في كل مرة نلتقي ناصر النويس نتوقع جديداً يضيفه إلى سجل نجاحاته، فالرجل لا يملّ استكشاف واقتناص فرص تطوير وترسيخ موقع شركة روتانا للفنادق ليس في أسواق المنطقة وحسب، بل في الأسواق الإقليمية والعالمية. وهو بالفعل بدأ في ذلك من خلال فندقين جديدين في تركيا وآخر في أفريقيا. واضح إصرار النويس على النجاح والاستمرار متسلحاً بشغفه بعالم الضيافة وإيمانه بقدراته وقدرات موارده البشرية التي يعتبرها الأساس في كل شركة.
والجديد الذي كشف عنه رئيس مجلس إدارة روتانا في حديث مع الاقتصاد والأعمال هو أن "العين حالياً على أوروبا التي للعمل فيها نكهة خاصة وتحدٍ من نوع آخر".
يقول ناصر النويس: "بداية هذه السنة افتتحنا ثلاثة فنادق في دبي وأبو ظبي، وحتى نهاية السنة سيكون هناك أكثر من سبعة فنادق ما يرفع عدد الفنادق التي سيتم افتتاحها هذا العام إلى عشرة موزعة على المملكة العربية السعودية (الرياض والخبر)، تنزانيا، إسطنبول (فندقان أرجان وسنترو)، كما سنفتتح فندقاً ثانياً من علامة أرجان في أبو ظبي قرب فندق الشاطئ روتانا". ويضيف: "حالياً لدى المجموعة 61 فندقاً، وحتى آخر السنة سوف يكون لديها 69 فندقاً وفي حلول العام 2020 سيرتفع العدد إلى نحو 100 فندق".
وعن الانتشار في أوروبا يقول النويس: "لا تزال العين على أوروبا، ولكن ليس من السهل دخول أوروبا كمشغل، والأهم بالنسبة إلينا كمجموعة وجود مستثمرين يريدون الاستثمار فيها. فمن ناحية الإدارة فقط صعبة ولكن المساهمة في الاستثمار والإدارة ممكن أن تكون أسهل، ولكننا دخلنا أوروبا الشرقية وسنفتتح أول فندق في البوسنة والهرسك خلال هذه السنة، وهناك اهتمام بأفريقيا وأوروبا الشرقية، وسوف نشهد تطوراً بالنسبة الى العلامة في هذه المنطقة ولدينا اهتمام كبير طبعاً بتركيا حيث سنفتتح فندقين جديدين في الجزء الأوروبي من إسطنبول بعد افتتاح فندقين في الجانب الآسيوي.
فندق جديد في مصر
وعن العقد الذي وقّعته المجموعة في مصر يقول النويس: "وقعنا عقد فندق يضم نحو 200 غرفة في التجمع الخامس تحت علامة روتانا وأعتقد أن مصر سوق واعدة والقاهرة مهمة جداً بالنسبة إلينا، حتى عندما تأثرت بعض الوجهات في مصر كان التأثير على القاهرة محدوداً".
وعن سوق الإمارات يقول النويس:" هناك إقبال على الإمارات التي هي في اعتقادي، بالنسبة الى الدول العربية، تأتي في المرتبة الأولى سياحياً فدبي وأبو ظبي ورأس الخيمة والفجيرة وعجمان تستقطب أكثر من 20 مليون سائح. ففي دبي وحدها بلغ عدد المقيمين في الفنادق والشقق الفندقية نحو 15 مليون زائر، وهذا الرقم ممتاز كما إنها تشهد نمواً في حدود 5 في المئة في عدد السائحين".
