استقالة الرئيس التنفيذي لمجموعة "ستيلانتيس"
تضع على المحك خطط الشركة الاستراتيجية

02.12.2024
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email

خطار زيدان

يظهر أن سياسة "التكيف مع الأوضاع الحالية والإعداد للمستقبل" التي اعتمدها الرئيس التنفيذي لمجموعة "ستيلانتيس" كارلوس تافاريس والإجراءات القاسية التي اتخذتها الشركة في شهر أكتوبر الماضي والتغييرات الهامة في الإدارات العليا لعملياتها العالمية، لم تكف لمواجهة التحديات التي تواجهها، والتي تمثلت في الانخفاض الكبير في الأرباح، وفي حجم الإنتاج، في ظل انخفاض الطلب في أسواق الشركة الرئيسية، وتراجع قيمة أسهم الشركة بنحو 50 في المئة هذا العام، فوصل الأمر إلى تخلي تافاريس عن منصبه وتقديم استقالته وقبولها من قبل مجلس الإدارة بشكل فوري قبل انتهاء ولايته في بداية العام 2026، للبدء في التفكير بالفترة المقبلة والحلول الناجعة التي يمكن أن تخرج الشركة من مخاضها العسير مع أفكار جديدة وخطط للمستقبل من خلال رئيس تنفيذي جديد قد تطول فترة إيجاده إلى عدة أشهر مقبلة. وحتى ذلك الوقت ستقوم الشركة بإنشاء لجنة تنفيذية مؤقتة بقيادة رئيس مجلس إدارة "ستيلانتيس" جون إلكان، لتولي شؤون إدارة الشركة.

وكانت "ستيلانتيس" في فترة سابقة خفضت توقعاتها من تدفق نقدي إيجابي إلى تدفق نقدي سلبي بما يتراوح بين خمسة مليارات و10 مليارات يورو هذا العام، وأعلنت عن تعيينات جديدة في أسواقها الرئيسية وعملياتها في الولايات المتحدة الأميركية، الصين وأوروبا، كما سرحت 10 ألاف عامل من مصانعها في ايطاليا بسبب تراجع الطلب، وحذرت في يونيو الماضي الحكومة البريطانية من نقل عمليات الإنتاج لديها إلى الخارج ما لم تقم الحكومة بإجراء تغييرات على سياسة دعم السيارات الكهربائية.

وعلى الرغم من النتائج الهامة التي حققتها "ستيلانتيس" خلال فترة قيادة تافاريس، والتي رافقها منذ إنشاء المجموعة في بداية العام 2021، لتصبح إحدى أكبر مجموعات السيارات العالمية، من خلال امتلاكها لـ 14 علامة  شهيرة، وهي "بيجو"، "سيتروين"، "دي إس"، "فيات"، "أبارث"، "جيب"، "دودج"، "كرايسلر"، "رام"، "ألفا روميو"، "لانسيا"، "مازيراتي"، "أوبل"، و"فوكسهول"، إلا أن نتائجها أتت مخيبة منذ بداية العام الحالي، في ظل اشتداد المنافسة الكبيرة للسيارات الصينية، خصوصاً الكهربائية منها، وتراجع الطلب الذي تعاني منه في أسواقها الرئيسية، بما في ذلك الولايات المتحدة الأميركية، حيث تتراكم المخزونات في ظل تراجع الطلب.

ولا شك أن تنحي تافاريس المفاجئ سيضع على المحك خطة الشركة الاستراتيجية الجريئة التي أطلقتها في مارس 2022 باسم Dare Forward 2030، وهي خطة شاملة تهدف إلى مضاعفة صافي إيرادات الشركة بحلول العام 2030، مقارنة بالعام 2021 والحفاظ على هوامش الدخل التشغيلي المعدلة المكونة من رقمين على مدار العقد. وتهدف "ستيلانتيس" إلى تحقيق صافي انبعاثات كربونية صفرية بحلول العام 2038، وتحويل كامل مبيعاتها من سيارات الركاب في أوروبا إلى سيارات  كهربائية بحلول العام 2030، و 50 في المئة من سيارات الركاب والشاحنات الخفيفة في الولايات المتحدة الأميركية إلى سيارات تعمل على الطاقة الكهربائية. كما تخطط لتقديم 75 طرازاً عاملاً على الكهرباء على مستوى العالم خلال هذه الفترة.

كما ستضع هذه الاستقالة على المحك خطط الشركة في مختلف أسواقها الدولية، ومن بينها التزاماتها في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، والتي تتمثل في زيادة نسبة عملياتها الإنتاجية الإقليمية من 25 في المئة إلى أكثر من 70 في المئة، وأن تشكل مبيعات سياراتها الكهربائية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا نسبة 25 في المئة من اجمالي مبيعاتها بحلول العام 2030. كما تطمح "ستيلانتيس" لتصبح الشركة الرائدة في السوق في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا بحلول العام 2030 من خلال بيع أكثر من مليون سيارة، وتعزيز مكانتها في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط وأقاليم ما وراء البحار الفرنسية، والاستحواذ على حصة سوقية تزيد عن 30 في المئة، وزيادة حصتها في أسواق مناطق الشرق الأوسط وجنوب إفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى بنسبة تفوق 12 في المئة.