Bentley: نتائج قياسية في 2021
ومشروع شراكة مرتقب في البنية التحتية للسيارات الكهربائية في المنطقة

29.03.2022
آلن فافي
ريتشارد ليوبولد
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email
خطار زيدان

حققت "بنتلي" خلال العام 2021 نتائج قياسية في أرباحها التشغيلية، بلغت 389 مليون يورو، وفي حجم مبيعاتها التي وصلت إلى 14,659 سيارة، بنمو نسبته 31 في المئة مقارنة بالعام الذي سبق، وذلك على الرغم من التحديات الكبيرة، والتي تمثلت باستمرار تداعيات جائحة كورونا، والنقص الكبير في الشرائح الإلكترونية التي تُستخدم في صناعة السيارات وغيرها من الصناعات.

وتأتي هذه الأرقام في وقت أعلنت فيه الشركة البريطانية الفاخرة تسريع برنامجها الطموح Beyond 100، والتي تلتزم "بنتلي" من خلاله إرساء معايير الاستدامة في قطاع التنقّل الفاخر والحياد الكربوني التام في حلول العام 2030، وإطلاق طراز كهربائي جديد كل سنة بدءاً من العام 2025، واستثمارات مستدامة بقيمة 2.5 مليار جنيه إسترليني (3 مليارات يورو) لتحقيق هذه الاستراتيجية.

هذه المواضيع، إضافة إلى تواجد "بنتلي" في أسواق الشرق الأوسط، شكلت محور اللقاء الذي أجراه "الاقتصاد والأعمال" مع عضو مجلس إدارة "بنتلي" العالمية للمبيعات والتسويق آلن فافي أثناء زيارته أخيراً إلى دبي، والمدير الإقليمي لشركة "بنتلي" في المملكة المتحدة والشرق الأوسط وأفريقيا، ريتشارد ليوبولد، وهنا نص الحوار:

 

-       حققت "بنتلي" نتائج قياسية في الأرباح والمبيعات في العام 2021، على الرغم من تداعيات جائحة كورونا والنقص الحاصل في الشرائح الإلكترونية. ما هي الأسباب وراء هذه النتائج؟

بعد النمو الكبير في مبيعات العام 2020، حققت "بنتلي" نتائج قياسية تاريخية في نتائج العام 2021، ووصلت مبيعاتنا إلى نحو 15 ألف سيارة، والسبب يعود إلى نجاح العلامة على الصعيد العالمي، والطلب المرتفع على المنتجات الفاخرة عموماً، وخصوصاً على تشكيلة سيارات "بنتلي" الفاخرة، والتي تتحلى بكل المواصفات التي يطلبها أصحاب الذوق الرفيع وعشاق الفخامة في مختلف دول العالم. 

-       كيف تفسرون الطلب العالي على المنتجات الفاخرة، وخصوصاً السيارات منها، في حين أن صناعة السيارات بشكل عام تمر بفترة صعبة؟ وكيف تعاملتم مع النقص الحاصل في الشرائح الإلكترونية؟

لم يشكل النقص في الشرائح الإلكترونية أزمة بالنسبة لنا. نحن جزء من مجموعة "فولسفاغن"، وهذا يُعد عاملاً إيجابياً جداً، وقد أعطت المجموعة الأولوية في توزيع الشرائح المتوفرة لديها على العلامات التجارية الأكثر ربحية، وبما أننا علامة فاخرة ونحقق أرباحاً تشغيلية عالية مقارنة بعلامات المجموعة الأخرى، فقد حصلنا على معاملة تفضيلية، ولهذا لم نتأثر بالأزمة مثل باقي الشركات، كما إن الطلب على العلامات الفاخرة كان قوياً جداً حتى قبل حصول الجائحة، وتسارع خلالها. أحب الناس أن يكافئوا أنفسهم، واعتبر أصحاب الثروات خلال أزمة كوفيد-19 أن الحياة قصيرة وينبغي الاستفادة منها، خصوصاً أن إمكانية السفر كانت معدومة في ذلك الوقت.

-       ما هي توقعاتكم بالنسبة لاستمرار أزمة النقص في الشرائح الإلكترونية؟

أعتقد أن النقص في الشرائح الإلكترونية أثّر سلباً على حجم الإنتاج للعديد من منافسينا، وبالتالي أصبحت فترات تسليم السيارات أطول، وهذا إيجابي في سوق المنتجات الفاخرة، لأن الفخامة تعني التفرد والتميز والرغبة في تملك المنتجات النادرة، وكلما كانت هناك صعوبة في الحصول على المنتج كلما كانت هناك رغبة أكبر في الحصول عليه. أعتقد أن الأمور ستستمر في هذا المنحى لمزيد من الوقت، وقد يكون الطلب على السيارات الفاخرة أكبر من الطاقة الإنتاجية، وبالتالي سيكون وقت التسليم أطول، وهذا سيخلق المزيد من الرغبة بمنتجاتنا.

