علاقة الجزائر- لبنان:
أكبر من طاقة للكهرباء

20.08.2024
الرئيس تبون مع الرئيس ميقاتي
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email

كتب رؤوف أبو زكي

 في صمت ومن دون صخب اعلامي أو ضجيج سياسي، تساهم الشقيقة الجزائر في انارة لبنان. بعد مكالمة هاتفية بين رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي ونظيره الجزائري نذير العرباوي، تم الإعلان خلالها عن قرار الرئيس عبد المجيد تبون بتزويد لبنان بالوقود بهدف المساهمة في إعادة تشغيل محطات توليد الكهرباء في كل لبنان.

المكالمة لم يكن الهدف منها طلب المساعدة الجزائرية في مجال ما، بل كانت مجرد مكالمة بين رئيس الحكومتين للاطمئنان على مسار العلاقات بين لبنان والجزائر وهو مسار عرف زخمًا كبيرًا ومستمرًا في السنوات الأخيرة تمييز بتكثيف اللقاءات بين الطرفين في أكثر من ميدان ومناسبة.

المبادرة الجزائرية ليست غريبة أو جديدة قفد عبّرت الجزائر في أكثر من مناسبة عن استعدادها لتزويد لبنان بما تحتاجه من كافة أنواع الوقود للمساهمة في حل أزمة الطاقة المستفحلة منذ عدة سنوات في لبنان. وكان لافتًا الرد الصريح والواضح للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لطلب لبنان التضامن معه من خلال كلمة الوزير ميقاتي في القمة العربية التي احتضنتها الجزائر في تشرين الثاني/نوفمبر 2022.

كلبنانيين من الضروري النظر إلى القرار الجزائري تزويد لبنان بالوقود لتجاوز أزمة الكهرباء من الزاوية الصحيحة، الاشقاء في الجزائر لا يريدون مقابل سياسي من مسعاهم، بل لا ينتظرون الشكر أو الثناء والاشهار   و ما  يضفي طابعًا خاصًا على القرار الجزائري  هو أنه يأتي بعد الأزمة  الناجمة  عن  مسألة الوقود المغشوش التي  ساهمت في مرحلة ما في بروز توتر ببن شركة سوناطراك الجزائرية و بعض الأطراف اللبنانية  و هي الأزمة التي وصلت إلى أروقة المحاكم و دفعت بسوناطراك إلى مغادرة لبنان في فترة ما و القرار الأخير للرئيس تبون يعني أن الاشقاء في الجزائر يفرقون دائمًا بين العتب السياسي و التجاري و ضرورات التضامن عند الحاجة و الأزمة.

  وعلينا التذكر دائما أن الشقيقة الجزائر كانت من بين الدول القليلة في العالم التي لم يكن لها فصيلًا سياسيًا تناور به في الساحة السياسية اللبنانية خلال الحرب الاهلية حيث إن الجزائر ظلت على مسافة واحدة من الجميع داعية باستمرار إلى وحدة لبنان.

وفي ظل أزمة الكهرباء في هذا الصيف الحار علينا دائما التذكر أن لنا في غرب المتوسط أشقاء يحملون همومنا، يهبون إلينا عند الحاجة دون انتظار الشكر أو الثناء هذه الحقيقة يعرفها أوائل الفينيقيين الذي وصلوا إلى ضفاف المتوسط وخبروا معدن من يقطن الجزائر وأقرب إلينا من أسلافنا الفنيقين نذكر ما قام به الأمير عبد القادر الجزائري من مواقف نبيلة في تاريخ لبنان....

شكرًا للأشقاء في الجزائر، ونقول معاً ما قاله شاعر الثورة الجزائرية مؤلف نشيد قسمًا:

واسألوا نبل أرزنا كيف أبقى               عن أرز لبنان وحده يتفاخر.