الجزائر: مارسيلي فارس

الجزائر على موعد نهاية أوائل شهر آذار/ مارس المقبل، مع لقاء هام في مجال الطاقة والمتمثل في مؤتمر القمة لدول منتدى الدول المصدرة للغاز، والذي يضم 12 دولة مصدرة للغاز الطبيعي حيث إن الدول المنضوية تحت لواء المنتدى تمثل 73 في المئة من اجمالي الاحتياطي العالمي و42 في المئة من الإنتاج العالمي.

المنتدى يعقد على مستوى القمة ومن المنتظر أن يشكل ساحة للنقاش بين الدول المصدرة للغاز في ظل متغيرات عديدة تحكم صناعة الغاز، وتتعلق بالتكنولوجيا والتحولات الجيوسياسية التي يعرفها العالم في المرحلة الراهنة.

منتدى الدول المصدرة للغاز في جوهره يشكل فرصة للتنسيق بين الدول المنتجة للغاز الطبيعي بهدف الاستفادة من التحولات الاقتصادية التي يعيشها العالم وهي التحولات التي تعطي أهمية بالغة للمعطى البيئي والمناخي. وكل الدراسات تعتبر أن الغاز الطبيعي وكل ما يرتبط به اقل تلويثا من مصادر الطاقة الأخرى خاصة البترول.

هذا الواقع التكنولوجي والسياسي والبيئي وكل ما يرتبط به من سياسات مستقبلية دفع بالبعض للتركيز على أن منتدى الجزائر من الضروري أن يبحث في صيغ للتركيز على تنسيق بين دول الاوبيك + ومنتدى الدول المصدرة للغاز الطبيعي. تنسيق من شأنه حسب الخبراء المحافظة على مصالح كل الأطراف الفاعلة من معادلة الطاقة العالمية.

لان فك الارتباط بين سوقي الغاز والنفط كما تسعى اليه بعض الأطراف يضر بمصالح كافة الدول المصدرة للطاقة الاحفورية  سواء أكانت نفطاَ ام غازاً. وعلى الدول المصدرة للطاقة اتباع سياسات تأخذ يعين الاعتبار الارتباط العضوي بين كافة اطراف معادلة الطاقة والتصدي بصورة جماعية للمساعي الرامية الى فصل الدول المصدرة للغاز عن الدول المصدرة للبترول.

وفي ظل المعطيات الجيوسياسية الراهنة فإن منتدى الدول المصدرة للغاز الطبيعي يعتبر فرصة مهمة لطرح مسألة إعادة بناء العلاقات التجارية بين طرفي معادلة الغاز الطبيعي المنتجين والمصدرين، على أسس جديدة تنطلق من تعاظم دور الغاز الطبيعي في ميزانيات الطاقة في العديد من الدول مع تزايد أهمية البعد المناخي والبيئي في تحديد السياسات العمومية.