-       كيف توزعت مبيعات "بنتلي" العالمية على مختلف الأسواق والمنتجات؟

من أهم عناصر القوة لدى "بنتلي" عدم اعتمادها في مبيعاتها على منتج محدّد، أو على سوق معيّنة، كما يفعل العديد من المنافسين. لدينا نوع من التوازن في حجم المبيعات بين مختلف الأسواق، وتبلغ مبيعاتنا في السوقين الرئيسيين الصين وأميركا أكثر من نصف مبيعاتنا الإجمالية، أي نحو 4 آلاف سيارة في كل سوق، وتأتي أوروبا في المرتبة الثالثة، وبعدها، في المركز الرابع، أسواق الشرق الأوسط ودول آسيا والمحيط الهادئ. لدينا توازن في توزيع المبيعات في مختلف مناطق العالم، وكل منتج لديه القوة نفسها في أميركا أو الصين أو هنا في الشرق الأوسط، وهذا إيجابي بالنسبة لنا.

 

دور رائد في الابتكار والتنقل الفاخر المستدام

 

 

-       ما هي القيمة المضافة التي تقدمها "بنتلي" لعملائها مقارنة بالعلامات الفاخرة الأخرى؟

  لكل علامة قصة خاصة بها، وتاريخ مُعيّن. إن "بنتلي" لها تاريخ وإرث مميزين. إنها قصة شغف، وهي تُعدّ تركيبة فريدة من الأداء، الراحة، الفخامة، الحرفية، والخصوصية، وأعتقد أن هذا الإرث الغني الفريد هو ما يُميّزنا.

-       كيف تُعرّف "بنتلي" اليوم، هل ما زالت علامة بريطانية أو ألمانية، كونها تنتمي إلى مجموعة فولسفاغن؟

"بنتلي" هي حكماً علامة بريطانية، وستبقى كذلك، ونحن فخورون بذلك. أعلنّا أن أول سيارة كهربائية سيتم إطلاقها في العام 2025، سيتم صنعها في مصنعنا في "كرو"، حيث الإتقان في الجودة والتصاميم والمواد المستخدمة، وهذا يشكل فرادة في عالم صناعة السيارات الفاخرة. يتوارث العاملون في المصنع هذا الإرث الغني من جيل إلى آخر، وينقلون معه مهاراتهم. إنها الخبرات المتوارثة التي تميّز هذا المصنع والمنتجات التي تخرج منه، هذا الإرث الغني هو ما يجعل من بنتلي مميزة.  

-       أعلنتم عن التحوّل إلى إنتاج السيارات الكهربائية بشكل كامل بحلول العام 2030، كيف تتوقعون انعكاسات هذا التحول الرئيسي على الشركة؟

يتوقع منا العملاء في صناعة السيارات الفاخرة تحقيق الاستدامة، ومن المهم جداً بالنسبة لنا الالتزام بهذا الاستحقاق. وقد أعلنا أنه سيتم طرح السيارة الكهربائية الأولى لـ "بنتلي" في العام 2025 ويتبعها طرح آلاف السيارات الكهربائية الجديدة لاحقاً. هذا يؤكد على قدرات "بنتلي" على الابتكار، وعلى دورنا الرائد في قطاع التنقّل الفاخر المستدام.

-       هل تعتقدون أن السيارات الكهربائية ستقدم نفس متعة القيادة والقدرات التي تقدمها سيارات "بنتلي" الحالية والمزودة بمحركات ذات قدرات عالية W12 أو V8؟

لست قلقاً من أن السيارات الكهربائية لن تكون على مستوى السيارات الحالية لناحية الأداء أو الفخامة أو الراحة. لدينا خبرات عريقة في المزج بين هذه العناصر الرئيسية وترجمتها في منتجات "بنتلي"، وهذا ما سيلمسه عملاؤنا المميزين في السيارات الكهربائية.

