بدء حقبـة الجيل الخامس
بقلم شارلز يانغ

01.04.2018
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email
إياد ديراني
بقلم شارلز يانغ*
 
تشهد شبكة الجيل الخامس (5G) حالياً اهتماماً منقطع النظير، حيث يتطلع مزودو الاتصالات والمستهلكون على حد سواء للاستفادة من المزايا الجديدة وغير المسبوقة التي ستتاح لهم من خلال مختلف التطبيقات الجديدة لشبكة الجيل الخامس والتي يُتوقع الاستفادة منها لبناء عالم أكثر تواصلاً واستجابة للمتطلبات العصرية على مستوى الأفراد والشركات. وفي حين توفر شبكات الاتصالات الركيزة الأساسية لانطلاق الثورة الصناعية الرابعة، تقود تقنيات الذكاء الاصطناعي هذه الثورة نحو بناء عالم ذكي ترتبط فيه الأشياء مع بعضها بعضاً وتصبح أكثر ذكاءً وترابطاً. وإذا نظرنا إلى المخرجات الجديدة لصناعة تقنية المعلومات والاتصالات، نجد أنها بدأت تُستخدم بشكل تدريجي لأغراض عامة ذات نطاق عريض ترتبط بالدرجة الاولى بتحسين نمط حياة الأفراد وزيادة كفاءة أعمال الشركات، وهنا يجب ألا ننسى أن شبكة الجيل الخامس ستكون لاعباً أساسياً في إحداث هذا التحول الكبير.
 
إن إطلاق شبكة الجيل الخامس سيساهم بالدرجة الأولى في تسريع عملية التحول الرقمي، وهي الخطوة المحورية الأهم في بناء عالم أكثر ذكاءً وتواصلاً. وبالتوازي مع التقنيات الحديثة والمتطورة التي يتوقع لها أن تكون العنصر الأهم في عملية التحول والتطوير، تلعب الشراكات دوراً رئيسياً في تأسيس النظام الإيكولوجي الشامل لشبكة الجيل الخامس التي تحتاج فعلياً الى تضافر جهود كافة المعنيين على طريق تحقيق الاستفادة القصوى من ميزات الشبكة المنتظرة، وهذا بالتحديد ما يشجع «هواوي» على المشاركة في منصات حوارية مهمة كقمة قادة قطاع الاتصالات 2018 التي ينظمها «مجلس سامينا للاتصالات» كل عام، وتحرص «هواوي» على دعمها كشريك استراتيجي، حيث نستهدف لقاء قادة قطاع تقنية المعلومات والاتصالات ومناقشة التحديات والفرص المتاحة لتأسيس النظام الإيكولوجي الشامل الخاص بشبكة الجيل الخامس بالتعاون مع كافة الجهات المعنية في منطقة الشرق الأوسط، العامة والخاصة.
 
ونحن نبذل قصارى جهودنا لتعزيز مرحلة الانتقال إلى حقبة الجيل الخامس من خلال التركيز على ثلاثة محاور تتمثل في دفع مسيرة تطوير الأجهزة والشبكات التي تقوم على شبكة الجيل الخامس، وتعزيز التحول السحابي المتكامل، وإجراء الأبحاث في الأساليب التي تتبعها جميع دول العالم لإطلاق شبكات الجيل الخامس.
 
أوّل من أطلق رقاقة الـ 5G
 
وتعتبر الأجهزة والشبكات القائمة على تقنيات الجيل الخامس حجر الزاوية في عملية إطلاق العمليات التجارية، بينما تلعب رقاقة المعالج الموجودة في الأجهزة على وجه التحديد دوراً رئيسياً في تطوير قطاع تقنية المعلومات والاتصالات والإطلاق الفعلي للشبكة. وكانت «هواوي» أول شركة تتخطى كافة التحديات وتنجح في إطلاق رقاقة شبكة الجيل الخامس وعدد من الحلول الخاصة بهذه الشبكة. فقد أطلقنا  معالج «بالونج 5G01» وهو أول معالج في العالم مزود بتقنية الجيل الخامس.
 
وبإطلاق هذا المعالج، ساهمت «هواوي» بتحقيق قفزة نوعية في تطوير شبكة الجيل الخامس وعززت من إمكاناتها في تصنيع رقاقات وأجهزة وشبكات الجيل الخامس، وتحولت بذلك إلى أول شركة قادرة على تقديم الحلول المتكاملة في مجال تقنيات الجيل الخامس، وبذلك تمهد «هواوي» اليوم الطريق الفعلي أمام طرح أجهزة المستخدم المتوافقة مع تقنيات الجيل الخامس.
 
أهمية الحوسبة السحابية
 
كما تلعب عملية التحوّل نحو الحوسبة السحابية المتكاملة دوراً مهماً في تطوير شبكة الجيل الخامس التي تتطلب وجود شبكات اتصالات ذات نطاق عريض وتغطية واسعة تخفّض من زمن انتظار المستخدم خلال الاستخدام، وهذا ما يدفع بمزودي الاتصالات الى تقديم مواصفات أعلى أثناء تصميم مراكز البيانات السحابية وتوفير البنى التحتية التي يجب أن تكون أكثر مرونة وذكاءً وموثوقية. وكانت «هواوي» قد ساهمت في توفير هذه المواصفات الجديدة من خلال تطوير حلول «فيوجن كلاود» التي تتيح فرصة نشر التقنيات السحابية، وتوفر منصة سحابية ذكية وبنى تحتية ذات أداء عالٍ وموثوقية أكبر بهدف إطلاق شبكة سحابية يمكن تطويرها لبلوغ حقبة الجيل الخامس.
 
