أوكرانيا بين الضغوط الأمريكية
والانقسام الأوروبي

02.03.2025
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email

عبد اللطيف المناوي*

المواجهة العلنية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مؤتمرهما الصحفي فى البيت الأبيض كشفت عن تحولات جذرية فى الموقف الأمريكي تجاه الحرب الروسية الأوكرانية. لم يكن هذا الحدث مجرد خلاف دبلوماسي، بل يعكس توجهًا جديدًا للإدارة الأمريكية قد يؤدى إلى إعادة تشكيل العلاقة بين الولايات المتحدة وأوروبا، وربما إلى تغييرات حاسمة فى مسار الحرب نفسها.

هل سنشهد تغييرًا فى السياسة الأمريكية من الدعم المفتوح إلى الضغط على كييف؟

منذ بداية الحرب فى فبراير 2022، تبنت الولايات المتحدة سياسة دعم مطلق لأوكرانيا، سواء عبر المساعدات العسكرية أو المالية، لكن تصريحات ترامب خلال المؤتمر الصحفي أوضحت تحولًا كبيرًا فى هذا النهج. بدا ترامب وفريقه، خاصة نائبه جى دى فانس، أكثر ميلًا إلى إنهاء الحرب عبر المفاوضات، حتى لو كان ذلك يعني تقديم تنازلات لروسيا.

ترامب لم يتحدث كرئيس ملتزم بدعم أوكرانيا بلا شروط، بل كرجل أعمال يفاوض فى صفقة، مؤكدًا أن كييف لا تملك أوراق ضغط حقيقية، وأن عليها القبول بما يُعرض عليها. بل إنه أشار إلى أن استمرار الدعم الأمريكي ليس مضمونًا، وأن واشنطن قد تنسحب ما لم يوافق زيلينسكي على وقف إطلاق النار.

هذا التغير الجذري فى الخطاب السياسي يعكس عدم رغبة واشنطن في الاستمرار فى تمويل حرب طويلة الأمد قد لا تحقق نتائج حاسمة ضد روسيا. وبدلًا من ذلك، يبدو أن إدارة ترامب تميل إلى التركيز على مصالح الولايات المتحدة الاقتصادية والسياسية، حتى لو جاء ذلك على حساب الموقف الأوروبي أو مصالح كييف.

الغضب الأوروبى: هل تتفكك وحدة التحالف الغربى؟

كان الموقف الأوروبي حادًّا فى رد فعله على المؤتمر الصحفي، حيث توالت التصريحات من قادة الاتحاد الأوروبي التى تؤكد دعمهم المطلق لكييف. الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون شدد على ضرورة دعم الأوكرانيين، بينما أكدت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبى كايا كالاس أن «العالم الحر يحتاج إلى زعيم جديد»، فى إشارة واضحة إلى أن أوروبا قد تضطر إلى قيادة التحالف الغربي بنفسها فى حال انسحبت واشنطن.

تصريحات المسؤولين الأوروبيين تدل على أن الخلاف بين الولايات المتحدة وأوروبا بشأن أوكرانيا قد يصل إلى مستوى غير مسبوق. فبينما تسعى الدول الأوروبية الكبرى إلى الاستمرار فى دعم كييف لمواجهة العدوان الروسي، ترى إدارة ترامب أن أوكرانيا يجب أن تقدم تنازلات لإنهاء الحرب.

هذا التباين يضعف وحدة التحالف الغربي، ويثير تساؤلات حول مدى قدرة أوروبا على مواصلة دعم أوكرانيا دون الدعم الأمريكي العسكري والماي. وهذا موضوع يستحق التوقف أمامه.

*نشر في صحيفة المصري اليوم