حرية الرأي هي إحدى الأعمدة الأساسية للديمقراطية. لكن هذه الحرية من المُفترض أن تنتهي، عندما تبدأ حرية الآخرين، أو عندما تمسّ مشاعرهم أو وجدانهم ومقدساتهم بقسوة. عندها تصبح الحرية نوعاً من أنواع العنصرية التي تدل على الحقد والكراهية والتطرف ومن شانها ان تجر الى ردود وردود فعل غير محسوبة ممن مست شعائرهم ومقدساتهم باسم الحرية.
واذا كان البعض في الغرب يمارس هذا النوع من الحرية بذريعة انها لاتخالف قوانين بلاده وتتماشى مع تراثها ، لكن مثل هذه الممارسات من شانها ان تمس في الجوهر مصالح بلادهم التي من واجب القانون ان يحميها ويحافظ عليها . ذلك ان إحراق نصوص دينية سلوك عديم الاحترام ومسيء، وما قد يكون قانونيا ليس بالضرورة لائقا. وقد يؤدي الى المزيد من التعصب والكراهية وبث الفتن والشرور. ولعل أن سماح السلطات السويدية لمتطرف بحرق المصحف وتمزيقه في عيد المسلمين؛ لهو دعوة صريحة للعداء والعنف وإشعال الفتن، وهو ما لا يليق بأي دولة متحضرة أو مسؤولة عن قراراتها.
العرب والمسلمون لا يكنون العداء للسويد واهلها، ويرتبطون معها ومعهم بعلاقات يسودها الاحترام، وهي صاحبة مبادرات سياسية مهمة في الشرق الأوسط، وتحظى الصناعات والبضائع السويدية بسوق هائل في الدول العربية والإسلامية، عدا عن وجود جالية إسلامية كبيرة في السويد يتجاوز عددها العشرة في المئة من مجمل السكان. لا يجوز ان تسمح السلطات السويدية لزمرة من العنصريين والحاقدين بتاجيج النزاع بين الطرفين والتاثير على حسن العلاقات بينهم. وخصوصا وان ارتكابات هؤلاء لاتنسجم بالضرورة مع مصالح السويد وامنها والقضاء والانسجام بين مكوناتها.