وتتضح الصورة بشكل أكبر من خلال الدراسة الموسعة التي أطلقتها «هواوي» وهي «مؤشر الاتصالات العالمي» (GCI) الذي عُرضت نتائجه أمام قادة قطاع الاتصالات ليسلط الضوء على مدى اقترابنا من نشر شبكات الاتصالات الذكية الواسعة النطاق. وتصدر «هواوي» هذه الدراسة والتقرير السنوي الذي ينظر في امكانات الربط والاتصال لدى الدول وأثرها في حركة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مختلف أنحاء العالم. ويهدف إلى توفير المرجع الموثوق للحكومات وواضعي السياسات الراغبين في دفع عجلة تحوّل الاقتصاد الرقمي.
 
وقد شمل مؤشر 2018 ثمانين دولة بما فيها دول من منطقة الشرق الأوسط، ليقدم بذلك تقييماً شاملاً وموضوعياً لمسيرة تطوير تقنية المعلومات والاتصالات في كل دولة من المنظور الوطني، بهدف استعراض الحالة الراهنة والتوجهات الحالية والتحديات المترافقة بعملية التحوّل الرقمي وما يرافقها من تطور اقتصادي وتنموي.
 
ويعتبر الامر الأهم الذي يظهره هذا المؤشر أن الاستثمارات في مجال شبكات الاتصالات الذكية هي شرط رئيسي لتتمكن كافة القطاعات من متابعة مسيرة تطورها وبالتالي مساهمتها في بناء الاقتصاد الرقمي للدول، ولاسيما مع تسجيل دول الشرق الأوسط نسبة نمو مرتفع في الناتج المحلي الإجمالي نتيجة لجهودها المبذولة في شبكات الاتصالات الذكية، حيث تبذل هذه الدول اليوم قصارى جهودها لزيادة الطلب على تقنية المعلومات والاتصالات بهدف تسهيل عملية التحوّل الرقمي وتحقيق التنمية الاقتصادية على أعلى المستويات.
 
هواوي شريك أساسي
 
وبالتأكيد، لا يزال هناك العديد من التحديات التي تفصلنا عن العالم الذكي الذي تنشده الدول لشعوبها، حيث تحتاج الشركات الراغبة في تحقيق التنمية المستدامة بالاستفادة من تقنية المعلومات والاتصالات إلى التغلب على كافة العقبات والعوائق على الصعيد الداخلي أولاً ومن ثم على الصعيد الخارجي.  ونبذل في «هواوي» كل ما في وسعنا لنتحول إلى شريك استراتيجي لمزودي الشبكات بهدف مساعدتهم على إحداث عملية التحوّل الرقمي وتمكينهم من تحقيق النجاح من خلال طرح منتجات وحلول مبتكرة وخدمات إحترافية تلبي متطلبات الشركات والأفراد، مع الأخذ في الاعتبار  توفير مصادر جديدة لإيرادات أعمالهم.
 
600 مليون دولار للأبحاث
 
وكانت «هواوي» قد أطلقت أبحاثها في تقنيات الجيل الخامس (5G) للمرة الأولى العام 2009 ورصدت حتى الآن استثمارات تصل قيمتها إلى 600 مليون دولار أميركي، كما نجحت شركتنا بافتتاح 11 مركز أبحاث في مجال تقنيات الجيل الخامس في دول مختلفة من العالم، وتتعاون في هذا المجال مع أكثر من 30 شركة اتصالات حول العالم بما فيها منطقة الشرق الأوسط. وكانت «هواوي» أول شركة تعلن بالتعاون مع شركائها العام 2017 عن إطلاق شبكات الجيل الخامس (5G) التي تسبق العمليات التجارية، وستواصل شركتنا العام 2018 المضي قدماً لإنجاز «السلسلة الصناعية» Industry Chain وإتمام اختبارات قابلية التشغيل قبل أن تعلن مجدداً عن إطلاق المرحلة الأولى من العمليات التجارية الخاصة بهذه الشبكات.
 
ولعلّ الأمر الأبرز الذي ينبغي التركيز عليه هو أن جميع قادة قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات من مزودين للخدمة ومشرعين وموفرين للحلول، قد أجمعوا خلال نسخة العام الحالي من «قمة سامينا لقادة قطاع الاتصالات» على أن حقبة شبكات الجيل الخامس قد بدأت فعلياً، وأنه يجب على كافة المعنيين والمهتمين العمل معاً استعداداً للمستقبل، وهو مستقبل يعتمد على الشراكات وتقوده التقنيات، ولاسيما تقنية الجيل الخامس (5G).
 
شارلز يانغ هو رئيس "هواوي" في منطقة الشرق الأوسط