-       هل من تزامن بين عمليات التحول إلى الدفع الكهربائي مع تطوير تقنيات القيادة الذاتية في سيارات "بنتلي"؟

لا شك أن العمليتين مهمتين، وتسيران معاً، ولكن بوتيرة مختلفة. السيارات الكهربائية مهمة في الحد من الانبعاثات الضارة، وحماية البيئة، كما أن القيادة الذاتية تمثل التوجه للمستقبل، لكن البعيد نوعاً ما. نؤكد التزامنا بالمسارين، لكن التركيز اليوم على السيارات الكهربائية أكثر، بانتظار نضوج تقنيات القيادة الذاتية، وهذا يتطلب وقتاً أطول، وليس لدينا توقيت محدد بعد.

-       هل تتوقعون تحقيق الأهداف التي وضعتها خطة Beyond 100 حسب البرنامج المخطط له؟

بالطبع. نحن ملتزمون بهذه الاستراتيجية. لقد أطلقنا مرحلة تحوّلية أساسية في تاريخ الشركة الطويل والمبهر. الأهداف التي أعلنّا عنها بخصوص الاستدامة واضحة جداً. تلتزم "بنتلي" إطلاق أول طراز كهربائي في العام 2025 من مصنعها في "كرو" في إنكلترا، وطرح طراز جديد كل عام، لتصبح منتجاتها كافة كهربائية مع بلوغ العام 2030، كما خصصت الشركة استثمارات مستدامة بقيمة 2.5 مليار جنيه إسترليني لتنفيذ هذه الاستراتيجية، وتنفيذ عملية إعادة ابتكار أساسية للبنية التحتية التصنيعية في "كرو"، لتُصبح منشأة تصنيع رقمية، مرنة وعالية القيمة مع انبعاثات معدومة مضرة بالبيئة. إن أرباحنا إيجابية، ونحن واثقون من قدراتنا على تحقيق الأهداف لناحية حجم المبيعات، والأرباح.

 

بيع 950 سيارة "بنتلي" في الشرق الأوسط في 2021

 

 

-       تشكل أسواق الشرق الأوسط نسبة 6 في المئة حالياً من مبيعات "بنتلي" العالمية. كيف كان الأداء خلال 2021، وكيف تتوزع المبيعات على مختلف الطرازات؟

حققت "بنتلي" نمواً مهماً في مبيعاتها في أسواق الشرق الأوسط خلال العام الماضي، وبلغت 950 سيارة. واللافت في أسواق المنطقة، أن المبيعات موزعة على مختلف الطرازات، ولدينا نحو 50 في المئة منها من حصة طرازات "بنتايغا" Bentayga، و30 في المئة من طراز "فلاينغ سبير" Flying Spur من 4 أبواب والباقي من نصيب السيارات الرياضية من بابين. نتوقع نمواً مستداماً خلال العام الحالي. هذه السوق مهمة بالنسبة لنا، ليس فقط من حيث حجم المبيعات وانما أيضاً لناحية قيمة السيارات، لدينا حصة مهمة من مبيعاتنا من السيارات المجهزة بمواصفات وتجهيزات خاصة حسب الأذواق، لشريحة متنوعة من العملاء، خصوصاً فئة الشباب.

-       ما هو نوع التحديات التي ترونها في المنطقة في إطار التحول السريع إلى السيارات الكهربائية؟

لم نكن نتصور منذ سنوات قليلة ماضية أن بإمكان أسواق الشرق الأوسط أن تكون جاهزة لاستقبال السيارات الكهربائية، لكن الأمر اليوم اختلف، وبسرعة فائقة، ليس فقط من خلال زيادة الاهتمام بالسيارات الكهربائية، وانما أيضاً من خلال وعي العملاء وإدراكهم لأهمية الابتكار والتطور الحاصل. توقيتنا جيد في العام 2025، واعتقد أن العديد من الأمور ستكون قد توضحت، والجاهزية ستكون أفضل.

التحول نحو كهربة المحركات هو توجه عام، وهذا الأمر حتمي، ولا مهرب منه، وعلينا الاستعداد لذلك. الوقت مناسب بالنسبة لنا، لدينا 3 سنوات قبل طرح الطراز الكهربائي الأول من "بنتلي" والأمور ستتطور خلال هذه الفترة.

