نافذ رعد*
استُمدت كلمة " تواصل" من الكلمة اللاتينية "communis"، التي تعني المشاركة أو التفاعل. التواصل أساسي لوجود الإنسان وبالتالي، فإن التواصل يمثل مشاركة أو نقل معلومات، فكرة، رأي، عاطفة، حقيقة أو موقف. يشمل ذلك كل من فعل التواصل وكذلك الرسالة المراد نقلها.
يحدث التواصل في كل مكان توجد فيه الحياة. يبكي الطفل للإعلان عن وصوله الى هذا العالم أو ليعبر عن جوعه، وينبح الكلب لتحذير صاحبه من المتسلل. يقضي الأفراد معظم ساعات يقظتهم في شكل من أشكال التواصل. تستخدم المعلومات من المؤسسات، الشركات التي تتكون في النهاية من العنصر البشري لإدارة الأعمال بنجاح.
هذا هو جوهر التواصل، إنه جزء أساسي من الوجود البشري سواء في المنزل أو في المكتب. يساهم التواصل بشكل كبير في نجاح أو فشل كل نشاط إنساني. إن القدرة على تقديم الحقائق أمام مجموعة من الناس وإقناعهم هي المهارة الأكثر طلباً في التواصل اليوم.
نظرًا لأن الإنسان مخلوق اجتماعي، فمن الضروري أن يعبر عن مشاعره وأحاسيسه، يتلقى ويبادل المعلومات، وهنا يأتي دور التواصل. في حالة المؤسسات، يصبح الأمر أكثر أهمية حيث يتعين على الأشخاص العاملين في مختلف الأقسام تحقيق أهداف مشتركة.
العمل في العلاقات الشخصية لا يمكن أن يتم إلا من خلال الاتصال والتواصل المستدام. إلى جانب ربط مكوناتها الداخلية، يعتبر التواصل ما يربط المؤسسة بالعالم الخارجي. وبالتالي، فهو الأساس لنجاح أي مؤسسة.
لا يمكن لأي مجموعة أن توجد بدون التواصل لما فيه من منافع بناءة تنعكس على الأطراف المعنية بهدف تحقيق الأهداف المشتركة.
أغراض التواصل هي: الإعلام، الطّمأنة، التعليم، الفهم، الشّرح، الإقناع، التّعامل، التّنظيم، السّيطرة، التّنسيق، التّوجيه، نقل الأخبار
يعمل التواصل الدّاخلي الفعّال نحو تأسيس ونشر أهداف المؤسسة، وضع خطط لتحقيقها، تنظيم الموارد البشرية بطريقة فعّالة.
يربط التواصل الخارجي المؤسسة بالبيئة الخارجية، لا يمكن لأي مؤسسة أن تزدهر من فراغ بل يجب أن تكون على دراية باحتياجات العملاء والاسواق، توافر الموردين، الإطلاع على قوانين الحكومة واهتمامات المجتمع. لذلك، فإن التواصل:
•يربط الناس معاً.
•يحسن المعنويات في المؤسسة والمجتمعات.
•يساعد في التخطيط والتّنسيق بشكل صحيح.
•يشكّل أساساً لاتّخاذ القرارات.
•يساعد في سير العمل بكفاءة داخل كل المؤسسة ومجتمع.
•يساعد في تحقيق الزيادة الإنتاجية بتكاليف أقل.
•يساهم في بناء ثقة متبادلة ما بين الأطراف المتحاورة.
إن النمو في حجم وتعدد مواقع المؤسسات يتطلب التواصل المستمر مع كافة الموظفين المتواجدين في مراكز ومواقع عملهم داخل كل دولة و/أو المنتشرين في عدة دول أخرى.
إعطاء التوجيهات لاطقم العمل والموظفين والحصول بالمقابل من طرفهم على معطيات، تعليقات، ملاحظات سيكون ممكناً فقط من خلال التواصل المستمر والبناء من خلال أغلبية طاقات العمل وعلى كافة المستويات.
إذن إن التقدم التكنولوجي المتطور والمتسارع يؤثر ليس فقط على فعالية الأساليب المطبقة كطرق عمل بل له تأثيره الإضافي على تركيبة المجموعات لذا وفي هذه الحالة التواصل والتعاون ما بين المسؤولين الأعلى والقواعد يصبح من الضرورات للحصول في نهاية المطاف على نمو، تطور ونجاح المؤسسات، المجموعات والكيانات المتنوعة.
* مستشار تسويق ودعاية وإعلان