هل يستفيد لبنان قريباً
من ثروته النفطية؟

02.10.2023
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email

 

يترقّب اللبنانيون خلال الأسابيع المقبلة نتائج الحفر في البقعة النفطية رقم 9 على حدود البلاد الجنوبية مع إسرائيل، وسط اعتقاد بأن ذلك قد ينتشل لبنان من أزمته الاقتصادية.

وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2022 وقع لبنان وإسرائيل اتفاقا لترسيم الحدود البحرية بينهما، عقب مفاوضات غير مباشرة استمرّت عامين بوساطة أميركية إثر نزاع على منطقة غنية بالنفط والغاز الطبيعي بالبحر المتوسط تبلغ مساحتها 860 كم مربعاً.

وكان لبنان وقع في فبراير/ شباط 2018 عقداً مع ائتلاف شركات نفطية بقيادة "توتال" الذي يضم "إيني" الإيطالية و"نوفاتيك" الروسية التي انسحبت فيما بعد وحلت مكانها "قطر للطاقة"، للتنقيب عن النفط والغاز في مياهه الإقليمية.

والأسبوع الماضي، كشف وزير الطاقة اللبناني وليد فياض عن "تقدم ملموس" في قطاع الطاقة في لبنان، قائلاً: "قد نصل خلال 30 يوماً إلى اكتشاف بترولي في الرقعة رقم 9".

ووصلت منصة الحفر "ترانس أوشن" التي استأجرتها شركة "توتال إنرجي" إلى المياه الإقليمية اللبنانية، متجهة نحو المربع 9 جنوب البلاد في 15 أغسطس/ آب الماضي لبدء التنقيب.

وسبق هذه الخطوة، إنهاء السلطات اللبنانية كل الإجراءات والتراخيص اللازمة لبدء عمليات الاستكشاف، بالتعاون مع شركة توتال إنرجي.

وفي أغسطس الماضي أبدى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تفاؤله بأن تحمل "الفترة المقبلة بوادر خيرٍ تساعد البلد على معالجة الأزمات الكثيرة التي يعاني منها".

غير أن شركات التنقيب أوضحت أن لا نتائج مضمونة قبل نهاية العام الجاري، لحين الانتهاء من الحفر وفحص التربة والرواتب المستخرجة، والتي تبين توافر كميات تجارية من مصادر الطاقة التقليدية، من عدمه.

ووسط هذا التفاؤل الرسمي، رأى خبراء أن الاستفادة المباشرة للبنان من ثروته النفطية والغازية قد يستغرق وقتاً طويلاً يصل إلى 8 سنوات، ومرتبط بشكل أساسي بنتائج الحفر التي سيحصل عليها قبل نهاية العام الحالي.

 

نتائج الحفر أولاً

رأت مديرة معهد حوكمة الموارد الطبيعية لوري هابتايان أن "تصريحات المسؤولين الذين توقعوا قرب إنتاج الغاز الطبيعي، والتفاؤل المفرط ليس في محله، فالأمر يحتاج إلى وقت".

ولفتت هابتايان، في حديث إلى وكالة "الأناضول" للأنباء، إلى "أنه علينا أن ننتظر حتى تعلن الشركة المختصة عن نتائج الحفر وفي أي مرحلة وصلت... والأهم معرفة إن كانت الاحتياطات صغيرة أم كبيرة".

وأردفت: "في حال كان الاكتشاف قابلاً للتطوير والإنتاج، لا بد من معرفة إذا كان هذا الاكتشاف يوجد بكامله ضمن المناطق اللبنانية الخالصة أو المقسمة بينه وبين إسرائيل".

وتابعت: "إذا كان في المنطقة المقسمة مع إسرائيل، فينطبق عليه اتفاق ترسيم الحدود الذي ينص على مفاوضة شركة توتال إسرائيل، على اتفاق مالي بنسبة من حصة الأخيرة من الحقل... عندها يمكن لتوتال تطوير الحقل والإنتاج".

بينما إن كان الكشف داخل المنطقة اللبنانية الخالصة، "ينطبق عليها العقد الموقع بين الدولة والشركات الثلاثة توتال انرجي وقطر للطاقة وإيني الإيطالية والحكومة اللبنانية".

 

مرحلة الإنتاج والتطوير

هابتايان لفتت أيضاً إلى أن مرحلة التطوير والإنتاج مرتبطة مباشرة بخطة العمل التي ستقدمها شركة "توتال" للحكومة اللبنانية، "وبناء على هذه الخطة يمكننا معرفة تاريخ الإنتاج من هذا الحقل... قبل هذه الخطة لا يمكننا معرفة أي شيء".

وأشارت إلى عدم توافر البنى التحتية اللازمة في لبنان لأغراض نقل الغاز واستغلاله، معتبرة أن "هذا بحاجة الى إلى وقت طويل ويتطلب أيضاً معرفة من يريد تمويل لبنان".

ويعاني لبنان أزمة مالية حادة، وسط عزوف الدائنين عن تقديم أية تمويلات للبلاد الباحثة عن النقد الأجنبي.