تحت شعار "رؤيتنا، عالمنا، مستقبلنا"، انطلقت فعاليات النسخة الثانية من منتدى التعاون الرقمي والتنمية، وسط حضور رفيع المستوى يضمّ وزراء وصانعي قرار من المنطقة العربية. بتنظيم من لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) وجامعة الدول العربية ومنظمات أخرى، وبالتعاون مع الحكومة الأردنية ممثلةً بوزارة الاقتصاد الرقمي والريادة، يأتي المنتدى ليؤكد أهمية التحول الرقمي كركيزة أساسية لمستقبل التنمية المستدامة في المنطقة.
افتُتح المنتدى بكلمات لوزير الاقتصاد الرقمي وريادة الأعمال في الأردن سامي سميرات، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، والأمينة التنفيذية للإسكوا رولا دشتي، ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص لشؤون التكنولوجيا الرقمية والناشئة أمانديب سينغ جيل.
اعتبر سميرات أنّ المنتدى يعكس الرؤية الطموحة التي تتبناها الإسكوا وجامعة الدول العربية لتعزيز التعاون الرقمي وتمكين المجتمعات من الاستفادة القصوى من التكنولوجيا والابتكار لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة. وأوضح أنّ الأردن يعمل بشكل وثيق مع الإسكوا على تطوير بيئة الابتكار، وتطوير السياسات الرقمية، وبناء القدرات الوطنية التي تمكّن الأفراد والشركات من الاستفادة من الثورة الرقمية.
بدوره، دعا أبو الغيط الحكومات العربية إلى العمل على تهيئة البنية التحتية والبيئة التشريعية لضمان توافر الحماية للبيانات ولتبني السياسات الداعمة للاستثمار ورواد الأعمال، معتبرًا أنّ ضخّ المزيد من الأموال على تطوير الإنفاق التكنولوجي من شأنه أن يعزز استقطاب الاستثمارات الداخلية والخارجية في المنطقة العربية ويرفع قدرة المنطقة من كونها مستهلكة لهذه التكنولوجيات إلى منتجة ومطوّرة، وأنّه سيساعد أيضًا في رأب الفجوة الرقمية.
يجمع المنتدى نخبة من الخبراء والعاملين في المجال الرقمي من مختلف أنحاء المنطقة العربية وخارجها ومسؤولين حكوميين، وصانعي سياسات، وبرلمانيين، وخبراء تقنيين، وأكاديميين، وممثلين عن المجتمع المدني والقطاع الخاص، بالإضافة إلى جهات دولية معنية بتعزيز التعاون الرقمي ودعم التنمية المستدامة في المنطقة.
أمّا دشتي فأكدت أنّ الأجندة الرقمية العربية توفّر خارطة طريق منظَّمة لجعل التكنولوجيا سبيلًا إلى المنعة الاقتصادية والتقدّم الاجتماعي، غير أنّ العبرة ستكون في ترجمة السياسات إلى إنجازات ملموسة، وفي تحقيقِ فوائد مستدامة من الاستثمارات، وفي عدم إهمال أيِّ جزءٍ من المجتمع على مسار التحوّل الرقمي. واعتبرت أن دمجَ القمة العالمية لمجتمع المعلومات والمنتدى العربي لحوكمة الإنترنت يعزز مبدأً مهمًّا وهو ضرورة أن تتّسمَ حوكمة التحوُّل الرقمي بالشمول والشفافية.
وأكّد أمانديب سينغ جيل أنّ الذكاء الاصطناعي سيغير اقتصاداتنا، ويجب على كل دولة أن تتلقف ذلك. وأشار إلى أهمية عقد حوار شامل حول حوكمة الذكاء الاصطناعي. وأضاف أن هناك الكثير من الإمكانات غير المستغلة في المنطقة العربية في ما يتعلق بالتكنولوجيا الرقمية، داعيًا إلى إنشاء سوق رقمية مشتركة، والعمل بشكل وثيق بين القطاعين الخاص والعام، وجمع أصحاب الكفاءات.
منتدى التعاون والتنمية الرقمية
يؤكّد على أهمية التحوّل الرقمي كركيزة أساسية
لمستقبل التنمية المستدامة في المنطقة
