انتخابات الرئاسة الجزائرية
عبد المجيد تبون في مواجهة
يوسف أوشيش وعبد العالي حساني شريف

30.07.2024
الرئيس تبون يتوسط المرشحين حساني (يسار) وأوشيش
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email

الجزائر: الاقتصاد والأعمال

  أعلنت السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات في الجزائر عن قائمة المترشحين للانتخابات الرئاسية  المزمع اجراءاها في 7 سبتمبر المقبل.

السلطة المستقلة والتي توكل لها مهمة التدقيق في استفاء المترشحين الشروط القانونية الضرورية لخوض سباق الرئاسيات في الجزائر، أعلنت أن كل من الرئيس الحالي عبد المجيد تبون ويوسف أوشيش وعبد العالي حساني شريف قد قدموا ملفات كاملة تستوفي الشروط المنصوص عليها في القانون الجزائري وبالتالي يحق لهذه الشخصيات خوض غمار الانتخابات المسبقة في السابع من شهر سبتمبر.   

الهيئة المشرفة على سير عملية الانتخاب استبعدت 13 مترشحاً لعدم توافر الشروط القانونية فيها خاصة بتلك المتعلقة بجمع 50 الف توقيع فردي للناخبين من 29 ولاية جزائرية على الأقل او توقيع 600 منتخب موزعة في 29 ولاية. هذه الشروط جعلت البعض ينسحب من السباق قبل إيداع الملف على غرار ما حدث مع السيدة لويزة حنون التي كانت من بين الشخصيات التي شاركت في العمليات الانتخابية السابقة.

ومن بين الشخصيات التي لم تتمكن من جمع العدد المطلوب من التوقيعات القانونية نجد كل من السيدتين زبيدة عسول والتي تمثل تيارا قوي الحضور على المستوى الإعلامي بطروحاته التي ترفع شعار العصرنة بالإضافة الى السيدة سعيدة نغزة المتعاملة الاقتصادية والتي كانت في السنوات الماضية قد وجهت رسالة الى الرئيس تبون تنتقد فيها العديد من القرارات المتخذة على المستوى الاقتصادي.

المترشحون الثلاثة  عبد المجيد تبون ويوسف أوشيش وعبد العالي حساني شريف يمثلون في الجوهر التيارات السياسية الأقوى في الجزائر والتي شكلت أساس الحياة السياسية منذ الاستقلال  في 1962 داخل منظومة الحكم او خارجها.

فالرئيس عبد المجيد تبون الأوفر حظاً بالظفر بولاية رئاسية جديدة تمتد نظريا حتى سنة 2029 يمثل من الناحية السياسية تيارا واسعاً من الطيف السياسي الجزائري وهو تيار ينعته المتتبعون بالتيار الوطني والذي يشكل حزب جبهة التحرير الوطني الذي قاد الكفاح المسلح ضد الاستعمار الفرنسي الدعامة الأساسية بالإضافة الى أحزاب أخرى متفاوتة القوة والحضور السياسي. التيار السياسي الداعم للرئيس تبون يتميز بحضور قوي في المدن الصغيرة والمتوسطة و يغلب على طروحاته السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية الدعوة المتكررة و الملحة للاستقرار السياسي والطابع الاجتماعي القائم على أساس التوزيع العادل للثروة و هو خطاب هيكل الحياة السياسية للجزائر منذ الاستقلال و مازال  يحظى بشعبية واسعة تعتبر الوعاء السياسي للدولة العميقة.

المترشح الثاني المستوفي للشروط  هو يوسف اوشيش والذي يترشح باسم جبهة القوى الاشتراكية وهو اقدم حزب سياسي معارض في الجزائر والذي اسسه الراحل حسين ايت أحمد  سنة 1963. وقد تميزت طروحات هذا الحزب بالمعارضة الشديدة للحكم في الجزائر وقد رفض المشاركة في كل الانتخابات الرئاسية باستثناء انتخابات عام 1999 والي شهدت مشاركة حسين ايت احمد حيث انسحب رفقة 6 مترشحين قبل يوم من الاقتراع بسبب ما وصفوه بالتزوير لصالح عبد العزيز بوتفليقة. بالإضافة الى أن الحزب قاطع العديد من الاستحقاقات الانتخابية سواء اكانت محلية او ذات طابع وطني.

حزب جبهة القوى الاشتراكية من الناحية السياسية يتبنى خطابا يدعو الى تعميق الديمقراطية والمشاركة السياسية للجميع مع التركيز على مسألة الوحدة الوطنية غير أن الحزب و رغم خطابه العصري على اكثر من مستوى عجز حتى الان عن الخروج من الدائرة التي حصرته فيها السلطة و هي دائرة الطابع الجهوي للحزب باعتبار ان تواجده و قوته تتمركز أساسا في منطقة القبائل قد تمكنت السلطة في السنوات الأخيرة من تحييد البعد الامازيغي من الساحة السياسية بإقرار اللغة الامازيغية كلغة وطنية و رسمية مع التركيز على أن اللغة العربية تظل لغة الدولة و قد ظلت مسألة البعد الامازيغي من الأساسيات التي اعتمدها حزب جبهة القوى الاشتراكية منذ تأسيسه قبل اكثر من 60 سنة.

المترشح الثالث عبد العالي حساني شريف عن حركة مجتمع السلم التي أسسها الراحل محفوظ نحناح  والذي يمثل بصورة ما تيار الاخوان المسلمين في الجزائر. وحساني الذي نشأ ضمن هياكل الحزب المعروف بخطابه الديني والذي عمل منذ بداية ازمة تسعينات القرن الماضي عل انتهاج سياسة رافضة للعنف كأداة سياسية. وينتمي حساني الى الجيل الثاني من حزب حركة مجتمع السلم وهو الجيل الذي حرص على الابتعاد عن السلطة وإعادة هيكلة التيار السياسي بعيداً عن المشاركة في مختلف الحكومات حيث كانت حركة مجتمع السلم جزءا من منظومة الحكومة لسنوات طويلة خلال فترة حكم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قبل أن يعيد الرئيس السابق للحركة عبد الرزاق مقري الحزب الى صفوف المعارضة. حساني الذي ينتمي الى جيل ما بعد الاستقلال يرفع شعار  الفرصة في إشارة الى أن انتخابات 7 سبتمبر تشكل فرصة للتغير السياسي في الجزائر.

انتخابات 2024 في الجزائر تختلف في طبيعتها عن ما سبق من حيث الموعد و المترشحين فهي المرة الأولى الذي تجرى في فصل الصيف الحار  بالإضافة الى ان التنافس فيها بين تيارات محددة واضحة المعالم حتى وان كان الرئيس تبون هو الاوفر حظاً للفوز لاعتبارات عديدة.