في ظل التراجع الدرامي في نتائج "ستيلانتيس"
ماهو مصير استراتيجية الشركة في منطقة الشرق الأوسط؟

14.10.2024
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email

كتب خطار زيدان

"واجبنا ومسؤوليتنا الأخلاقية يحتمان علينا التكيف مع الأوضاع الحالية والإعداد للمستقبل"، هكذا لخص الرئيس التنفيذي لمجموعة "ستيلانتيس" كارلوس تافاريس الدافع وراء الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها الشركة والتغييرات الهامة في الإدارات العليا لعملياتها العالمية، في خطوة لمواجهة التحديات التي تواجهها، والتي تمثلت في الفترة الأخيرة في الانخفاض الكبير في الأرباح، وفي حجم الإنتاج، في ظل انخفاض الطلب في أسواق الشركة الرئيسية، التي تضم تحت لوائها علامات "بيجو"، "سيتروين"، "دي إس"، "فيات"، "أبارث"، "جيب"، "دودج"، "كرايسلر"، "رام"، "ألفا روميو"، "لانسيا"، "مازيراتي"، "أوبل"، و"فوكسهول"، وتراجع قيمة أسهم الشركة بنحو 50 في المئة منذ العام الماضي.

 وفي الوقت الذي خفضت فيه "ستيلانتس" توقعاتها من تدفق نقدي إيجابي إلى تدفق نقدي سلبي بما يتراوح بين خمسة مليارات و10 مليارات يورو هذا العام، قامت الشركة بتعيين الرئيس التنفيذي لشركة "جيب" أنطونيوفيلوسا في منصب الرئيس الجديد لعملياتها في الولايات المتحدة الأميركية، وسيحل دوغ أوسترمان مكان ناتالي نايت في منصب المدير المالي للمجموعة. وسيكون لعلامتي "مزيراتي" و"ألفا روميو" رئيساً تنفيذياً جديداً، وسيتم تعيين رؤساء تنفيذيين جدد للعمليات في منطقتي الصين وأوروبا. وذلك في وقت بدأت فيه المجموعة التحضير لإيجاد بديل من كارلوس تافاريس، مع قرب انتهاء فترة ولايته في بداية العام  2026.

ولعل أبرز تحد تواجهه "ستيلانتيس"، كباقي الشركات الأوروبية، المنافسة الكبيرة للسيارات الصينية، خصوصاً الكهربائية منها، وتراجع الطلب الذي تعاني منه في أسواقها الرئيسية، بما في ذلك الولايات المتحدة الأميركية، حيث تتراكم المخزونات في ظل تراجع الطلب. كما تعاني الشركة من سياسة المجموعة الأوروبية في دعم السيارات الكهربائية، وهددت بنقل عملياتها الانتاجية إلى الخارج وخفض عدد العمالة المحلية. وكانت "ستيلانتيس" مؤخراً قد سرحت 10 ألاف عامل من مصانعها في ايطاليا بسبب تراجع الطلب. كما سبق وحذرت في يونيو الماضي الحكومة البريطانية من نقل عمليات الإنتاج لديها إلى الخارج ما لم تقم الحكومة بإجراء تغييرات على سياسة دعم السيارات الكهربائية، مع العلم أن المجموعة تمتلك علامة فوكسهول، وتصنعها في بريطانيا وتستحوذ على حصة هامة من سوق السيارات فيها.

استراتيجية ستيلانتيس في الشرق الأوسط على المحك

وفي ظل هذا التراجع في أدائها العالمي، والنمو الكبير الحاصل في مبيعات السيارات الصينية في أسواق الشرق الأوسط وزيادة حصتها السوقية، والتغيير الحاصل في هيكلية هذه الأسواق في ظل النمو الخجول لمبيعات السيارات الكهربائية، يُخشى من أن تتأثر خطط الشركة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وأن لا تتمكن من الالتزام بما وضعته  في وقت سابق من أهداف، وفقاً لاستراتيجية Dare Forward 2030، والتي تتمثل في زيادة نسبة عملياتها الإنتاجية الإقليمية من 25 في المئة إلى أكثر من 70 في المئة، وأن تشكل مبيعات سياراتها الكهربائية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا نسبة 25 في المئة من اجمالي مبيعاتها بحلول العام 2030. كما أعلنت "ستيلانتيس" عن سعيها لتصبح الشركة الرائدة في السوق في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا بحلول العام 2030 من خلال بيع أكثر من مليون سيارة، وتعزيز مكانتها في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط وأقاليم ما وراء البحار الفرنسية، والاستحواذ على حصة سوقية تزيد عن 30 في المئة، وزيادة حصتها في أسواق مناطق الشرق الأوسط وجنوب إفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى بنسبة تفوق 12 في المئة. وكانت الشركة قد أعلنت في بداية العام الجاري عن فريق قيادة جديد لعملياتها في المنطقة، في سعيها لتحقيق هذه الأهداف.

ويختلف أداء علامات "ستيلانتيس" التجارية حسب الأسواق، وتعد مركبات "جيب" الأكثر رواجاً بين علامات المجموعة المتنوعة، وتستحوذ على حصة هامة من مبيعات المركبات المتعددة الاستعمالات في أسواق المنطقة الرئيسية مثل السوق السعودية والإمارات العربية المتحدة.

الجدير ذكره أن "ستيلانتيس" تهدف إلى تحويل كامل مبيعاتها من سيارات الركاب في أوروبا إلى سيارات  كهربائية بحلول العام 2030، و 50 في المئة من سيارات الركاب والشاحنات الخفيفة في الولايات المتحدة الأميركية إلى سيارات تعمل على الطاقة الكهربائية. وتخطط الشركة لتقديم 75 طرازاً عاملاً على الكهرباء على مستوى العالم خلال هذه الفترة.