الدكتور راتب الشلاح
في ذمة الله

07.11.2024
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email

غيب الموت رجل الأعمال السوري المعروف د. راتب الشلاح بعد صراع طويل مع المرض. وتميز الشلاح طول حياته بالعمل الصامت والفاعل. وكان رجل الإيجابيات بامتياز. عرفناه في زمن والده الحاج بدر الدين الشلاح، الذي كان يرأس غرفة تجارة دمشق واتحاد الغرف السورية والذي عرف كيف يوائم بين قيادته للقطاع الخاص السوري وبين نظام التأميم وما سمي بالاشتراكية. وفي أواخر السبعينات سافرنا معًا إلى الولايات المتحدة الأميركية في إطار وفد نظمته الغرفة التجارية العربية - الأميركية التي كان يرأسها محمد البقال واتحاد الغرف العربية بقيادة أمينه العام د. برهان الدجاني. ورافق د. راتب والده في هذه الزيارة كونه يتقن اللغة الإنكليزية، إلا أنه كان يتولى الترجمة بتصرف. فوالد راتب يتكلم وكأنه في ديوانية في دمشق وعلى سجيته، إلا أن راتب حامل شهادة الدكتوراه وأستاذ في الجامعة الأميركية في بيروت كان يترجم ما يراه مناسبًا للجانب الأميركي.

وراتب الشلاح تولى قيادة اتحاد الغرف السورية بعد وفاة والده واستمر في هذا المركز لسنوات عديدة. وبعد اندلاع الانتفاضة في سورية استقر في بيروت حيث تملك العائلة بيتاً خاصاً بها. علمًا أن د. الشلاح كان دائمًا من محبي لبنان والتردد إليه والإقامة فيه.

وبعد تركه قيادة اتحاد الغرف السورية، انكفأ عن العمل العام، إلا أنه بقي بمثابة المرجع والملجأ للاتحاد، وكان بمثابة الأب الروحي له.

الدكتور راتب لم يرث عن والده اتحاد الغرف السورية وأعمال العائلة، بل ورث عنه الحكمة والفطنة وخفة الدم والروح الايجابية، والواقعية في التعامل مع المتغيرات.

في آخر مرة زرته قبل أشهر في منزله في بيروت، برفقة صديقنا المشترك صائب نحاس، كان مقعداً جسديًا، لكنه - كالعادة - متوقد فكريًا وذاكرته حية ومليئة بأجمل الذكريات.

مثل د. راتب وقبله والده وبعده نجله عمر وجميع أفراد العائلة، عائلة مشبعة بكل القيم والإيجابيات.

رحم الله الصديق الدكتور راتب الشلاح، والذي كانت لنا معه جولات من العمل والنشاط وكان أبرزها تنظيم مؤتمرين في دمشق. الأول برعاية الرئيس حافظ الأسد والثاني برعاية الرئيس بشار الأسد. وكان معنا المرحوم معالي الدكتور محمد العمادي، والذي كان على رأس وزارة الاقتصاد السورية آنذاك.

أسرة الاقتصاد والأعمال تتقدم من أسرة الشلاح ومن مجتمع الأعمال السوري والعربي بأحر التعازي بفقدان فارس من فرسانه.

رؤوف أبو زكي