هواوي:
لبنان أمام فرصة "قيامة" اقتصادية
مدعومة بالتكنولوجيا

22.07.2024
علاء الشيمي خلال المقابلة مع الزميل إياد ديراني
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email

"نحن مؤمنون بمستقبل لبنان، ونرى بوضوح حجم الإمكانيات الكبيرة التي يتمتع بها، وهواوي متفائلة حيال هذا البلد الذي يتمتع بقدرات هائلة على صعيد الأعمال والمهارات والخبرات وغيرها من المجالات. ونحن نرى أن لبنان أمام فرصة فريدة من نوعها لتحقيق "قيامة" اقتصادية بدعم من التكنولوجيا، وترسيخ عملية التحوّل الرقمي". بهذه الثقة حيال مستقبل لبنان استهل المدير التنفيذي والنائب الأول لرئيس مجموعة أعمال "هواوي إنتربرايز" علاء الشيمي اللقاء مع الاقتصاد والأعمال خلال زيارته بيروت. لكن لماذا يشعر الشيمي بهذا القدر من التفاؤل حيال الأوضاع في لبنان، ولماذا يعتقد أن التكنولوجيا ستلعب دورا بالغ الأهمية خلال "قيامة" لبنان الاقتصادية؟   

يستهل الشيمي اللقاء بالتحدث عن القدرات المتوفرة في لبنان والإمكانيات التي يتمتع بها، والتي تتيح له التقدم بشكل سريع في عملية التعافي الاقتصادية، ويضيف: "هذا الموضوع كان مدار بحث بيننا وبين كبار العملاء في لبنان على مدى مرحلتين، الأولى قبل عام والثانية قبل أشهر وقد تبيّن لنا أن توقعاتنا في مكانها، إذ أن فرص تحسّن الأوضاع في لبنان واضحة. لطالما كنت متفائلا تجاه مستقبل لبنان ولا زلت متفائلا. سبب هذا التفاؤل وبحسب خبرتي المتواضعة يعود بالدرجة الأولى إلى الناس في لبنان. لا بل أستطيع القول إن أفضل المهارات في المنطقة موجودة في لبنان، فضلا عن أن بعض أفضل المهارات العالمية هي أيضا مهارات لبنانية. وهذا أمر واضح جدا، إذ يحتل اللبنانيون مناصب رئيسية على المستويين الإقليمي والعالمي. وكما نعرف جميعا فإن الناس هم الأساس في كل شيء، وهم من يصنعون النجاح، ولهذا أعتقد أن لبنان يتمتع بإمكانيات هائلة. نحن نعلم أن لبنان يشهد حربا على الحدود، وسبق أن تعرض القطاع المصرفي لخضّات في السنوات الماضية وثمة تحديات مختلفة، إلا أننا إذا نظرنا إلى لبنان من منظور يجمع الجغرافيا والناس والخبرات والمهارات، نرى أن بإمكان هذا البلد أن يسترجع قوته بشكل سهل وسريع. ونظرا لكل هذه الأسباب، لدينا ثقة بالقدرات التي يتمتع بها لبنان، وسنواصل جهودنا فيه وسنشهد معا التطورات الإيجابية".

مسار التحوّل الرقمي

وحول زيارته إلى لبنان، يقول الشيمي: "لقد جئت إلى بيروت للمشاركة في "الحملة الترويجية" Roadshow التي نقوم بها في هواوي، وهي تركز على فرص إحلال التكنولوجيا الجديدة، فضلا عن المنتجات والحلول الحديثة، والتأكيد على أن السوق جاهزة للاستفادة من التطورات التقنية الجديدة. ونحن نناقش هذا الأمر مع اللاعبين الرئيسين الذين هم على دراية حول الاختراقات التكنولوجية الجديدة والحلول التي يمكن الاستفادة منها فضلا عن الحلول التكنولوجية التي يمكن أن تعلب دورا في شتى القطاعات الاقتصادية. ونحن نبني على هذه التفاعل بيننا وبين قوى السوق لكي نرى تاليا كيف يمكننا التعاون معها لدعم لبنان في مختلف القطاعات. نحن نلاحظ حجم الاهتمام اللبناني بالتحوّل الرقمي، والجميع هنا يبحث عن المسارات التي تساعد في التقدم على المستوى الرقمي. وقد كانت لي عدة مداخلات في مؤتمرات تركزت حول كيفية دعم لبنان للانتقال إلى المرحلة التالية من التحوّل الرقمي".

