الجزائر: شيفرون في طريقها
لولوج قطاع النفط

17.02.2023
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email

تأمل الجزائر التوقيع على سلسلة من الاتفاقيات مع عملاق الصناعة النفطية الأمريكي شيفرون في غضون السنة الجارية.

المفاوضات بين سو ناطراك و الشركة الأمريكية تجري في هذه المرحلة حول تحديد المناطق التي يمكن أن يتم فيها التنقيب و الاستكشاف عن النفط في الجزائر خاصة في الصحراء الجزائرية حيث تتوطن أهم حقول الغاز والنفط الجزائرية خاصة في حاسي بركين و منطقة غورارة وحقل أوهانت و هي حقول معروفة باحتياطاتها من الغاز الطبيعي و من الغاز الصخري.

حتى الآن المباحثات بين الطرفين تجري على تحديد مناطق الاستكشاف والتنقيب عن المحروقات التقليدية النفط السائل والغاز الطبيعي وغاز النفط السائل.

غير أن العديد من الأطراف أشارت إلى مسألتين، تتعلق الأولى بنشاط المؤسسة الأمريكية شيفرون التي لها باع كبير في مجال الغاز الصخري في الولايات المتحدة وفي العالم بصورة عامة.

المسألة الثانية وتخص التعديلات التي أحدثتها الجزائر في قانون المحروقات والتي يسمح نظرياً في التنقيب والاستكشاف في المحروقات غير التقليدية.  فهل المفاوضات بين الجزائر والولايات الأمريكية تشمل هذا الجانب أم لا؟ حتى لم يفصح الطرفان عن المجالات التي يشملها الاتفاق المزمع توقيعه.

المحروقات غير التقليدية أو الغاز الصخري مسألة جدلية بامتياز فمن جهة نجد دعاة ضرورة الاستفادة من هذه الثروة الهائلة و التي تعتبر الثالثة من حيث الحجم في العالم باحتياطي تقديري يصل إلى حوالي 20 ألف مليار متر مكعب أي ما يعادل استهلاك دولة كفرنسا للغاز الطبيعي لمدة 500 سنة كاملة.

في الجهة المقابلة هناك أطراف ليست بالقليلة ترفض فكرة استغلال الغاز الصخري جملة وتفصيلا لأسباب مرتبطة بمخاطر البيئة في منطقة تعاني هيكلياً من الشح المائي ومن المعروف أن التكنولوجيا المستعملة لاستخراج الغاز الصخري تتطلب كميات كبيرة من المياه.

المؤكد في هذه المرحلة أن الجزائر لم تحسم أمرها بصورة واضحة ويعتقد العديد من متتبعي صناعة المحروقات أن الجزائر مضطرة في الأمد المتوسط للبحث عن مصادر طاقة جديدة قد تكون الغاز الصخري أو الطاقات المتجددة كالطاقة الشمسية.

المباحثات بين الطرفين تأتي بعد حث الإدارة الأمريكية الشركات النفطية على تكثيف أنشطة البحث والتنقيب عن المحروقات في ظل الظروف الراهنة والتي تتميز بشبح ندرة المحروقات على الصعيد العالمي و إدارة جو بايدن تريد تفادي ارتفاع أسعار المحروقات.

فارس مارسيلي