أعلنت سوناطراك الجزائرية عن تصدير كميات من الغاز الطبيعي المسال الى كرواتيا مع الإشارة أن جزءا من هذا الكميات يتم تصديره الى دولة المجر عبر أنبوب غازي بين كل من المجر وكرواتيا.

تصدير الغاز الطبيعي المسال نحو دول أوروبا الشرقية يأتي بعد أيام فقط من توقيع الجزائر وسلوفينيا لعقد لتصدير الغاز الجزائري نحو هذه الدولة الأوروبية التي كانت تنتمي الى الفضاء اليوغوسلافي والذي تتميّز بعلاقاته السياسية المميّزة مع الجزائر.  

يتمّ تصدير الغاز الطبيعي الجزائري عبر الانبوب الرابط بين الجزائر وإيطاليا عبر الأراضي التونسية في اطار الشراكة المتجددة بين كل من إيطاليا والجزائر والذي عرفت انطلاقة جديدة منذ ازمة الطاقة المرتبطة بالحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا.

المسعى الجزائري يدخل في اطار رغبة السلطات الجزائرية في تنويع وجهة الصادرات الجزائرية نحو أوروبا لاعتبارات تاريخية وجغرافية بالإضافة الى توجيه رسالة قوية لأسواق الطاقة مفادها أن التعامل مع سوناطراك وشركائها يضمن التدفق الأمن للطاقة في الفضاء الأوروبي.

وفي اطار هذه الاستراتيجية والمتمثلة في تعزيز موقع الجزائر في فضاء الطاقة الأوروبي في الغرب (فرنسا واسبانيا وإيطاليا) والشرق (سلوفينيا وكرواتيا والمجر تركيا) أعلنت الجزائر على لسان وزير الطاقة عن رغبتها في رفع انتاج الغاز الطبيعي الى مستوى 200 مليار متر مكعب سنويا في الخمس سنوات المقبلة اي زيادة الإنتاج بأكثر من 63 مليار متر مكعب على اعتبار أن الجزائر تنتج حاليا حوالي 137 مليار متر مكعب وتصدر حاليا منها اكثر 50 مليار متر مكعب.

زيادة الإنتاج الجزائري من الغاز الطبيعي المعلنة ممكنة في السنوات القادمة بالنظر الى العديد من عقود الشراكة التي وقعتها سوناطراك مع مؤسسات عالمية تعمل في مجال الطاقة على غرار العقد الأخير الموقع مع شركة موبيل.

الشراكة بين سوناطراك والشركات النفطية العالمية تسعى الى الوصول ثلاثة اهداف أساسية: (1) تدعيم قدرات الإنتاج في الحقول الجزائرية على غرار حقل حاسي الرمل العملاق وهو اهم حقل جزائري. (2) يتمثل في ادخال الحقول  المكتشفة مؤخرا حقل الإنتاج بصورة تدريجية و(3)  تكثيف عملية الاستكشاف والتنقيب في الفضاء الجزائري الذي يجمع الجميع على أنه مازال بكراً ولم  يكشف بعد عن كافة اسراره.