أما عن نسب الإشغال فيصفها النويس بالجيدة إذ تتراوح ما بين 70 و75 في المئة ولكن المشكلة في أسعار الغرف التي شهدت تراجعاً نتيجة العرض الزائد والمنافسة، ونسعى لتغطية هذا التراجع من خلال التسويق وزيادة عدد الزوار، كما إن هناك مشكلة المواسم أيضاً ففترة الربيع والشتاء تعتبر مواسم جيدة ولكن ما يؤثر على نسب الإشغال هي فترة الصيف، وهي طويلة نسبياً، لكنه يوضح أن زيادة الطلب لم تكن لتؤثر لو أن المنطقة لا تعاني من بعض الأحداث، ولكن ما يحدث في بعض الدول العربية يؤثر على صورة المنطقة ككل ما ينعكس سلباً على القطاع.
نمو كبير من الصين
عن مدى أهمية السوق الخليجية بالنسبة الى الإمارات يقول النويس:" لا تزال السوق السعودية مهمة جداً للإمارات كذلك الأمر بالنسبة إلى السوق الكويتية وأعتقد أن السوق الخليجية تمثل ما بين 25 إلى 30 في المئة من عدد السياح. أما عن الأسواق الأخرى ومنها الأسواق الأوروبية فهي مهمة أيضاً كذلك الأمر بالنسبة الى السوق الأوروبية، الدول الآسيوية وروسيا والتي هي المناطق الأربع الرئيسية المصدرة للسياح إلى الإمارات، كما إننا نشهد نمواً كبيراً وسريعاً من الصين".
وعن مدى تأثر السياحة بانخفاض أسعار النفط وتقلب سعر العملات، يشير النويس إلى أن تحسّن أسعار النفط يؤدي إلى ظهور مشاريع جديدة وتحسن في الدورة الاقتصادية ونتائج ذلك بدأت تظهر بشكل أوضح في أبوظبي التي تعتمد في اقتصادها على النفط أكثر من دبي".
وعن المنافسة يرى ناصر النويس أن المنافسة تعطينا دفعاً أكبر وتساعدنا على تحسين منتجاتنا وخدماتنا، وبالمقارنة مع غيرنا من الشركات الفندقية من الممكن ألا نكون الأفضل ولكننا على الأقل بنفس المستوى بالنسبة الى العمليات، أما بالنسبة الى الطعام فنحن ممتازون، نحن من المنطقة ونعرف ما يطلبه سكانها وزوارها، بالنسبة إلينا المنافسة العادلة والشريفة لا تؤثر علينا بل تزيد من قدراتنا وانتاجيتنا واهتمامنا."
أما بالنسبة إلى التحديات فيقول النويس: "أكبر التحديات التي تواجهها المنطقة سياحياً هي المشاكل السياسية، فعلى سبيل المثال نحن تأثرناً كثيراً في أربيل، لبنان، سورية ومصر. فكل الاضطرابات التي حصلت في المنطقة أثرت علينا كثيراً، ولكن تنوع الأسواق ساعدنا كي نستمر في هذا القطاع".
رؤية 2030 وروتانا
وعن دور روتانا في السعودية ولاسيما مع رؤية 2030، يقول النويس:" المملكة العربية السعودية مهمة جداً واهتمامنا بها سياسة ثابتة انتهجناها منذ سنوات، حيث افتتحنا فنادق في مكة وجدة والرياض والخبر والمدينة. فالمملكة دولة كبيرة غنية بمواردها ومع الخطط الجديدة ولاسيما تلك المتعلقة بالترفيه التي ظهرت مؤخراً، نجد أنها تتكامل مع الفنادق، وأتوقع في القريب العاجل أن تنمو الأمور بسرعة.
لا يخفي ناصر النويس إيمانه بكوادره البشرية، "باعتقادي الموارد البشرية هي نقطة الأساس وهي العمود الفقري ومصدر الوحي، هي أساس نجاح المؤسسة وعندما يهتم صاحب العمل بها ويقدرها تعطيه من طاقاتها أكثر. فعملية الاهتمام بالإنسان وإدارته بطريقة صحيحة هما سر نجاح المؤسسات ونحن سر نجاحنا الموارد البشرية ".