ويتابع قائلا: "هواوي تحاول توسيع النقاش حول أهمية التحوّل الرقمي في لبنان، ومن خلال "الحملة الترويجية" Roadshow الحالية نحن نركز على أربع قطاعات رئيسية نرى فيها إمكانات وقدرات عالية. القطاع الأول هو الحكومي، أما الثاني فهو قطاع الرعاية الصحية والثالث هو التعليم والرابع هو القطاع المصرفي. ونحن نعتقد أنه بإمكاننا المساعدة على تحقيق تغيير إيجابي في هذه القطاعات الأربعة. الطلب على التكنولوجيا وحلولها واضح في هذه المجالات، والعنصر البشري المؤهل موجود وفاعل، وأعتقد أن هذه هي الخطوة الأولى على مسار يقود في النهاية إلى تحقيق تقدم على مستوى التحوّل الرقمي في لبنان. وأنا أرى أن الأساسات الموجودة في القطاع المصرفي اللبناني، وهي قادرة على دعم عملية إعادة انطلاق هذا القطاع وعودته للعب دور اقليمي، وهذه عوامل مساعدة يمكنها تمهيد الطريق لتحقيق تقدم كبير على هذا الصعيد".

فرصة لا تعوّض للقطاع المصرفي

وحول فرص استفادة القطاع المصرفي اللبناني من الحلول التكنولوجية الحديثة، للمضي قدما بإعادة الهيكلة وربما تنفيذ إندماجات وإستحواذات، قال الشيمي: "القطاعات الاقتصادية التي تخوض إعادة هيكلة أو إستحواذات واندماجات، تركز دوما على توسيع قاعدة عملائها وتعزيز نشاطاتها وأعمالها ورفع الربحية وتقليص النفقات. فإذا كانت لديك في شركة ما أقسام متخصصة بالشؤون المالية، يمكن أن تقوم بدمجها معا، وإذا كان لديك أقسام متخصصة بالإدارة ربما تقوم أيضا بدمجها معا، وهذا الأمر ينطبق على باقي الأقسام للوصول في النهاية إلى خفض تكاليفك إلى النصف إذا أمكن".

ويضيف: "لكن السؤال هنا، هو كيف نقوم بذلك، وما هي الأدوات المطلوبة؟ الخطوة الأولى هي البدء بأتمتة الوظائف المختلفة. الأتمتة وإدخال الروبوتات البرامجية للقيام ببعض الأعمال، لن تساعد على تخفيض تكاليفك واستخدامك للموارد المختلفة فحسب، بل ستساعد على تسريع الأعمال بشكل كبير. إذا كنت تريد مثلا توفير طريقة للزبائن كي يتقدموا للحصول على بطاقة إئتمان، ستضطر من خلال الأسلوب القديم إلى تحويل الطلب إلى عدد من الموظفين كي يتأكدوا من تاريخ العميل ونمط استخدامه للبطاقة ومدخوله وغيرها من الأعمال التي تتطلب موارد بشرية. وهذه الأعمال تحتاج في الحد الأدنى إلى نصف ساعة لإتمامها، بينما يتيح استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي إتمام كل هذه الخطوات بدقائق. وسرعة إتمام العملية في هذه الحالة مردها إلى قدرة الذكاء الاصطناعي على تحليل كميات كبيرة من البيانات بوقت قصير جدا من خلال أنظمة تحليل المعلومات، وبالتالي تمكين الإدارة من اتخاذ قرار. ولنفترض أن اندماجا مصرفيا قد حصل، ما يجب فعله بهذه الحالة هو دمج قواعد البيانات لدى الطرفين لتعزيز الاستفادة منها على مستوى الذكاء الاصطناعي. ولكي يتمكن أي مصرف من القيام بذلك، سيكون عليه توفير مجموعة متطلبات تشمل على سبيل المثال لا الحصر تنفيذ عملية "نقل الداتا" Data Migration، بناء نظام تخزين سريع ومناسب، وتوفير نظام الحماية الاحتياطي، ونظام التعافي من الكوارث، وغيرها من الأنظمة. ولهذا ستشكل التكنولوجيا قاطرة لكل العملية فضلا عن توفيرها كل المتطلبات للانتقال السهل والآمنة".

