أقدم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون على إنهاء مهام الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمان وتعيين الدبلوماسي محمد نذير العرباوي خلفاً له.

  المتتبعون للشأن السياسي الجزائري اعتبروا أن تنحية ايمن عبد الرحمان كانت منتظرة لأسباب عدة أهمها سلسة الانتقادات التي رافقت أداء حكومة الوزير الأول خاصة في المجال الاقتصادي واحداث عملية التحول الاقتصادي الذي نادى به الرئيس عبد المجيد تبون منذ وصوله الى الرئاسة في نهاية 2019.

بعبارة أخرى يرى البعض أن الوزير الأول الذي أعلنت الرئاسة عن انهاء مهامه لم يتمكن من إيجاد حل للعراقيل البيروقراطية التي تواجه أداء الاقتصاد الجزائري.

على مستوى المفاجأة فإن صيغة البيان الصادر عن الرئاسة الجزائرية يؤكد على أنهاء المهام و ليس الاستقالة كما جرت العادة في الجزائر حتى في اصعب الأزمات السياسية و لعل التفسير الممكن لهذا البيان و الذي يتحدث عن تنحية و ليس استقالة يعود الى رغبة الرئاسة في التأكيد على أن المراد هو احداث ديناميكية جديدة داخل الإدارة الجزائرية و التأكيد على أننا امام مرحلة جديدة عنوانها تحسين الأداء الحكومي.

شخصية الوزير الأول المعين محمد نذير العرباوي والذي يجمع بين السياسي والدبلوماسي والرياضي قد تكون إجابة عن رغبة الرئيس تبون في تغير قواعد اللعبة خاصة على المستوى الاقتصادي وهو الذي اشتكى في أكثر من مناسبة من ثقل  الجهاز الإداري الذي يعوق الإصلاحات الاقتصادية التي يرغب فيها الرئيس الجزائري.

الوزير الأول  الجديد  قبل أن  يصبح دبلوماسيا كان لاعب كرة يد من النخبة وسبق له المشاركة في العديد من المنافسات ذات الطابع الدولي والقاري  ككأس العالم في المانيا عام  1974.

السيرة الذاتية لـ محمد نذير العرباوي تؤكد أنه تقلد العديد من المناصب داخل أروقة وزارة الخارجية الجزائرية قادته من  ممثل دائما للجزائر في الجامعة العربية الى مندوب دائم في الأمم المتحدة. وكان اخر منصب شغله الوزير الأول كان مديراً لديوان الرئاسة الجزائرية في عهد الرئيس تبون هو الذي أشرف على إعادة هيكلة ديوان الرئاسة التي اقرها الرئيس تبون في الأشهر الأخيرة بهدف إعادة بعث عمل المؤسسة على أسس جديدة تأخذ بعين الاعتبار المعطيات الراهنة للجزائر والتحولات الجارية على أكثر من صعيد في العالم والجزائر.

شخصية الوزير الأول والمعروف بلباقته وحنكته الدبلوماسية وقدرته على الحوار تجعل منه  الرجل القادر على حلحلة الأوضاع الاقتصادية وإعطاء دفع جديدة للبرنامج الذي يريده الرئيس عبد المجيد تبون و القائم بالأساس على إعادة قطار الاقتصاد الجزائري الى مسار صحيح بعيد عن ثقل الجهاز الإداري والذي ندد به رئيس الجمهورية في اكثر من مناسبة.