استعادت مجموعة غاردينيا غران دور "Gardenia Grain D’Or"، الشركة اللبنانية الرائدة في صناعة البهارات والمأكولات الشرق أوسطية لزوم المطبخ اللبناني أسواقها الخارجية وعادت صادراتها إلى ما كانت عليه تقريباً قبل الازمة المالية والاقتصادية التي ضربت لبنان عام 2019 بحسب المدير العام للمجموعة نقولا أبو فيصل الذي شرح أن الفترة بين 2019 و2022 شكلت أكبر تحد لاستمراريتهم منذ تأسيس الشركة والتي بدأت بالتعافي في العام 2023.
وفي الحديث عن غاردينيا، وبحسب أبو فيصل فهي "تضم مجموعة من الشركات الشقيقة، شركة توزيع للأسواق المحلية مركزها سنتر غاردينيا في الحازمية ولديها مستودعات في البقاع وتوزع على ما يقارب 3000 نقطة بيع في لبنان. ونحن موردون للكثير من الشركات أكان بعلامة غاردينيا التجارية أو بأسماء أخرى فهناك علامات تجارية موجودة في محلات السوبرماركت مصنعة في معامل غاردينيا. ولدينا توأمة مع شركات أجنبية. "
وأضاف أنّه "بدأ عام 1989العمل بمبادرة فردية بمئة متر وأصبحنا اليوم شركة عائلية انضم إليها مؤخراً الجيل الجديد المختص باختصاصات نحتاجها في عملنا كالتسويق و“Food Science”. في عام 2024 أصبحنا نعمل في 17 ألف متر وننتج في 5 مصانع ونغذي ما يقارب الـ 600 مطعم لبناني في العالم مباشرة من لبنان أو من خلال وكلائنا في العالم
وأشار أبو فيصل أن 30% من انتاجهم يباع محلياً مقابل 70% منه يصدر الى الخارج وأنهم بدأوا التصدي إلى البرازيل في العام 1993 أما اليوم فتغطي الشركة مناطق كثيرة في أوروبا لاسيما تلك التي تتواجد فيها جاليات ومطاعم لبنانية. وبدأنا اليوم الدخول إلى السوبرماركت الأجنبي وهذا تحد لنا بسبب الأوضاع غير المستقرة في لبنان".
المشاريع في أرمينيا
شرح أبو فيصل أنّ المجموعة بدأت بشراء الأراضي في أرمينيا ودراسة المناطق الزراعية في العام 2014 وباشرت بغرس الاشجار في 2015. وتعرضت لنكسة كبيرة عام 2016 نتيجة لأحوال جوية لم تمر على البلاد منذ ستين سنة. وبعدها استطاعت النهوض من جديد وتوسعت مشاريعها في منطقة تافوش في شمالي ارمينيا على الحدود مع جورجيا. ولفت إلى أنّ مشاريع غاردينيا الزراعية تعتبر من أكبر المشاريع الموجودة في البلاد بحيث تتجاوز المساحات المزروعة لغاردينيا ما يقارب الـ 500 هكتار وما يقارب الـ 128 ألف شجرة وتتضمن ابتكارات بإدخال أصناف جديدة من المكسرات لم تكن موجودة.
ويقول ابو فيصل انهم أدخلوا "زراعة الصنوبر اللبناني إلى أرمينيا بما يفوق 50 ألف شجرة و20 ألف شجرة من الكستناء وحوالي 40 ألف شجرة من الجوز و20 ألف شجرة من "Pecan nuts" (جوز أميركي)."
وأشار إلى أنّ المجموعة تعمل على مشروع إضافي لتطوير انتاج التين المجفف في أرمينيا قائلاً "أعلن عن هذا المشروع لإعلام كل من يعمل في هذا الصنف ونحن يهمنا أن نأخذ انتاجاً منهم".
وأضاف أنّه إلى جانب المشاريع الزراعية، هناك شركة بناء في أرمينيا تعمل ضمن مجموعة غاردينيا على بناء قرية لبنانية "Lebanese Village" وأنّ العمل جار عليها منذ العام 2023.
