ماليزيا تسعى لإستعادة
موقعها السياحي في المنطقة

22.05.2024
داتو د. ياسمين محمود
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email

دبي – الاقتصاد والأعمال

قبل عشرين عاماً أطلقت ماليزيا حملتها الإعلانية الشهيرة: "ماليزيا...آسيا الحقيقية" وتمكنت من استقطاب ملايين السياح من حول العالم والشرق الأوسط ساعدها في ذلك تنوع منتجها السياحي، سهولة الوصول إليها عبر خطوطها الجوية الوطنية التي كانت ناشطة حينها في المنطقة أضف إلى ذلك كلفتها المقبولة وحملة الترويج النشيطة التي كانت تقوم بها هيئة السياحة الماليزية. واليوم تعود ماليزيا لإعادة إحياء موقعها السياحي وإعادة تعريف سياح المنطقة إليها من جديد. وفي هذا الإطار تحدثت رئيسة هيئة السياحة الماليزية داتو د. ياسمين محمود إلى الاقتصاد والأعمال.

 وتعتبر محمود منطقة الشرق الأوسط مهمة لنا لسببين: إن من ناحية العدد حيث احتلت المنطقة دائماً لائحة الأسواق العشرة الأولى في الأسواق المصدرة للسياح، كما أن هناك روابط عاطفية بين ماليزيا والمنطقة حيث أن ماليزيا كانت دائماً الوجهة الأولى التي تعتبر صديقة لسياحة المسلمين. فعلى مدار العشرين سنة الماضية كنا دائماً نستعد مطلع كل صيف لاستقبال السياح من المنطقة للاستمتاع بمزايا السياحة في ماليزيا.

واليوم ماليزيا طورت ونوعت منتجها السياحي كي تتمكن من أن تلبي احتياجات سياح المنطقة المتنامية، ولكن مهمتنا اليوم إعادة الروابط بين ماليزيا والسياح العرب من جديد حيث أن ماليزيا لديها الكثير لتقدمه، ونحن عملنا على تطوير منتجاتنا السياحية، كما بدأنا نشهد تحسناً ملحوظاً في أعداد السياح، حيث حققت ماليزيا نمواً من دول المنطقة بنسبة 82 في المئة عام 2023 عن العام الذي سبقه، والنمو استمر خلال الربع الأول من العام 2024 بنسبة 62 في المئة، فالحركة السياحية حالياً تتحسن ولكن لا يزال هناك طاقة استيعابية أكبر. و تهدف ماليزيا عام 2024 إلى استقطاب 27.3 مليون سائح وتحقيق 102.7 مليار رينجيت ماليزي من عائدات السياحة، حيث يحفز الارتفاع الملحوظ في عدد الزوار من منطقة الخليج في السنوات الأخيرة هيئة السياحة الماليزية لمواصلة تنمية هذا السوق.

وتلفت محمود إلى أنه "مع الإطلاق المرتقب والاحتفال بعام زيارة ماليزيا 2026، فإننا نسعى جاهدين لجذب المزيد من السياح من دول غرب آسيا، ونحن ندرك الإمكانات الهائلة التي يتمتع بها هذا السوق، ليس فقط فيما يتعلق بالسياحة الخارجية، بل أيضًا بالتجارة والاستثمار على حد سواء". ونحن واثقون من أن مكانة ماليزيا كوجهة أولى للمسافرين المسلمين، إلى جانب جهودنا الترويجية الحثيثة ستمكننا من تحقيق هدفنا المنشود".

وتضيف نحن نعمل على إعادة ماليزيا كوجهة مطلوبة من الشرائح الجديدة في المنطقة وكيفية استهدافها، حيث نعمل مع خطوط الطيران الرئيسية في المنطقة التي لديها خطوط طيران مباشرة إلى ماليزيا، كما أنه لدينا اتفاقيات رمز مشترك مع كل من الخطوط الجوية القطرية، ووقعنا اتفاقية تعاوناً مع طيران الإمارات من إجل إطلاق رحلات الرمز المشترك وكذلك الترويج لماليزيا، كما أن هناك تعاوناً مع بعض شركات الطيران العارضة من بعض الأسواق المهمة في المنطقة وعلى رأسها السعودية التي بدأنا نرى سياحاً منها  يعودون إلى ماليزيا، فضلاً عن التعاون المستمر مع وكالات السياحة والسفر.

وتضيف نعمل على إعادة جذب السائح العربي لاسيما نحو السياحة العائلية التي تطورت كثيراً ولم يتم تسويقها كما يجب. ونحن نعمل بجهد ليس على ترويج ما هو جديد في ماليزيا على المستوى السياحي من ناحية أنها وجهة مثالية للعائلات فحسب بل كوجهة مقبولة الكلفة من ناحية الترفيه والرفاهية والتسوق للعائلات، كما أنها وجهة بحرية بإمتياز وخاصةً منطقتي لانكاوي وبينناغ. كذلك الأمر بالنسبة للعاصمة كوالالمبور ووجهتها الشهيرة جينتينغ التي تتمتع بالطقس الجميل والمرافق الأخرى.  

وتقول محمود، لا نزال بعيدين عن الأرقام التي نستهدفها من المنطقة لذلك نعمل بجهد لاستقطاب شريحة العائلات من المنطقة، إلى ماليزيا كوجهة فاخرة ومقبولة الكلفة. كما أننا ننظر إلى الشرائح الشابة ونعمل على خلق وترويج منتجات ووجهات تجذبهم وتهمهم، فكل همنا اليوم إعادة تقوية الروابط بين سياح المنطقة وماليزيا والتركيز على نقاط القوة فيها.

 وتتمتع ماليزيا بمنتج متنوع يشمل كافة النشاطات من السياحة السياحية، الثقافية، الحضارية، سياحة الطعام والشراب، التسوق والأسواق التقليدية بأسعار مقبولة جداً. كذلك الطبيعة والمغامرات لدينا الكثير لنوفره لكن استراتيجيتنا إعادة  التواصل والترويج واستقطاب العائلات وتعريف الجيل الجديد بماليزيا. ونحن نركز حالياً على التسويق الالكتروني الذي من شأنه أن يطال الشرائح المختلفة.

وتؤكد محمود لكل من زار ماليزيا في السابق أنها أصبحت مختلفة ولديها الكثير لتوفره من تنوع بيئي وثقافي وحضاري فماليزيا هي فعلاً آسيا الحقيقية، لتنوع الحضارات والأعراق والثقافات والطعام، فهي تجمع بين الثقافات الآسيوية. هذا فضلاً عن التنوع البيئي والبيولوجي الأفضل في العالم لا سيما الغابات والكهوف الشهيرة وأهمها وادي دانونغ ، والحياة البرية الغنية جداً.