شهدت الكويت انتقالاً سلساً للسلطة بعد رحيل الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، حيث تولى الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح مقاليد الإمارة، والذي بادر بسرعة قياسية إلى تزكية الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح لتولي منصب ولي العهد واضعاً بذلك حداً للتكهنات بوجود صعوبات وخلافات حول المنصب.
التواضع والحكمة
يوصف الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح بأمير التواضع والحرص على التعامل بحكمة مع كافة الملفات الداخلية والخارجية، واعتماده سياسة الباب المفتوح أمام الجميع.
وأعاد الأمير الشيخ نواف الأحمد التأكيد على التوجهات العامة التي تعتمدها دولة الكويت في الملفات الإقليمية والدولية ومن بينها القضايا العربية الرئيسية. وأكد على صلابة ومتانة العلاقات الكويتية السعودية وكذلك العلاقات الكويتية الخليجية.
كما أعاد الأمير التأكيد على الدور التنموي التاريخي الذي تلعبه الكويت منذ تأسيسها والذي عززه الأمير الراحل. كما أعاد التأكيد على ثبات السياسة الخارجية والحرص على الوقوف إلى جانب الشعوب المتأثرة بالنزاعات والحروب.
تحديات
يأتي تولي الشيخ نواف الأحمد مقاليد الحكم في مرحلة دقيقة تمر بها الكويت، ما يستوجب التنفيذ السريع للإصلاح الاقتصادي والمالي. إذ يتصاعد عجز الميزانية العامة، ومن المتوقع أن يبلغ حوالي 45 مليار دولار. أما سيولة سيولة صندوق الاحتياطي العام فتشهد تراجعاً حاداً. الأمر الذي سيدفع للاقتراض من الأسواق الدولية. وقد لجأت الكويت إلى خيارات قسرية للحد من الانفاق كان من بينها وقف استقطاع نسبة الإيرادات العامة الموجهة إلى صندوق الاحتياطي العام.
وفي ضوء هذه المعطيات، ستكون الأنظار مسلطة على كيفية التعامل مع هذه الملفات
رحيل أمير الحكمة والاعتدال
وبغياب الشيخ صباح الأحمد الصباح الذي يوصف بأمير الحكمة والاعتدال، تكون الكويت ومنطقة الخليج والعالم العربي، فقدت شخصية مؤثرة وقامة دبلوماسية مهمة، فقد عرُف الشيخ صباح الأحمد بأنه عميد الدبلوماسية العربية، وقد اضطلع منذ توليه مهام وزارة الخارجية قبل عقود بملفات عدّة مهمة ومؤثرة في المنطقة، وعُرف عنه أنه واضع أسس الدبلوماسية الكويتية وسياستها الخارجية، والتي تميزت بالحياد والتوازن والحكمة في التعامل مع القضايا الخلافية.
وقد عاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح واستكمل هذا الدور من موقعه كأمير لدولة الكويت، إذ حرص على ترسيخ نهج الكويت تجاه القضايا الإنسانية والوقوف إلى جانب الشعوب المتأثرة بالنزاعات، وقد منحه أمين عام الأمم المتحدة بانكي مون لقب «قائد العمل الإنساني» والكويت مركز العمل الإنساني تقديراً للدور الذي لعبه تجاه القضايا الإنسانية العربية والدولية، حيث استضافت الكويت في عهده مؤتمرات عدّة لدعم قضايا الدول والشعوب العربية والنامية.
وقد سعى الشيخ صباح الأحمد إلى معالجة الأزمة الخليجية وإعادة العلاقات بين الدول الشقيقة إلى مسارها الطبيعي مع حرص على معالجة هذا الملف ضمن البيت الواحد. وقد أبدت القيادة السياسية الجديدة في الكويت استعداداً وحرصاً على استكمال هذا الملف.