العلاقات الجزائرية اللبنانية علاقات عريقة تعود جذورها الى العهد الفينيقي وعلى الرغم من التحوّلات والإهتزازات التي عرفتها المنطقة العربية فقد ظلت العلاقة بين الجزائر ولبنان متينة لا تتأثر بالمشاكل والأحداث.
وأهمّ ما يميّز العلاقات الجزائرية اللبنانية على مرّ السنين هو غياب الصخب الإعلامي والبهرجة التي عادة ما تصاحب العلاقات بين الدول.
الجزائر أكبر دولة عربية مساحة وثالث دولة من حيث عدد السكان حاضرة بقوّة في الساحة اللبنانية على المستوى السياسي والاقتصادي، وهذا الحضور كان قوياً في أزمتين عاشهما لبنان في السنوات الأخيرة والمقصود هنا تحديداً إنفجار مرفأ بيروت حيث كانت الجزائر من الدول التي أرسلت مُساعدات تقنية وإنسانية الى بيروت وكان التواجد الجزائري سابقاً على الوجود الفرنسي الذي كان متميزاً على المستوى الإعلامي. الحضور الجزائري الآخر كان خلال ازمة الكهرباء في لبنان خلال ضائقة 2024 حيث أمر حينها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون شركة "سوناطراك" بتزويد لبنان بالوقود اللازم لتشغيل محطات توليد الكهرباء.
على المستوى الاقتصادي فإن العديد من المؤسسات اللبنانية تنشط في الجزائر من خلال استثمارات لبنانية في مجالات عديدة كالإنشاءات والطاقة والمياه والمصارف وهي ميادين حساسة وأساسية في الاقتصاد الجزائري.
ويعتقد المراقبون أن العلاقات الجزائرية اللبنانية مرشحة في السنوات القليلة المُقبلة. الى مزيد من التطوّر بالنظر الى رغبة الطرفين في إعادة تفعيل جملة من الاليات المشتركة حيث دعا رئيس الوزراء اللبناني القاضي نواف سلام الى تفعيل اللجنة العليا المشتركة اللبنانية الجزائرية بالإضافة الى تفعيل مجلس الأعمال الجزائري اللبناني.
وكان لافتاً الترحيب الذي لقيَه وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف خلال زيارته مؤخراً إلى لبنان والذي حظي باستقبال أخوي من كافة القيادات اللبنانية من الرئيس جوزاف عون و الذي تلقى دعوة من الرئيس تبون لزيارة الجزائر بالإضافة الى لقاء الوزير أحمد عطاف بكل من نواف سلام رئيس الوزراء ونبيه بري رئيس المجلس النيابي و في كل مرّة كان التأكيد على متانة العلاقات الجزائرية اللبنانية وضرورة ترقيتها والنهوض بها لصالح الشعبين اللبناني والجزائري.