عندما كانت الليرة اللبنانية الرابعة عالمياً

23.02.2023
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email

كثرة من اللبنانيين وغير اللبنانيين ، خصوص من الأجيال الناشئة ، لا تعي حجم القوة المالية التي كان يحوزها لبنان ، ولا تدرك ما كانت عليه مكانة الليرة اللبنانية وتموقعها في المرتبة الرابعة عالميا .

كتبت صحيفة " الحياة " اللبنانية في عددها الصادر في العشرين من شباط / فبراير 1965 ما يلي :

" وصل إلى الدوائر الرسمية تقرير القسم المالي في الأمم المتحدة ، وقد احتل لبنان بين البلدان الستة الأوائل المقام الرابع عالميا والأول في الشرق الأوسط ".

وأفضى  تصاعد القوة المالية اللبنانية إلى منتصف السبعينيات من القرن العشرين ، بصناديق المال العالمية ودول مثل الهند وكندا لأن تقترض من لبنان ومصارفه ، والعودة إلى تلك المفاصل تُظهر التالي :

ـ 1 ـ " البنك الدولي " : كشفت صحيفة " النهار " اللبنانية (1ـ12 ـ 1972) عن اتصالات " مع كبار المسؤولين في صندوق الضمان الإجتماعي حول إمكان إقراض الصندوق للبنك الدولي مبلغ 30 مليون دولار بالليرات اللبنانية " وفي التاسع من كانون الأول / ديسمبر 1972ذكرت صحيفة " الأنوار " البيروتية أن رئيس الجمهورية " سليمان  فرنجية بحث مع رئيس جمعية المصارف جوزيف جعجع القرض الذي ستمنحه المصارف إلى البنك الدولي بالليرة اللبنانية، وأعلن جعجع ( " الأنوار" 28 ـ 12 ـ 1972) بعد زيارته للرئيس سليمان فرنجية " تم الإتفاق مع البنك الدولي لإقراضه ".

ـ 2 ـ الهند:  قالت صحيفة " الأنوار " البيروتية في الثاني عشر من كانون الأول/ ديسمبر 1972 " تم أمس في فندق فينيسيا توقيع اتفاقية قرض بمبلغ 15 مليون ليرة لبنانية ، ويُعتبر هذا القرض الأول من نوعه بإعتبار أنه أعطي وسيُسترد بالعملة اللبنانية " وفي التاريخ نفسه تناولت صحيفة " النهار" الإتفاقية  المذكورة فأشارت إلى" توقيع اتفاق القرض الذي أصدره بنك المشرق لمصلحة بنك الدولة الهندي لمدة 5 سنوات بمبلغ 15 مليون ليرة لبنانية ".

ـ 3 ـ كندا : نسبت صحيفة " النهار" في الثامن والعشرين من تشرين الأول / اكتوبر 1972" إلى مصادر مصرفية  قولها " إن المسؤولين الكنديين أبدوا استعدادهم للإقتراض من لبنان وبالعملة اللبنانية " .

وفي تعليقها على الإقتراض الدولي بالليرة اللبنانية قالت صحيفة " القبس " الكويتية ( 29 ـ 3 ـ1973) " زاد إقراض البنوك اللبنانية للخارج  بالليرات اللبنانية، فتمت صفقة بين بنك المشرق وبنك الهند، وأعلن بنك عودة عن قرض لشركة رينو الفرنسية للسيارات ، وساهمت بنوك لبنانية اخرى في تقديم قرض كبير إلى البنك الدولي ".

وفي مفارقة بين أمس الليرة اللبنانية وواقعها الحالي كتب رئيس "مجموعة الإقتصاد والأعمال" رؤوف أبو زكي (19 ـ 5 ـ 1973) في صحيفة " النهار" فقال :

"  يجتاز الدولار في سوق بيروت المالية وضعا حرجا ، إن الأزمة لم تعد أزمة انخفاض في سعر الدولار في بيروت فحسب ، بل هي كذلك أزمة ارتفاع في قيمة الليرة اللبنانية ".

كان الدولار ينخفض والليرة ترتفع ، من يعيد لبنان إلى الوراء؟

توفيق شومان