هواوي: الشبكات الخضراء
فجر جديد لمستقبل مستدام

21.03.2024
خلال توقيع مذكرة التفاهم بين الشركتين والتي تهدف إلى إنشاء شبكات اتصالات صديقة للبيئة
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email

يشهد قطاع الاتصالات في منطقة الشرق الأوسط تحولاً كبيراً، فمع تنامي الاهتمام بموضوع الاستدامة، يركز المشغلون الآن على بناء شبكات خضراء موفرة للطاقة تدعم الجهود المبذولة لخفض الانبعاثات الكربونية والحفاظ على البيئة.

يحمل راية هذه الثورة الخضراء في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى العديد من شركات الاتصالات الكبرى التي تلتزم بدفع عجلة الاستدامة من خلال استخدام التقنيات الموفرة للطاقة وتبني حلولاً مبتكرة تقلص بصمتها الكربونية إلى حد كبير. ولا يقتصر تركيز هذه الشركات على تقليل أثرها البيئي فحسب، بل تحرص كذلك على إرساء ممارسات مستدامة يمكن اتباعها عبر جميع عمليات القطاع.

نحو إزالة الكربون

ومن الاستراتيجيات الرئيسية لبناء الشبكات الخضراء إزالة الكربون من البنية التحتية لتقنية المعلومات والاتصالات، بما في ذلك الشبكات الراديوية والأساسية وشبكات النقل ومراكز البيانات. ومن خلال اعتماد الابتكارات التقنية الموفرة للطاقة وميزات البرمجيات الذكية، يمكن لمزودي الخدمات تقليل استهلاك الطاقة بشكل كبير في عملياتهم، عدا عن إمكانية استخدام مصادر الطاقة المتجددة أيضاً في جهود إزالة الكربون.

وبالإضافة إلى التقدم التكنولوجي، يلعب تبادل المعارف دوراً حاسماً في تعزيز استدامة قطاع الاتصالات. ويؤدي التعاون في النظم الإيكولوجية الأوسع إلى تبادل الرؤى بشأن تغير المناخ وأحدث التطورات التكنولوجية، مما يمكّن الشركات من مواءمة استراتيجيات شبكاتها مع الاعتبارات البيئية. ويساهم هذا النهج التعاوني في بناء ثقافة التعلم المستمر والتكيف، مما يسمح للمشغلين بالبقاء في طليعة جهود التنمية الخضراء.

كما يلعب تنفيذ التقنيات المتقدمة - مثل تقنية الجيل الخامس 5G - دوراً محورياً في نمو الشبكات الخضراء. وبفضل كفاءتها العالية في استخدام الطاقة وقدرتها على توسيع نطاق الاتصال، تُرسي تقنية الجيل الخامس معايير جديدة للعمليات الصديقة للبيئة في قطاع الاتصالات. ويشكّل إطلاق مواقع صفرية الانبعاثات لشبكات الجيل الخامس دليلاً ملموساً على إمكانات هذه التقنيات في دفع عجلة الاستدامة.

هواوي وe& تحفّزان التغيير ­

قامت شركة e& (المعروفة سابقاً باسم "مجموعة اتصالات") وهواوي بتعزيز التزامهما بالاستدامة البيئية من خلال توقيع مذكرة تفاهم. ويهدف هذا التعاون الاستراتيجي إلى إنشاء شبكات اتصالات صديقة للبيئة وموفرة للطاقة بهدف تقليل انبعاثات الكربون وترسيخ الممارسات البيئية المستدامة.

وستتعاون e& وهواوي على إزالة الكربون من الشبكة، بما في ذلك البنية التحتية لتقنية المعلومات والاتصالات مثل الشبكات الراديوية والأساسية وشبكات النقل ومراكز البيانات. وستتبنى هذه المبادرة مزيجاً من ابتكارات هواوي التقنية الموفرة للطاقة، وميزات البرمجيات الذكية بالإضافة إلى تنسيق الجهود للاستفادة قدر الإمكان من مصادر الطاقة المتجددة. كما تعتزم الشركتان استضافة سلسلة من الجلسات لتبادل المعارف والآراء حول تغير المناخ وأحدث التطورات التكنولوجية، بما يضمن تكييف استراتيجيات الشبكة لمواكبة هذه التطورات. 

وكانت e& سبّاقة إلى إطلاق أول موقع إقليمي صفري الانبعاثات بأنظمة المدخلات والمخرجات المتعددة (MIMO) الضخمة لشبكات الجيل الخامس 5G بالارتكاز على تقنيات هواوي، وذلك خلال مؤتمر الأطراف COP28 الذي انعقد في ديسمبر الماضي. وتعكس هذه الخطوة التزام الشركتين بنشر التقنيات الصديقة للبيئة والممارسات المستدامة.

تلعب هذه الشراكة دوراً محورياً في تحقيق طموح e& بتسريع الانتقال إلى الحياد المناخي، الأمر الذي يؤكد مدى أهمية تعزيز أداء الطاقة على مستوى الشبكات لتحقيق صافي انبعاثات صفري. وفي هذا الصدد، أعرب صبري البريكي، الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في e& إنترناشونال، عن أهمية الشراكة قائلاً: "نسعى من خلال شراكتنا الاستراتيجية مع هواوي إلى تسريع إزالة الكربون من بنيتنا التحتية لتقنية المعلومات والاتصالات عبر نشر المعدات الشبكية والبرمجيات الموفرة للطاقة، وقدرات تعلم الآلة المتقدمة، ومصادر الطاقة المتجددة. وتؤكد مذكرة التفاهم هذه التزامنا المشترك مع هواوي ببناء مستقبل أكثر خضرةً واستدامة".

التزام بمواجهة التغير المناخي

من جانبه، أكد جافين وانغ، رئيس علاقات أعمال e& لدى هواوي، على هذا الالتزام، قائلاً: "تمثل الجهود المشتركة لكل من e& وهواوي التزاماً قوياً بمواجهة تغير المناخ وتبني التكنولوجيا المستدامة. ونسعى من خلال مبادراتنا وجهودنا المشتركة إلى إحداث تحول جذري في مشهد الاتصالات وإرساء معايير جديدة للتنمية الخضراء".

وبالتطلع إلى المستقبل، تؤكد e& وهواوي من خلال مذكرة التفاهم على التزامهما الراسخ بالتنمية الخضراء، ومساعيهما المستمرة للاستثمار في مشاريع مستدامة تتماشى مع أهداف e& الطموحة في تحقيق صافي انبعاث صفري بحلول عام 2030. ويمثل هذا التعاون خطوة متقدمة نحو بلورة مستقبل الاتصالات بطريقة مسؤولة بيئياً.

خلاصة القول، يشكل بزوغ الشبكات الخضراء في الشرق الأوسط محطة مهمة في رحلة المنطقة نحو الاستدامة. ومع تبني المزيد من المشغلين للتقنيات الموفرة للطاقة والممارسات المستدامة، يشكلون بذلك نموذجاً يحتذى للقطاعات الأخرى. ويؤكد هذا التوجه الدور الحاسم الذي يلعبه قطاع الاتصالات في تمهيد الطريق لمستقبل مستدام.