كتب د. عبد المنعم يوسف*
قام الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بتعيين مدير إدارة شركات التكنولوجيا الكبرى لدى الهيئة الفيدرالية لتنظيم الاتصالات في الولايات المتحدة الأمريكية FCC الجمهوري المتطرف السيد بريندان كار (Brendan Carr) رئيسا للهيئة.
وأعلن الرئيس المنتخب ترامب تعيين براندن كار واصفاً إياه بأنه "محارب من أجل حرية التعبير" ومن شأنه أن "ينهي الهجمة التنظيمية التي تشل خلق وظائف العمل ومساعدة المبتكرين في أمريكا".
وكان كار من أعمدة الحملة الإنتاخية الرئاسية لترامب، حيث كان قد أشرف شخصياً على إعداد الفصل المتعلق بالمحافظة على الثقافة والتراث في البرنامج الانتخابي لترامب والذي كان قد أثار كثيراً من الجدل حوله نظراً لتطرفه لصالح الثقافة "البيضاء" في أمريكا. كما أنه كان قد اقترح الحد من الحماية القانونية لناشري الإنترنت المنصوص عليها في المادة 230 من قانون آداب الاتصالات الأمريكي، والتي تحمي المنصات عبر الإنترنت من المسؤولية القانونية عن المحتوى الذي ينشره مستخدموها.
وقال كار في منشور له على موقع X: "يجب علينا تفكيك كارتل الرقابة واستعادة حقوق حرية التعبير والليبرالية المطلقة للأمريكيين العاديين".
وبينما تنظم لجنة الاتصالات الفيدرالية (FCC) خدمات الراديو والتلفزيون بالإضافة إلى خدمات الإنترنت ذات النطاق العريض، فقد دعا كار الوكالة إلى اعتماد اختصاص أوسع بكثير يتضمن الإشراف أيضاً على شركات التكنولوجيا الكبرى مثل Google وApple وMeta وMicrosoft.
وقد سبق للسيد كار أن انضم إلى فريق عمل رجل الأعمال المياردير إيلون ماسك الذي يعد حليفًا وثيقًا للرئيس المنتخب، الأمر الذي يثير شبهات حقيقية حول تضارب المصالح الذي سيقوم بين ال FCC ونشاطات شركات إيلون ماسك العاملة في مجالات الاتصالات المختلفة.
وكانت تساؤلات كثيرة قد أثيرت مؤخراً حول المساعدة المالية التي تلقتها شركة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية Starlink التابعة للسيد Musk والبالغة قيمتها 885 مليون دولار من صندوق الفرص الرقمية الريفية التابع للجنة الاتصالات الفيدرالية، والذي يمنح مقدمي خدمات الإنترنت التمويل لتوفير الإنترنت عالي السرعة للمنازل والشركات الريفية.
* مدير عام اوجيرو السابق