ويقول: "أنا أوجه دعوة إلى القطاع المصرفي اللبناني للاستفادة من التكنولوجيا في هذه المرحلة الانتقالية لأنها ستتيح له انتقالا سهلا وسريعا وفعّالا وتعظيم الاستفادة من التكنولوجيا لتخفيض التكاليف ورفع الربحية وتأمين خدمات لا تضاهى للعملاء. البنك الذي سيسلك هذا المسار الرقمي سيتمتع بميزات تنافسية كبيرة تتيح له الريادة في السوق، مقارنة بغيره من البنوك التي لن تتخذ هذا المسار".

ويضيف: "إضافة إلى القطاع المصرفي ثمة مجموعة من القطاعات الأخرى التي تستطيع الاستفادة في لبنان من هذه المرحلة الانتقالية، وعلى رأسها قطاع المؤسسات الحكومية. ونحن خبراء في هذا المجال خصوصا وأننا بنينا أكثر من 700 مدينة ذكية حول العالم، ونستطيع توفير خبرات هائلة على هذا الصعيد في لبنان الذي نعتبره جاهزا لتحقيق نقلات نوعية باتجاه المدن الذكية. وكلنا نعلم أن المدن الذكية تزيل الضغط عن كاهل البنية التحتية، لأن المدن الذكية أكثر فعالية في استخدام الموارد. وما ينطبق على القطاع الحكومي ينطبق أيضا على قطاعات أخرى مثل الرعاية الصحية والقطاع التربوي وغيره من القطاعات".     

ويختم الشيمي قائلا: "من أهم أسباب تفاؤلنا حيال مستقبل تطوير القطاعات ذات الأولوية في لبنان قدرتنا على تسخير جهودنا في مجال البحث والتطوير لصالح تحقيق أهداف التحول الرقمي في لبنان، وبالتالي تحفيز محاور هامة لمنظومة الانتعاش الاقتصادي. ومن أهم مجالات الدعم التي يمكننا توفيرها خيارات دمج التقنيات الحيوية الجديدة كالحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي الذين يعطيان مردودا استثنائيا عندما يتم اقترانهما بقدرات شبكات الجبل الخامس التي نرجو أن يتمكن لبنان من إطلاقها قريبا ويقطف ثمارها غير المسبوقة، أسوة بسائر الدول. ويبقى المحور الأهم الذي أكدنا عليه منذ البداية، وهو إعداد الموارد البشرية التقنية في لبنان لتكون القيادات المستقبلية التي تتحمل مسؤولية تحقيق الأهداف التنموية بالاستفادة من التكنولوجيا. ولن ندّخر جهدا لمساعدة شركائنا ومد مختلف الجهات المعنية بهذا المحور الهام في لبنان، ونحن سنقوم بذلك في إطار المسؤولية الاجتماعية للشركات ومبادراتنا وبرامجنا العديدة فيها وفي مقدمتها برنامجنا العالمي "بذور من أجل المستقبل" الذي سيشارك نخبة من طلاب لبنان في مسابقته النهائية قريبا في العاصمة الأوزبكية طشقند، ويتوقع أن يحققوا مراكز متقدمة تؤهلهم للمشاركة في النهائيات العالمية في الصين".