النموذج السنغافوري
ومقدرات الكويت

04.06.2024
فهد راشد الإبراهيم
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email

كتب فهد راشد الإبراهيم في جريدة النهار الكويتية :

سنغافورة، رسمياً جمهورية سنغافورة، هي في المساحة أصغر دولة جزيرة في جنوب شرقي آسيا، وقد تبنت النظام البرلماني الديموقراطي منذ استقلالها في التاسع من أغسطس 1965، أي بعد استقلال الكويت بأربع سنوات.
قد يتساءل المرء عن سر أو عوامل نجاح سنغافورة، البلد الذي لا يملك أياً من الموارد الطبيعية، التي منَّ الله على بلدنا الحبيب الكويت، يعتمد الدخل الرئيسي للحكومة السنغافورية على ضرائب الأفراد والشركات والبضائع والخدمات ورسوم الدمغة، إلى جانب عوائد الصندوقين السياديين الاستثماريين اللذين لا يستهان بحجمهما، ويصنف أحدهما (صندوق تيمسك) العاشر عالمياً من حيث الحجم.
إن جوهر نجاح سنغافورة يعتمد على الثقة بالنفس والابتكار بالتفكير خارج الصندوق وفي المرونة، وكما هو متعارف عليه عالمياً فإن عوامل ذلك النجاح تعتمد على خمسة أعمدة: القيادة الواقعية البراغماتية التي تتصدى بأسلوب صحيح للتحديات العديدة التي تواجه المجتمع التي اتبعها القائد الراحل لي كوان يو والذين اتبعوه في القيادة البيروقراطية العامة الفعَّالة، السيطرة على الفساد، الاعتماد على أفضل المواطنين اللامعين، والاستثمار في التعليم والتنافسية في التعويض.
في ضوء ما تقدم، وأخذاً بعين الاعتبار أوضاع ومقدرات دولة الكويت وموقعها الجغرافي وعلاقاتها الدولية، والأهم من ذلك كله ما طرأ أخيراً على الساحة السياسية من قرارات تصحيحية وحازمة من قبل القيادة السامية العليا، فإنه لا شك يحدونا الأمل الكبير في استفادة دولة الكويت من تطلعات وتجارب جمهورية سنغافورة؛ والعمل من خلال جموع المواطنين، الذين لا نشك بقدراتهم وتطلعاتهم، للوصول بكويتنا الحبيبة إلى مصاف الدول المتقدمة، وجعل الكويت منارة للعلم والثقافة والاقتصاد، وتحقيق حلم الكويت لتكون مركزاً مالياً عالمياً.