وعن سبب اختياره الاستثمار في أرمينيا، أوضح أبو فيصل أن "أرمينيا كانت وجهة من الوجهات التي زرناها مثلها مثل جورجيا وأوكرانيا ورومانيا وغيرها من الأماكن. اخترت الاستثمار فيها لعدة أسباب منها وجود خط طيران للميدل ايست مباشر إلى أرمينيا بعكس باقي الدول بالإضافة إلى وجود بنك بيبلوس في البلاد وهو الذي موّل قسماً كبيراً من المشاريع. كما أنّ في أرمينيا سفارة لبنانية ناشطة تتابع المستثمرين اللبنانيين وتضاف إلى ذلك وفرة الأراضي بأسعار رخيصة وتوفر المياه بكميات كبيرة. كما أنّ الشعب الأرمني شعب طيب." وأضاف أنّ أولاده يحملون الجنسية الأرمينية.
التوجه نحو أفريقيا
وكشف أبو فيصل أنهم يعملون على فكرة الاستثمار في أفريقيا من عائدات مشاريعهم في أرمينيا. وأنهم يدرسون مشروع انشاء مصنع يشكل امتداداً لتحويل وتكسير الكاجو يتوقع تنفيذه في العام 2025. وأشار أبو فيصل إلى أنّ المجموعة أجرت زيارة ميدانية ومن الممكن أن تتبعها زيارات أخرى.
تجمع الصناعيين في البقاع
بصفته رئيساً لتجمع الصناعيين في البقاع، قال أبو فيصل إنه يتابع الصناعيين في البقاع لأنهم لا يلقون الرعاية الكافية من جمعية الصناعيين اللبنانيين. وأضاف أنهم كتجمع صناعيين في البقاع "نوحد قوتنا ونتبادل الخبرات والكبير يسند الأصغر منه. نحن نعمل تحت مظلة جمعية الصناعيين ووزارة الصناعة وهدفنا خدمة الصناعيين سواء كانوا منتسبين او غير منتسبين إلى التجمع."
ولفت إلى أنّ انتاج مصانع البقاع يشكل حوالي 60% من غذاء لبنان المحلي قائلاً أنّ هذه المصانع تعاني منافسة شديدة من مصانع غير شرعية يفوق عددها تقريبا عدد المصانع الشرعية.
وأوضح أنه "لا يمكن للمصانع غير الشرعية التصدير ولا البيع في السوبرماركت ولكنها تعمل من تحت الطاولة وهي غير مطابقة للمواصفات."
وفي هذا السياق شدد على أنه "على المواطن التنبه للماركات الصغيرة والرخيصة الموجودة في الأسواق لعدم مطابقتها للمواصفات العالمية للصناعات الغذائية."
وعلى صعيد اخر، أشار أبو فيصل إلى أنّ مجموعة غاردينيا إلى جانب شركات أخرى تقدم بإسم التجمع جوائز الابتكار الصناعي لطلاب الجامعات. وأنّ "هذه الجوائز تمنح على إسم صناعيين كبار مثل جوزيف غرة الذي حملت اسمه الجائزة سنة 2023 وسميح اليمن الذي حملت اسمه جائزة الابتكار الصناعي عام 2024 بالإضافة لصناعيين اخرين ستحمل الجوائز في السنوات المقبلة أسماءهم مثل اميل رياشي وواكيم صليبا ويوسف التنوري وغيرهم من الصناعيين الذين تركوا بصمات.
وشرح أنهم "يحفزون طلاب الجامعات ليبتكروا ويحملوا اسم الجائزة بالإضافة إلى حصولهم على مكافات مالية وبذلك أيضاً يبدأ الطالب مشواره المهني بابتكار صنف جديد يبيعه للشركات ليصنعوه أو يصنعه ويورده للشركات."
وكشف أنهم سيطلقون قريباً مشروع الصناعي الصغير في اخر الصيف بعد اربعة أشهر من الحلقات الميدانية التي استقبلت فيها غاردينيا طلاب جامعات ومدارس بأعمار تتراوح بين 9 حتى 16 سنة وأجرت لهم جولة على مصانعها والمصانع المنتسبة للتجمع بهدف تثقيفهم بأهمية الصناعة وبأنها مهنة المثقفين والمتعلمين "وليست مهنة الذين فشلوا بالعلم كما يظن البعض".
توقيع كتابين
أعلن أبو فيصل أنه بصدد توقيع كتابين قريباً عن حكايات نجاح شخصيات لبنانية وعالمية لا تزال على قيد الحياة أو فارقتها. بعد اربعة اجزاء تم اصدارهم ضمن سلسلة كتب عن لبنان لماذا اكتب والذي اتم كتابة الاجزاء الخامس والسادس منه وهي قيد التحضير للطباعة.