-       كيف تتوقعون ردة فعل أسواق دول المنطقة على طرح السيارات الهجينة، الذي بدأتموه من خلال طرح طراز "بنتايغا" الهجين أخيراً، وطراز "فلاينغ سبير" الهجين الذي سيتم طرحه خلال العام الحالي؟

سيتم خلال هذا العام طرح سيارة "فلاينغ سبير" الهجينة القابلة للشحن Flying Spur PHEV، لتُضاف إلى مركبة "بنتايغا" الهجينة القابلة للشحن Bentayga PHEV التي تم طرحها في وقت سابق. نحن متحمسون، وشركاؤنا أيضاً جاهزون ومتحمسون، والعملاء ينتظرون اختبار هذه الإصدارات الجديدة. نتوقّع أن تصل مبيعات السيارات الهجينة لدى "بنتلي" هذا العام إلى نسبة 20 في المئة من إجمالي المبيعات، ونحن واثقون أننا على الطريق الصحيح.

 

مشروع استثماري مشترك مع علامات مجموعة VW في البنية التحتية للسيارات الكهربائية

 

 

-       هل من نيّة أو توجه للاستثمار في محطات شحن مخصصة لسيارات "بنتلي" في الأسواق العالمية أو أسواق دول المنطقة، سواء بشكل مباشر، أو من خلال شراكات مع جهات محلية أخرى؟

كما تعلمون، نحن ننتمي إلى مجموعة "فولسفاغن" العالمية، وهذا يشكل قوة بالنسبة لنا، والتواجد القوي في المنطقة لعلامات المجموعة الأخرى مثل "أودي" و"بورشه"، وغيرها، يعطينا دفعاً للعمل معاً في هذا الإطار.

-       هل بدأتم بالتحضير لشيء ما في هذا الخصوص؟

لدينا مشروع مشترك نعمل عليه. سيكون هناك استثمار مباشر للمجموعة في المنطقة، وسوف نستفيد من قوتنا كمجموعة كبرى للسيارات.

 

فرص نمو كبيرة في السوق السعودي

 

 

-       هناك تحولات اقتصادية مهمة في المملكة العربية السعودية، نحو المزيد من الانفتاح والتنوع الاقتصادي والنمو. كيف تنظرون إلى هذا السوق وفرص "بنتلي"؟

تُعدّ المملكة العربية السعودية سوقاً مهماً جداً بالنسبة لعلامة "بنتلي"، وهي ثاني أكبر أسواقنا في المنطقة بعد الإمارات العربية المتحدة، ونتوقع المزيد من النمو في هذا السوق، في ظل النمو الحاصل في الاستثمارات، وخطط التحول ورؤية 2030، والسماح للمرأة بالقيادة، ومع توسعنا في السوق. لدينا حالياً 3 مراكز في المملكة لتمثيل "بنتلي"، وهذه قاعدة مهمة للانطلاق.

-       كيف تفسرون أن مبيعات السوق السعودي التي تعد الأكبر في المنطقة، تأتي في المركز الثاني وليس المركز الأول؟ وما هي العوائق التي تحول دون ذلك؟

نحن على الطريق الصحيح. نعلم أن إمكانات السوق السعودي كبيرة، وهو السوق الأكبر والأغنى في المنطقة، وقد قمنا بتغيير شريكنا في العام 2019، ونعمل مع الشريك الجديد، شركة "ساماكو" لتقوية تواجدنا، وكلنا ثقة أن الأمور تسير نحو الأفضل. وقد تم الإعلان أخيراً عن استثمارات لافتتاح صالة عرض جديدة في الرياض، ولدينا مراكز خدمات جديدة في مناطق المملكة الرئيسية، ونحن على ثقة بأن مبيعات "بنتلي" سوف تنمو. شريكنا يريد أن يكون الأفضل ويعمل لتحقيق ذلك، كما تمّ تشكيل فريق عمل متخصص صاحب خبرات عريقة لإدارة العلامة لدى "ساماكو".

-       هل من سياسة عامة بأن تكون "بنتلي" تحت مظلة وكلاء "فولسفاغن"؟

لا، ليس بالضرورة. نقوم بذلك حيث تكون الحاجة. نحن نبحث دائماً عن أفضل الشركاء.

-       هل السوق الروسية سوقاً مهمة بالنسبة لكم، وهل اتخذتم خطوات معينة رداً على التطورات الحاصلة بين روسيا وأوكرانيا؟

تبلغ مبيعاتنا في روسيا 300 سيارة، ولقد توقفنا حالياً عن تزويد السوق بسيارات "بنتلي"، وأوقفنا عمليات البيع، بانتظار تطور مسار الأمور.

-       أعلنت السعودية عن إلزام الشركات الأجنبية في المنطقة أن يكون مقر مكاتبها الإقليمية في المملكة بدءاً من العام 2024، كيف تحضرون لهذا الاستحقاق؟

 سوف نتعامل مع هذا الأمر في حينه.