كتب رئيس الجمهورية اللبنانية الأسبق الرئيس ميشال سليمان: عشية ذكرى الاستقلال نفتقد إلى الاحتفال البهي الذي كان يقام كل عام ويغرس فكرة السيادة وسمو العـَلـَم اللبناني في نفوس الأجيال التي تتطلع اليوم إلى الهجرة وبلاد الانتشار نتيجة يأسها من الداخل المحموم.
على الرغم من ذلك، وفي ظل هذا الفراغ والدمار والقتل، وبدلًا من المشاركة في العرض العسكري، تسيل بغزارة دماء الشهداء من الجيش والقوى الأمنية والدفاع المدني والإطفاء ورجال الإسعاف والمواطنين الصامدين الصابرين، لتذكرنا بالأحمر القاني الذي يزدان به العـَلـَم اللبناني.
لعل العيد هذا العام يحمل لنا اتفاقًا نهائيًا يضمن تحييد لبنان عن صراعات المحاور، ويعيد الاستقرار إلى ربوع الوطن، ويحصر السلاح بيد السلطة الشرعية، ويضمن أمن الحدود ويُرسـِّمها.
كما يعود رئيس الدولة الى كرسيه في بعبدا ويأتي بحكومة الأكفّاء الموعودة، ويُعيد لوحة اعلان بعبدا إلىى القاعة التي ولد فيها، قاعة ٢٢ تشرين (قاعة الاستقلال).
كما يعيد إلى وسط العاصمة العرض العسكري والأعلام والبيارق والمشاعر الوطنية ونبض الحياة والأمل والازدهار، فيبقى استقلالنا عيدًا ولا يصبح ذكرى..