننا سنقوم بإدارة الممتلكات على مدى السنوات الخمسين المقبلة للسماح للمستثمرين بتأجير الشقق أو الفيلات وتحقيق عائد مقبول على الاستثمار». ويتابع قائلاً:«إنه أقدم على هذا المشروع لأنه متأكد من نجاحه وهو ليس مستعداً للتفريط بسمعة عائلته أو تعريضها للإهتزاز».
قبرص وجهة سياحية مهمة، والمستثمر موضع ترحيب وتقدير
وفي غرينادا وباكستان
ليس هذا المشروع الوحيد ولا الأخير لـ نجيب ساويرس في المجال العقاري والسياحي في الدول التي ما زالت بعيدة عن إهتمام الأثرياء والمشاهير، فقد سبق أن استثمر في غرينادا وبنى فندقاً ست نجوم، «لأنّ هذا البلد يفتقر إلى الكثير والفنادق كلها عاديّة وبعيدة عن الرقي» كما يقول، ويوضح انه سيتمّ الانتهاء من بناء الفندق في غرينادا في نهاية العام 2017 مع 44 غرفة وتسع فيلات على شاطئ رملي خاصّ. وفي باكستان، يبني ساويرس مجمّعاً سكنيّاً يشمل مكاتب وملعباً للغولف ونادياً. وعن سبب اختياره باكستان للقيام بهذا الاستثمار، يجيب:«لقد ارتفعت في الوقت الحاضر أسعار الفيلات في إسلام آباد، بحيث تصل كلفة كل واحدة منها إلى عشرة ملايين دولار، في حين أن أسعارها خارج المدينة تتراوح ما بين مليونين وثلاثة ملايين دولار. ويُشبه هذا المشروع مشروع قرطمايا في مصر الذي يبعد نحو 20 كيلومتراً عن القاهرة وهو عبارة عن مجمّع سكني راقٍ».
وكان ساويرس يفكّر أيضاً في تنفيذ مشروع في كازاخستان، لكنّ هذا الاستثمار ما زال معلّقاً بسبب الوضع الحالي لسعر النفط، إلّا أنّ انخفاض السعر لم يمنعه من متابعة تنفيذ مشاريع أخرى كما يقول، «بإعتبار أن وضع الأثرياء لن يتغيّر، بل كل ما في الأمر أن أموالهم ستنقص بضعة ملايين أو مليارات فقط، وبالتالي، فإنّ شراء فيلا أو شقة لن يحدث فارقاً كبيراً في ثرواتهم».
المشاريع الذهبية
ليست المشاريع العقارية على الرمال الذهبية هي نوع الذهب الوحيد الذي يحبّه نجيب ساويرس فهو مستثمر كبير في تعدين الذهب من خلال شركة » لا مانتشا» القابضة، وهو يملك أكبر شركة عالمية لتعدين الذهب في أفريقيا وأستراليا، كما يخطّط للتوسّع في أميركا الجنوبية، أي في الأرجنتين والبرازيل التي تثير اهتمامه في الوقت الراهن، ناهيك عن الاستثمارات الأخرى في «يورو نيوز» في أوروبا، وفي مصر مع شركة وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا.Polymedia. والجدير ذكره أنّ ساويرس مستثمر كبير في الخدمات المالية والخدمات المصرفية الإستثمارية وصناديق التحوط.
هذا، ويرأس ساويرس شركة أوراسكوم للإتصالات والإعلام والتكنولوجيا وشركة
«Gemini Development» وشركة «لامانشا» القابضة وهو مؤسس شركة «أوراسكوم تليكوم» التي اشترتها مجموعة فيمبلكوم VimpelComمقابل 6.5 مليارات دولار والتي أصبحت سادس أكبر شركة تشغيل إتصالات في العالم وكونه رجلاً ثرياً، فهذا يساعده على معرفة ما يريده الأثرياء في أي استثمار عقاري.
«أيا نابا مارينا»: مجمع سكني للأثرياء ولمن يتمتعون بمركز إجتماعي مرموق
لبنان الأقرب إلى قلبي
وعلى الرغم من أنّه كان يحاول الإبتعاد عن السياسة قائلاً إنّ السياسييّن قساة القلب، لكنه لم يحجب جوابه لدى سؤاله عن سورية ولبنان. فقال: « إن لبنان هو أقرب بلد إلى قلبي، وأنا معروف بحبّي الكبير للبنان وشعبه، وأعتقد أنّ اللبنانيين هم العرب الأكثر تقدماً من حيث البلاغة والكفاءة، في حين أنّ مصر تتميّز بشعبها اللطيف والوفي». وأوضح ساويرس أنّ الوضع الأمني السائد حاليّاً في لبنان جعله يوقف مشاريعه هناك.
سأستثمر في سورية عندما تنتهي الحرب ويتمّ تشكيل حكومة ديمقراطية
أما بالنسبة إلى خططه للإستثمار في سورية فيقول:«أولاً، من أجل الاستثمار في سورية، يجب أن تكون سورية محرّرة من الإرهاب والحكم الديكتاتوري، ولكنّ السؤال الذي يطرح نفسه هو متى سيحدث ذلك؟ في أي حال، سأقوم بالإستثمار عندما تنتهي الحرب ويتمّ تشكيل حكومة ديمقراطية».