يارا عشي
ضمّ معرض (منتجين (2020 الذي نظمته المجموعة العربية للمعارض في دمشق 137 منتجاً من مدينة حلب يمثلون77 شركة مختصّة بإنتاج الألبسة والمفروشات والصناعات الغذائية والعصائر وصابون الغار، وشكّل نافذة لتصريف بضائعهم والالتقاء بزبائن محتملين في ظل جمود اقتصادي تعاني منه السوق السورية أسوةً بالأسواق العربية.
(المنتج بطل حقيقي) كان عنوان المعرض الذي شارك فيه منتجون شباب، أكاديميون، شقّوا طريقاً وسط الدمار ليؤسسوا شركات متوسطة وصغيرة وورش عمل تنتج بضائع ذات جودة عالية وبأسعار منافسة تعيد الألق للصناعة الحلبية المشهورة عربياً وعالمياً.
وعلى هامش المعرض نُظّم لقاءُ عمل للعارضين مع تجار من عدّة مدن سورية لإتاحة فرص للتعاون وتبادل الخبرات في مجال تطوير الأعمال وكيفية تسويق المنتجات وعقد صفقات توريد البضائع. واستطاع المنتجون المشاركون في المعرض وبدعم من اتحاد الغرف السورية وغرفتي تجارة دمشق وحلب الحصول على موافقة الحكومة السورية لإعفائهم بالكامل من الرسوم لمدة عام.
الرئيس بشار الأسد زار المعرض، ترافقه عقيلته السيدة أسماء الأسد، والتقى بالعارضين ووقف على ظروف الانتاج والصعوبات التي تواجه المنتجين. وحفّز العارضين على المضي قدماً للانتقال إلى مراحل أخرى متقدمة في التصنيع وتوسيع الانتاج والتسويق.
"الاقتصاد والأعمال" التقت محمد أبو الهدى اللحام رئيس اتحاد الغرف السورية ورئيس غرفة تجارة دمشق الذي أكّد أن الصناعيين الحلبيين عرضوا منتجات ذات جودة عالية وأسعار منافسة من شأنها تنشيط عملية البيع فيما لو انتقلت إلى أسواق المدن السورية، مؤكداً أن اتحاد الغرف السورية سيسهم في التعريف بمنشآتهم ومنتجاتهم في المدن السورية كافة للانطلاق نحو البيع المباشر. وأضاف أن تجار وصناعيي سورية يعملون في ظروف صعبة للغاية تشملها مقاطعة دولية تمنع حتى البواخر من التوقف في المرافئ السورية. وأن معظم مستوردات سورية التي كانت تأتي عن طريق مرفأ بيروت توقفت، وتمنى اللحام على الحكومة السورية تذليل الصعوبات الداخلية عن طريق تسهيل عمليات التصدير ومنح القروض لصغار الكسبة وتخفيف الروتين وتطوير آلية الدفع وتسريع عملية فتح الاعتمادات المصرفية. كما أكّد على ضرورة تحسين أداء المرافئ السورية وكسر الروتين وتخفيض الرسوم الجمركية، مؤكداً أن هذه الاجراءات ستنشط التصدير وبالتالي تجلب القطع الأجنبي وتحرك عجلة الاقتصاد السوري.
· المصنّع ماهر خوري ( شركة خوري للجينز) قال: أن الأمور باتت صعبة للغاية بسبب العقوبات الأمريكية والحصار وأبرز ما يعيق عملنا هو توفير المواد الأولية وضعف القوة الشرائية في السوق السورية نتيجة ارتفاع الأسعار وهذا ما يضعنا أمام مشكلة تصريف البضاعة. لدينا قدرة لإنتاج 30 ألف قطعة شهرياً ومبيعاتنا لا تتجاوز ألف قطعة. هدفنا حالياً هو توسيع تواجدنا في الأسواق المجاورة مثل لبنان والعراق والأردن. وبفتح الطريق الدولي ننظر إلى السعودية باعتبارها السوق الواعد حالياً.
· سونالي غزل تمتلك ورشة صغيرة في حلب قالت لـ "الاقتصاد والأعمال" أن الطلب الكبير على مادة المارشميلو مع توقف الاستيراد وارتفاع الأسعار وعدم توفر انتاج نوعي في سورية كان دافعاً لتجربة تصنيع هذه المادة بنكهات مختلفة مثل الفستق الحلبي والورد الجوري وغيرها. وأن منتجها لاقى رواجاً في حلب رُغم الكميات المحدودة التي تنتجها وتغلفها يدوياً. كما تلقّت خلال أيام المعرض طلبات لشراء كميات كبيرة ، ما جعلها تفكر بتوسيع الانتاج. وأضافت غزل أنها لا تريد تحويل منتجها إلى تجاري بل ترغب في الحفاظ على التغليف اليدوي الذي يميّزه.
· وفي لقاء مع عامر حموي رئيس غرفة تجارة حلب أكّد أن فكرة المعرض جاءت لتكريم العائلات التي بقيت في حلب خلال الأزمة فنفضت غبار الحرب وأقامت ورشاً صغيرة في ظل ظروف معيشية صعبة لتعيد دورة الانتاج الصناعي. وقال أن هؤلاء المنتجين يرغبون بالاستمرار رغم العقوبات الاقتصادية الجائرة على سورية والصعوبات التي تواجههم في كل أعمالهم من تأمين مواد أولية إلى المعاملات البنكية وتأمين المشتقات النفطية ومعوقات التصدير. والأهم خسارة زبائن مثل الشركات الأوروبية التي كانت تستورد المنتجات السورية وتمتنع حالياً بسبب العقوبات.