بقلم: فادي صعب
على مر السنين، أثبتت الشركات اللبنانية الكبرى ومئات الآلاف من الرجال والنساء الأكفاء أنهم من أبرز المشاركين بفعالية في التنمية الاقتصادية لدول الخليج العربي، حيث قدّموا حلولًاً متميزة في مجالات الهندسة والمقاولات، البنية التحتية والصيانة، والشؤون الإدارية والتشغيلية، والعديد من المجالات الأخرى في القطاعات الإنتاجية والخدماتية وغيرها.
حالياً، تشهد بلدان هذه المنطقة المتطورة، تحولات اقتصادية ضخمة تتميز بالرؤى الاستراتيجية والتخطيط التكتيكي بهدف تحقيق التنمية المستدامة وتنويع الاقتصاد بعيداً عن قطاعي النفط والغاز، مما يؤمن سرعة إنجاز المشاريع المعمارية الطموحة، ويؤدي لاستخدام الابتكارات التكنولوجية المتقدمة، واستقطاب الشركات العالمية الكبرى للاستثمار المباشر ومشاركة الخبرات الناجحة، ناهيك عن التحول التنظيمي لتطوير البيئة الحاضنة لتأهيل الشركات المحلية المتخصصة والموارد البشرية الوطنية نحو الاكتفاء الذاتي في مجالات عديدة.
ويتيح هذا النمو المطرد فرصاً جديدة تجذب العديد من الشركات العملاقة ورواد قادة الأعمال ورؤوس الأموال الضخمة، إلا أن ديناميكية تلك المنظومة الاقتصادية المتطورة تشكل أيضاً تحديات تنافسية صعبة على كافة الأصعدة، مما لا يسمح باستمرار الشركات ذات الموارد الضئيلة أو الامكانيات المحدودة.
التحالفات الاستراتيجية والشراكات التنفيذية والائتلافات التشغيلية مع فرقاء اختصاصيين، تعتبر أمراً حاسماً للشركات اللبنانية التي تسعى للتكيف والصمود والمثابرة في أسواق الخليج، فبالرغم من مشاركتها في النهضة الاقتصادية بتفوق واحتراف، إلا أنها تُواجه دوماً تحدياً تنافسياً صعباً بالمقارنة مع العمالقة المحليين والدوليين نظراً لطبيعة حجم عملياتها وقدراتها التشغيلية.
يفتح هذه التعاون الوطيد أبواباً لفرص جديدة ويُسهم في الاستفادة من الفرص السانحة فهو يؤمن الموارد المالية والمتطلبات التنظيمية، ويوفر الوصول لشبكة علاقات مثمرة تُسهم في تخفيف المخاطر التنافسية، ويساعد على:
1 ـ الحفاظ على مستوى عال من الثقة واستغلال عوامل النجاح الرئيسية عبر اتباع نهج متعدد الجوانب تجمع بين الخبرات العملية والقدرات المهنية والابتكارات التكنولوجية.
2 ـ الفهم العميق للتحولات في السوق وممارسات الأعمال المرتكزة على الاختصاصات المميزة لتقديم حلول فريدة وموثوقة وبالطبع الالتزام بالجودة العالية في الاستجابة لاحتياجات العملاء والاهتمام بالسمعة وإدارة العلامة التجارية.
3 ـ تقدير المخاطر واتباع الحذر المالي عبر الادارة الحكيمة للتدفقات النقدية والمحافظة على الاحتياطيات الضرورية لتغطي تقلبات الأسواق.
4 - الاستثمار المتواصل في مجالات التكنولوجيا والابتكار للبقاء على قمة التطور واستكشاف القنوات الرقمية للتسويق والمبيعات.
5 ـ استقطاب المحترفين المهرة والاحتفاظ بالمواهب المحلية، وتقديم فرص نمو وبيئة عمل إيجابية تسمح بالتفاعل مع الثقافة واحترام العادات والتقاليد.
6 ـ تجنب التحديات القانونية ومخاطر الإساءة للسمعة التجارية، وضمان العمليات السلسة والنمو المستدام عبر المساعدة بالامتثال للقوانين والالتزام باللوائح ومتطلبات المعايير المحلية.
في الختام، يُعدُّ التماشي مع ثقافة القيادة الإدارية الشابة التي تُفضي إلى أسلوب علمي لصنع القرارات، والذي يعتمد على التقييم التقني لإنجاز المشاريع المطلوبة، بعيدًا عن عوامل العلاقات الماضية، أمرًا ضروريًا لنجاح الشركات اللبنانية في البيئة الاقتصادية الخليجية التنافسية.
* رئيس مجلس الأعمال
اللبناني القطري