سعد رفيق الحريري

13.02.2024
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email

أهلا بالشيخ سعد رفيق الحريري في بيروت، في بيته وبين أهله وبين محبيه وهم كثر، وبين جمهوره الواسع وعلى مدى لبنان كله.

 ولا يستطيع المرء إلا أن يثمن عالياً واقعية الحريري وصدقيته. إن علاقته بالمملكة العربية السعودية - تبقى بالنسبة له - أهم من المراكز مهما علت وعلى أساس أن هذه العلاقة لا بد وأن تعود إلى وضعها الطبيعي.

وسعد الحريري لا يستخدم فنون المناورات السياسية، بل هو منسجم وصادق مع نفسه ومع جمهوره. وتغيب سعد الحريري عن الساحة السياسية، إن هي إلا إجازة وأخذ مسافة من الأحداث، لمراجعة الذات، وتقييم التجربة، وتبريد الانفعالات معه وضده. ويعود اليوم في ذكرى استشهاد والده الرئيس رفيق الحريري، ليؤكد الولاء والوفاء والتمسك بالقيم نفسها، ويؤكد الحرص على الاستمرارية في ظل حالة الغياب القَسري. سعد الحريري مطمئن أن لا أحد يمكنه سد الفراغ في الساحة السنية البيروتية واللبنانية وأنه، وحتى اشعار آخر، هو الرجل القادر على ملء هذا الفراغ؛ ولأنه كذلك يجب إزالة معوقات العودة الذاتية وغير الذاتية. ونعتقد أن قيادة المملكة تدرك بأن سعد الحريري لا يزال ضرورة لبنانية - عربية. نقول ذلك ونحن ندرك بأن الظروف الداخلية تحديداً لا تزال غير مؤاتية أو بالأحرى ليست في مصلحة عودته إلى رئاسة الحكومة وقبل جلاء الوضع الإقليمي في لبنان.

نقول كل ذلك، ونحن نؤمن بأن ما من أحد لا يُستغنى عنه، ولكن لكل مرحلة رجالاتها وقياداتها. وميزة سعد الحريري، أنه رجل وسطية واعتدال، ورجل بساطة في العمل وفي التعامل، وهو لا يتقن فنون السياسة بكل ما تحمله من مناورات ومراوغات، بل يُتقنها بوضوح سياسته ومواقفه.

والمؤسف أنه في الوقت الذي كان يتعرض سعد الحريري لضغوط مالية وسياسية داخلية وخارجية، كان بعض المقربين ينتهز الفرصة ليحل محله، وهذا شبه مستحيل. ونأمل أن يعود الجميع إلى واقعيتهم، ويلتقي الجميع حول سعد الذي لا بديل عنه في الساحة السنية في المرحلة الراهنة على الأقل وريثما تصبح مرحلة بروز قيادة سنية بديلة ومقنعة ومقبولة.

وعلى الجميع أن يتذكر بأن دم الشهيد رفيق الحريري لا يزال يغلي في نفوس اللبنانيين والعرب عامة، وسيبقى الأمر كذلك إلى أن تتغير المعطيات والأوضاع الإقليمية، وتعود الدولة في لبنان إلى وضعها الطبيعي. رحم الله الشهيد رفيق الحريري.

ر. أ. ز.